الخميس 15 أيار 2025
الحدث- ريم أبو لبن
"نعم هناك قرار رسمي، ولا أريد التوقيع على التحويلة الطبية الخاصة بابنك، لأنه إن تمت الموافقة، سيتم الموافقة على باقي المرضى من ذات الحالة، والعلاج يحتاج لمبالغ كبيرة..". هكذا جاء الرد المباشر من قبل مديرة دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة أميرة الهندي حسب ما ذكر والد المريض سعيد أبو مويس لـ" الحدث"، حيث يعاني ابنه محمد ومنذ 4 سنوات من فشل كلوي وفي الكبد كذلك وهو بحاجة الان لزراعة جزء من كبده، و تحويلة للعلاج داخل مستشفى شنايدر الإسرائيلي.
" يا والدي ما بدي أطلع الى الخارج اتعالج، ولا بدي موافقة أميرة الهندي ....خلص تعبت يابا". هكذا اختصر المريض محمد أبو مويس (17) عاماً، أوجاعه التي أثقلت من همة جسده ومنذ سنوات، وأفقدته متعة الاستيقاظ باكراً للتوجه للمدرسة كباقي أًصدقاءه.
يجلس محمد للمرة الثالثة خلال هذا العام بجانب سرير والده في المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله ليستمع لآهات والده الذي أجرى قسطرة لقلبه للمرة الثالثة خلال هذا العام نتيجة غضبه المفاجئ داخل مقر قيادة شرطة رام الله، وكان ذلك على اثر رفض الهندي التوقيع على التحويلة الطبية الخارجية الخاصة بابنه محمد.
يعاني الوالد سعيد ومنذ عام 2015 من تصلب في الشرايين المغذية لقلبه ويرفض اجراء عملية القلب المفتوح حتى يعاود محمد المشي مجدداً على حد تعبيره، ويحصل على العلاج المناسب.
قال سعيد: " توجهت لمكتب التحويلات الخارجية من أجل استلام تحويلة ابني محمد المصاب بالفشل الكلوي والكبد كذلك، بعد عناء طويل حصلنا على الموافقة من قبل الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، ووزير الصحة، ولكن المفاجأة الكبرى، أن مسؤولة التحويلات أميرة الهندي رفضت التوقيع على التحويلة بحجة المبلغ الكبير الخاص بالعلاج والذي ستتكفل به السلطة الفلسطينية".
ولم يصمت والد محمد حينها، وكان الرد حسب ما ذكر لـ " الحدث": "انتي بالفعل توفرين على السلطة، ولكنك بالمقابل انت لا تعلمين أن بهذا الفعل تقتلين حياة طفل".
وعند سؤاله عن الجدال الحاد الذي جرى مباشرة يوم الخميس الماضي، أكد سعيد لـ"الحدث" بأنه قد تعرض لنوبة قلبية على اثر الجدال الذي جرى مباشرة مع الهندي، حينما رفضت التوقيع على التحويلة الطبية، لاستكمال علاج محمد في مستشفى شنايدر الإسرائيلي.
قال: "قلت لها اعتبري المريض ابنك ... وقالت ابني مش مريض".
قد تتوقف عقارب الساعة قليلاً عند تلك اللحظة، حينما اتكأت أنامل الطفل محمد على كتفي والده محاولاً المشي على قدميه، ولم يكد يهبط قليلاً على الأرض حتى تداركه الألم، ليصعد مجدداً كطفل رضيع في حضن والده.
قال الوالد سعيد: "محمد يحتاج إلى غسيل الكلى بشكل يومي وهو يمضي حوالي 4 ساعات داخل الغرفة لغسل الكلى في مستشفى رامبام الإسرائيلي، وهو لا يقوى على الحركة".
في ذات السياق، أضاف: "لدي ابن آخر يدعى عمران، وجسده يمتلك كلية واحدة فقط، أما الطفلين الآخرين فهما معافيان من المرض تماماً".
قد أخطأت الظن، حين اعتبرت أن مدينة جنين قد تغفو باكراً على غير عادة، وقد تناسيت بذلك عيون المواطن سعيد التي لا تنام، حتى يحصل ابنه محمد على تحويلة للعلاج في الخارج، ويتمكن من زرع جزء من الكبد، لاسيما وأن والدته هي المتبرع الأول لذلك، وما ينقصهم سوى موافقة مديرة دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة أميرة الهندي، والتي ترفض لحتى هذه اللحظة التوقيع على الورقة.
وفي تقرير سابق لـ" الحدث"، ذكر سعيد: "في 2013 توجهت إلى وزارة الصحة، لطلب تغطية مالية من اجل إجراء زراعة للكبد، وهذا ما يحتاجه ابني محمد حالياً، وفي المقابل تمت الموافقة على هذا الطلب من قبل المتحدث باسم وزارة الصحة أسامة النجار".
أشار في التقرير: "بعد أن تمت الموافقة، قبل 10 أيام من اجراء العملية، جوبهنا برفض التحويلة الطبية الخاصة بمحمد، وقرار الرفض جاء من قبل أميرة الهندي".
وللحديث عن سبب الرفض، حاولت مراسلة "الحدث" الاتصال عدة مرات بـ مديرة دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة أميرة الهندي ولكن لم نحصل على الرد حتى هذه اللحظة، في حين قال الوالد سعيد لـ"الحدث" بأنه سمع من أحدهم بأن أميرة الهندي قد طالبت بإرسال دورية للشرطة إلى المقر المتواجد فيه من أجل التحقيق معه فيما يتعلق باللقاء المباشر ما بينه وبين الهندي، ولكنه غادر ولم يعلم بقدومهم حينها، ولم يتعرفو عليه شخصيا اثناء خروجه.
إذن مصير حياة محمد معلق بتوقيع، وبقلم مديرة دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة أميرة الهندي، حيث رفضت الهندي عدة مرات قبول التحويلة رغم تدهور حالة محمد الصحية والنفسية، وبحجة أن علاج محمد مكلف مادياً وقد يرهق ميزانية السلطة حسب ما ذكر والده، لاسيما وأن محمد يحتاج إلى مليون شيقل للعلاج.
شاهد: مقابلة خاصة سابقة مع الوالد سعيد أبو مويس
