الخميس  15 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| إسرائيل تتلصص على الرياضيين.. و"رابية" في فم الثعبان

مصعب رابية حاصل على المركز الأول في بطولة عالمية لم تُذكر أبدا

2017-03-27 11:58:33 AM
خاص
مصعب رابية يحصد المركز الأول في بطولة "تنين العرب"

 

الحدث- تحرير بني صخر

 

يستغرب العقل بساطة الوصول للحلم إن لم ينهك الجسد سعياً لتحقيقه، فيتصارع ما بين التقبل وعدمه وبالأغلب نهزم أمام برمجة عقولنا، القائمة على فكرة إن لم تتعب لن تحصد ثمار جهدك، والثمار لاحقاً ستتنعم بها.

 

 وحقيقة الأمر أن نتاج هذه البرمجة لا بأس به، فنشوة النصر والوصول للحلم بعد تعب ستغدقك سعادة،"لا بأس بالتعب في سبيل الحلم" عبارة رددها، مصعب حلمي محمود رابية البالغ من العمر 20 عاماً من القدس.

 

رابية الذي كرّس وقته لممارسة رياضة الكارتيه من صغره، فلم يقف عائقا أمامه إلا وأصر على تجاوزه سعياً للوصول لهدفه.

 

وفي مقابلة مع "الحدث"، قال رابية: بدأت بممارسة رياضة "التيكوندو"، منذ كان عمري٤ سنوات بمنطقة "بير نبالا" واستمريت لمدة سنتين، لاحقا اضطررت لتغير "التيكوندو" إلى "الكارتية" إثر صعوبة التنقل من القدس إلى "بير نبالا" كنتيجة حتمية لبناء الاحتلال لجدار الفصل العنصري.

 

يضيف رابية: أكملت تدريبي مع المدرب زكريا أبو سنينة في جبل المكبر، وحصلت حينها على عدة بطولات أهمها بطولة فلسطين المفتوحة وبطولة القدس الدولية.

 

يذكر رابية أنه حصل على الحزام الأسود، لكن ظروفا كانت أقوى منه اضطرته إلى التخلي عن التدريب المختص والاكتفاء بتدريب نفسه في البيت، سعياً للحفاظ على قدرته وعدم إهدار بطولاته التي حصدها.

 

واجه رابية العديد من الصعوبات كما قال لـ "الحدث" حيث أنه ترك التدريب في وقت ما إلى أن عاد اليه مؤخرا.

 

يقول رابية: "أهلي بالبداية شجعوني وكانوا سبب نجاحي، لكن لما بدا الكل يتخلّا عني وأخلفو وعودهم" شعر أهلي بأن التدريب بلا نتيجة وقالوا لي اتركه، وأضاف بحسرة "طبعا قدام عيونهم تركت، بس بدون علمهم ضليت أمارس الكراتيه، استمريت ع الحال هذا لوقت ما تمت دعوتي لبطولة" (التنين) والتي هي تأهيل لبطولة أندونيسيا (بطولة العالم).

 

نسور فلسطين

في عمر١٧ قرر رابية تطوير نفسه كما قال لـ "الحدث" فحصل على الدورة العالمية لتأهيل المدربين مع بطل العالم إسماعيل صلاح، ودورة ثانية مع المدرب مسلم باش ترك، لتكون بداية التفكير بتأسيس فريق "نسور فلسطين" للكاراتية.

 

يقول رابية: "بعد هذه الخطوة بدأت العقبات والمشاكل بالظهور، إذ بدأت بتدريب فريق "نسور فلسطين" من الأطفال في الملاعب والشوارع المقدسية، وذلك لعدم وجود داعم سواء من مؤسسة أو نادي، بحجة أن عمري صغير".

 

هوية زرقاء

لم تختفي الصعوبات لتعود أمام رابية، يضيف: "ضاعت علي بطولة "مرمره" في تركيا نتيجة ظروفي المادية، توجهت وقتها لكل المؤسسات الرياضية ورفضوا مساندتي، وأخر ما قد قيل لي "خلي بلدية القدس تدعمك ما أنت معك هوية زرقاء".

 

يقول رابية: "بعد ردود المؤسسات والجهات التي من المفترض أن تدعمني قررت أن العب باسمي فقط، بعدها وصل والدي مكتوب من بلدية القدس يتضمن دعوة لأحتضاني بشرط تبديل العلم الفلسطيني لإسرائيلي، وطبعا رفضت".

 

لم تكن الصعوبات شيئا أمام هدف رابية ليستمر في خطواته نحو حلمه، فتوجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي للخارج وتمكن من التواصل مع منسق الرياضة الدولي الجزائري عبد الغني فرطاس، والمسؤول عن رياضة "تنين العرب" في مصر أحمد عبد المنعم.

 

وقد قاموا بتقديمه لاحقا لمؤسس "رياضة تنين العرب" و رئيس هيئة الشباب والرياضة في المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية  د. شهدي رجب، وطلب الدكتور من رابية خوض اختبارات عدة اجتازها راببية بنجاح.

 

تلقى رابية على إثر هذه الاختبارات كما يقول لـ"الحدث" دعوة لتمثيل فلسطين في بطولة "التنين" والتي عُقِدت من تاريخ 23 إلى 25 من الشهر الجاري.

 

اسرائيل سارقة

في ذات السياق، فلم تكف دولة الاحتلال عن سرقة المواهب الفلسطينية علنيا ونسبها لها، فيقول رابية: " إن مدربا إسرائيليا وجّه رسالة مشروطة لوالدي ليتبنى موهبتي، هو مدرب إسرائيلي عالمي يقيم ويدرّب في منطقة اسمها "بيت شيميش" اشترط في رسالته أن يُرفع العلم الإسرائيلي ويُنكّس العلم الفلسطيني.

 

لم يكف مصعب عن الحلم والعمل لتحقيق ذلك، فلعب الكراتيه وسعى لتطوير نفسه بإضافة عدة فنون قتالية مثل الجيجيتسو والجودو والإيكيدو، ليحقق الشروط بالإنضمام للاتحاد العربي لرياضة تنين العرب والتي مكّنته من المشاركة في بطولة "تنين العرب" التي عقدت في المغرب، والتي حصل على المركز الأول ومداليتيين ذهبيتين.

 

يقول: "الكراتيه لمصعب أسلوب حياة وفرصة لتكون شخص قيادي، أنا تأسست عليها، وهي الشي اللي رح أرفع علم فلسطين فيها".

 

يضيف: "أنا فقط بلعب باسم مصعب رابية وفلسطين وباسم مجموعة Usk Jerusalem ، لأنها دعمتني"، ويذكر رابية لـ "الحدث": "وقت ما تركت التدريب حسيت حلمي خلص ورجعت شخص عادي وبدون فايدة بالمجتمع، لكن بالإرادة "رجعت وقفت ع إجريي، مشان أحقق حلمي وأصير بطل العالم".

 

أحلام فلسطينية بلا سقف توقف، ورابية حلمه هكذا، لكن قلة دعم المواهب من الجهات المسؤولة الفلسطينية جعلتنا على حافة الهاوية التي في أسفلها تفتح إسرائيل فمها لتسرق تلك المواهب بعد أن سرقت الوطن.