الحدث- تحرير بني صخر
كفة الميزان ترجح دوما، والثقل يكون من نصيب إحدى الكفتين لا محالة، ففي الوقت الذي يجعل فيه الكثير من الشباب شهر رمضان فرصة لمشاهدة التلفاز والجلوس على المقاهي وتصفح الإنترنت، ترجح الكفة الأخرى لمن نقب عن إنسانيته من خلال إطلاق المبادرات الخيرية الشبابية، سعياً للتخفيف عن المواطنين الصائمين.
"ملتمين عالخير"
أحد أعضاء فريق حملة ملتمين عالخير أسامة غنيم (25 عاماً)، قال: "التطوع يعمل على تعزيز انتمائنا لهذا البلد إضافة إلى تقوية النسيج المجتمعي ودعم العلاقة التكافلية بين أبناء شعبنا، من خلال شعور الغني وميسور الحال بأخيه المحتاج".
وعن حملة "ملتمين عالخير"، أفاد غنيم: انطلقت الحملة قبل٣ اعوام بمبادرة "طرود الخير" في محافظة بيت لحم، بهدف مساعدة العائلات المحتاجة عبر تأمين المواد العينية (مواد غذائية ومواد تنظيف) من قبل أهل الخير".
وتابع: "أطلقنا المبادرة للعام الثالث على التوالي وبدأنا بتوزيع الطرود الغذائية واللحوم ومواد التنظيف من خلال ٣٠ متطوع مقسمين لتغطية المحافظة".
وأضاف: "تمكنا خلال الأعوام الماضية من مساعدة حوالي ١٨٠عائلة في المحافظة، وقد قمنا بتوزيع لحوم في أول يوم من رمضان الحالي على٥٠ عائلة، وسيتم التوزيع على ٥٠ عائلة أخرى، وخلال اليومين القادمين سنقوم بتوزيع ١٢٠ طرد غذائي والعمل سيستمر طوال شهر رمضان".
وتابع: "خلال السنوات الماضية، انطلقت من الحملة العديد من المبادرات مثل "كسوة العيد" والتي تمثلت بتأمين ملابس العيد لأكثر من ٦٠ طف، ومبادرة "شتاء دافى" في فصل الشتاء بتأمين الاغراض التي تخص فصل الشتاء مثل صوبات وحرامات لأكثر من ١٢٠ عائلة في المحافظة، ومن ثم مبادرة "ترميم المنازل" للعائلات المستورة حيث قمنا بترميم ٤٠ منزلاً".
"مي وتمر"
أحد أعضاء مبادرة "جولة نابلسية، المسيحي خليل الكوع، 36 عاماً، انطلق منذ سنوات مع فريق مكون من 7 أشخاص بفكرة حملة "مي وتمر" المتمثلة بتوزيع التمر والماء وقت أذان المغرب على الصائمين الذين تأخروافي الوصول إلى بيوتهم".
وأضاف "الكوع": "أحد أهم أهداف المبادرة التخفيف من حجم حوادث السير نتيجة السرعة على الطريق للحاق بالفطور، إضافة إلى إعادة روح التآخي والتلاحم الذي كان قديما يسود المدينة التي تجمع عدة ديانات".
وتابع: "نقوم قبيل حلول شهر رمضان بتزيين المدينة بالعادة لكن تضامنا مع الأسرى لم نقوم بذلك، أما توزيع التمر والماء فبدأنا بذلك منذ اليوم الأول، والجميل أن أصبح هنالك ارتباط وثيقما بين الكوع وفريقه بما يقومون به من فعاليات بشهر رمضان لدى الناس".
الجدير ذكره أن مبادرة "جولة نابلسية" مجموعة شبابية تقوم بعمل جولات أسبوعية لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو لمدينة نابلس وأهلها وشوارعها وأزقتها ونشرها على الانترنت، سعياً لربط المغتربين بمدينتهم.
"شباب الخير"
أما الشاب أنس أبو جودة وهو منسق حملة "شباب الخير" في الخليل وبيت لحم (25 عاماً)، يقول: "التطوع في سبيل فعل الخير كالحياة المرسومة بإبتسامة، لكونه يعبر عن صفاء القلب ونقاء الروح وأهمها بذرة الأمل".
وعن الحملة، قال: "الحملة تنفذها مؤسسة الحلم الفلسطيني والتي تهدف للوصول للحالات المعوزة والأسر الفقيرة وذلك بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات والجهات المختصة، علما بأن الحملة بدأت في رمضان ٢٠١٣ ووصل عدد المتطوعين المسجلين لهذه اللحظة ١٢٠ والعدد قابل للزيادة".
