الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ع 88| إسرائيل تتكلم بالعربية وفلسطين تهمس للحائط

2017-07-13 08:40:45 AM
ع 88|  إسرائيل تتكلم بالعربية وفلسطين تهمس للحائط
متدينون يهود في القدس الشريف (أرشيفية)

 

الحدث- علاء صبيحات

 

عدد لا يُحصى من المؤسسات والناطقين الرسميين الإسرائيليين بلغة الضاد يكتسح الساحة الفلسطينية، وليس ذلك خافياً على أحد، فصفحة "المنسق" مثال واضح لصلافة الخطاب الذي على ما يبدو أنه قد أقنع بعض جيراننا العرب ليصفوا إسرائيل تارة "بالدولة الديموقراطية"، وذلك في تعليق على منشور للمنسق بخصوص الأمان الذي يعيشه "العربي" في إسرائيل على عكس "العربي" في الأقطار العربية، وأخرى تجد منادياً عربياً عبر تلك الصفحات ينادي بالتطبيع مع الكيان المحتل، الأنكى والأمر هو اقتناع بعض الفلسطينيين بتلك الرواية.

وفي المقابل،وعلى منبر الإعلام الفلسطيني، فإن أي مشروع للبدء في الردّ على الدعاية الإسرائيلية والتواصل المباشر مع المجتمع الإسرائيلي بعيداً عن قنوات الترجمة العبرية الإسرائيلية التحريضية يحتاج إلى ميزانيّة كبيرة وإدارة مباشرة من جهة حكومية، حتى يكون الردّ والرسائل الموجهة مدروسة وغير عبثية، وحتى اليوم لم يُنجز أي مشروع له علاقة بالترجمة للعبرية من الإعلام الفلسطيني عن طريق الإعلام الفلسطيني، ولا حتى دراسة حقيقية فعلية لأثر الترجمة على المجتمع الفلسطيني.

 

خطة أم أعمال فردية؟

يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد أبو علّان لـ"الحدث" إن وتيرة نطق الصحافة العبرية باللغة العربية ارتفعت في العامين الماضيين نتيجة خطة طرحها وزير جيش الاحتلال ليبرمان، تقتضي استحداث مواقع إلكترونية وصفحات تواصل اجتماعي ناطقة باللغة العربية، هدفها الأساسي التواصل مع الفلسطينيين بعيداً عن المؤسسات الفلسطينية الرسمية.

 

هذه المواقع، كما يضيف أبو علان، تابعة لوزارة جيش الاحتلال الإسرائيلية، وهي تشمل دائرة الإدارة المدنية المختصة بتصاريح دخول الفلسطينيين لإسرائيل بكافة أشكالها، وكل ما يتعلق بالرفض والمنع الأمني على الفلسطينيين لدى الحكومة الإسرائيلية.

 

يؤكّد أبو علّان أن هذه الخطة تمّت الموافقة عليها وموِّلت بـ10 ملايين شيقل إسرائيلي من قبل الحكومة الإسرائيلية.

 

وبناء على هذه الموافقة، كما يوضح أبو علّان، تم إنشاء صفحات رسمية ناطقة باسم الجيش والشرطة والمؤسسات الرسمية التابعة لوزارة الحرب، كصفحة "المنسق"، على موقع التواصل الاجتماعي Facebook، التي يعتبرها أبو علان "إدارة مدنية ديجيتال".

 

تلك الصفحة يقول عنها أبو علان لـ"الحدث" إنها تستخدم اللغة العربية الشائعة لاستهداف أكبر شريحة من جيل الشباب العربي، ذلك أنهم قادة المستقبل والوالجون الأكثر لصفحات التواصل الإلكترونية ومواقع الأخبار.

 

ويؤكّد أبو علّان أن ما أُسس ليكون موجهاً للفلسطينيين فقط أصبح يوجه للعرب، وذلك لأن إسرائيل ترى أن الحل مع الفلسطينيين يكون طريقه من أمام منزل التطبيع مع العرب.

 

فيما يرى أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية، سعيد أبو معلا، أن الخطاب الإسرائيلي في اللغة العربية موجه في المرتبة الأولى للفلسطيني، لكن هذا لا يمنع كونه يلعب على وتر العرب وقضاياهم أيضاً، يدلل على ذلك بعض المشاركات والتعليقات في الصفحات الإسرائيلية التي يُعرف من التعليق الشخصي على أي منشورفيها أن المشارك هو من دولة عربية مثل مصر أو الأردن.

 

ويوضح أبو معلّا  أنه من غير المهم عدم قدرتنا على التيقن إن كانت هذه التعليقات من قبل العرب أم أنها صُنعت وقدمت لتبدو أنها من عرب، بمعنى أنه قد يكون مصدر هذه التعليقات أمني إسرائيلي ليخبرنا أن العرب مرتمين في الحضن الإسرائيلي ولا يتعاملون معها على أنها عدو.

 

ويؤكّد الأسير المحرر والإعلامي المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور لـ"الحدث"، من خلال اطِّلاعه على الإعلام العبري لسنوات طوال، أن إسرائيل باعترافها الرسمي قالت إنها تجابه الفلسطينيين من خلال مئات الصفحات الناطقة بالعربية المدارة عن طريق المخابرات الإسرائيلية، وبخاصة بعد الهبة الشعبية.