وأضاف: "شعارنا شباب الخير الفلسطيني يتقاسم المسؤولية في حمل أعباء الأسر الفقيرة في رمضان، للوصول إلى مرحلة من التكافل الاجتماعي والشعور بالغير والمسؤولية اتجاه بعضنا البعض".
وتابع، الفعاليات التي نقوم بها تنقسم: لإفطارات عابر السبيل وافطارات جماعية خيرية وكسوة العيد والطرود الغذائية، حيث أن هناك برنامج مدروس بالشراكة مع الجهات الرسمية والمجتمعية لتأمين و توزيع الطرود".
"قوارب"
منسق حملة "قوارب" رامي طه 27 عاماً، قال: "التطوع هو عمل إنساني نابع من قلب الانسان للانسان، ومن خلال قوارب أسعى لرؤية الابتسامة على وجه الناس الذين هم بأمس الحاجة لمساعدتنا وبعدها سأنام براحة".
وعن الحملة، بين طه: "قوارب بدأت قبل أربع سنين، بهدف انساني بالمطلق، دون انتماء لأي كان سوى الانسانية، انطلقت من مجموعة من الشباب الغيور على الانسان الفلسطيني الذي يفتقر لحاجاته الأساسية، فيما وصل عدد افرادها أكتر من ١٠٠ متطوع في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل".
هذا وتحمل الحملة لهذا العام شعار "جود من الموجود"، وتعتمد بالأساس على أهل الخير في توفير المساندة للعائلات الفقيرة، دون وجود ممول، أي تمثل وسيط بين المحتاج وأهل الخير.
وتمكن متطوعي قوارب من توزيع 50 طرد غذائي منذ بداية رمضان الحالي والذي يحتوي على مواد تموينية أساسية، قيمة كل طرد 80 شيقل.
وبالحديث عن طبيعة عمل قوارب، قال طه: "لدى قوارب نشاطات عديدة، من ضمنها: "قوارب الخير" التي تهدف لمساعدة العائلات المحتاجة عبر توزيع طرود غذائية على العائلات المحتاجة في شهر رمضان، و"قوارب العيد" بأن توزع ملابس لأطفال العائلات المحتاجة قبل يوم العيد".
وأشار طه، إلى أن قوارب تنفذ باستمرار حملات اخرى منها "قوارب" المدارس" التي تبدأ مع بداية الفصل المدرسي، تتضمن توزيع ملابس وقرطاسية وألعاب للطلاب، إضافة لـ "قوارب الشتاء" تتضمن (طرود غذائية، حرامات وصوبات) للعائلات المحتاجة ضمن قوائم خاصة بقوارب في جميع المناطق، و"قافلة قوارب" وتتم بجمع المساعدات العينية والادوية وإيصالها لمناطق مهمشة وتعاني الفقر ويضيق عليها الاحتلال".
"أيد وحدة"
انطلقت المبادرة من خلال جمعية سلفيت الخير قبل 3 سنوات، والتي تهدف لمساعدة الأسر الفقيرة خلال شهر رمضان.
أحد أعضاء المبادرة، فاروق بني نمرة، قال: "التطوع يعني لي الكثير، فعندما نكون يد واحدة وهمنا واحد ستكون الأمور بخير ورضى".
وعن طبيعة المبادرة، أفاد بني نمرة: الفكرة تقوم على ثلاث مراحل، الأولى: قبل رمضان والتي تتضمن توزيع سلات غذائية على الأسر المحتاجة بقيمة 300- 400 شيقل، تليها المرحلة الثانية: بتوزيع سلات أخرى وذلك سعياً لكسر المدة الزمنية لضمان أن يبقى لديهم ما يأكلونه، والمرحلة الأخيرة تأتي مع قروب العيد وتتضمن توفير ملابس لأطفال هذه الأسر باستخدام كيبونات بقيمة 150 شيقل وبالاتفاق مع أصحاب المحلات على أن يتم معاملتهم شأن من يحمل المال للشراء.
وأضاف، "اصحاب المحال التجارية كان لهم يد العون بأن تم تخصيص سلل غذائية للعائلات في المحال بعبارات "اشتري ربطة خبز والثانية للعيلة الفقيرة وحطها بالسلة".
وقال، فعاليات هذه الحملة تقدم العون لما يقارب 150 عائلة في محافظة سلفيت، والتي تحتضن 30 متطوع.
وتابع، استطعنا تحقيق إنجاز كبير فقد بدأنا بعدد قليل من المتطوعين وتطورت الفكرة لاحقاً، وأيضاً العمل توسع ففي السنة الماضية اقتصر تقديم العون على سلفيت ليشمل المحافظة بأكملها.