 

وبالتالي، كما يرى منصور،فإن إسرائيل على المستويين الرسمي وغير الرسمي استخدمت علم النفس والتكنولوجيا والاستخبارات والإعلام لخلق جدل فلسطيني حول المسلّمات وحرف الشباب الفلسطيني عن هذه "العمليات".

 

سيف أثري يُشحذ يومياً

يُشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية أبو علّان إلى أن وزارة الداخلية تنطق بـ5 لغات منها لغة الضاد، كذلك الكنيست الإسرائيلي ينطق بالعربية، بل وجميع المواقع الرسمية الإسرائيلية، كإذاعة جيش الاحتلال مثلاً(التي تحتوي 3 لغات رئيسية منها العربية)، بالإضافة إلى جميع المواقع التي اطّلع عليها فإن خيار اللغة العربيةموجود ضمن اللغات المكتوبة أو المنطوقة.

 

وتعدّى الأمر، بحسب ما يقول أبو علّان، أن تكون مجرّد مواقع إلكترونية ناقلة للرواية الإسرائيلية، بل وصل حدّ إنشاء مواقع إخبارية إسرائيلية ناطقة بالعربية فقط، مثل موقع "المصدر" على سبيل المثال لا الحصر.

 

ما الهدف؟

يرى أبو علّان أن الهدف اتسع عن دائرة التواصل مع الفلسطينيين خارج إطار المؤسسات الفلسطينية، ليصل إلى تلميع إسرائيل ومحو سجلها الإجرامي، عن طريق نشر صورة لجندي إسرائيلي يحمل كيساً من الزيتون ويوصل مُسنّة فلسطينية من طرف الشارع إلى الآخر، أو من خلال الحديث عن علاج السوريين في إسرائيل، والأمثلة كثيرة ولا تُحصر على براعة إسرائيل في تنويم العربي مغناطيسياً ليمدح إسرائيل علناً،متناسياً ما تقوم به هذه "الدولة الديموقراطية" من مصادرة أراضٍ في الضفة وإقامة مستوطنات وإعدامات.

 

ويؤكّد أبو علّان أن إسرائيل نجحت في ما تصبوإليه في الوصول من خلال رسائلها التي تبثّها على الصعيدين الفلسطيني والعربي.

 

وزارة الإعلام الفلسطينية

يقول وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية د.محمود خليفة لـ"الحدث" إنه، في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة تمرير الدعاية الإسرائيلية باللغة العربية من خلال استخدام الكثير من الأساليب، سواء عبر المواقع الاجتماعية أو الامتيازات التي تتحدث عنها إسرائيل، أو من خلال التحريض المباشر على مؤسسات السلطة الفلسطينية بشكل عام والقيادة الفلسطينية بشكل خاص.

ويرى خليفة أن الدعاية الإسرائيلية تتجه نحو تحييد مؤسسات السلطة وتقديم الخدمات بشكل مباشر، وهذا يطرح تساؤلاً حول ما إذا كان الاحتلال يريد حقيقة الاستقرار في المنطقة أم أن أنه يعمل على إدامته، معتقداً أن حاجة الفلسطيني لا تعدو كونها اقتصادية أو سياحية أو إنسانية.

 

ويعتبر خليفة أن ذلك يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال إلى تثبيت وقائع على الأرض من خلال ما يُسمى بالإدارة المدنية الملغاة حكماً وفقاً للاتفاقيات المشتركة، مما يثبت أن إسرائيل تتراجع عن الاتفاقيات الثنائية وتتسلل من خلال حاجة الناس لتقديم "الجزر".

 

الرد الفلسطيني بالعبرية "تجربة شخصية":

المحاولات الفلسطينية لبناء موقع إلكتروني لا يعدو كونه أكثر من محاولات فردية، حتى تلك التي تشكّلت كمشروع كامل يحمل دراسة جدوى واضحة، ووصلت لوزارة الإعلام عن طريق الإعلامي عصمت منصور ثم توقفت.

 

فكما يقول الأسير المحرر والإعلامي عصمت منصور إنه قام بتجهيز مشروع ضخم بخصوص إنشاء موقع إلكتروني ناطق باللغة العبرية لتوجيه رسائل للمجتمع الإسرائيلي تشرح ما يخفيه الإعلام العبري عنهم بخصوص الفلسطينيين، مثل قضايا الأسرى والشهداء والاستيطان على سبيل المثال.

 

ويضيف منصور أن الدراسة التي أعدها تتطلب 12 موظفاً، منهم مراسلين صحفيين ومترجمين للعبرية ومصوّر،لإعداد تقارير صحفية متينة تفنّد الرواية الإسرائيلية للإسرائيليين.

 

ويوضح منصور أن هذه الرسائل التي سيتم توجيهها من خلال الموقع تهدف لخلق حالة من التعاطي الإيجابي في المجتمع الإسرائيلي عندما يتم إعلامهم بالحقيقة الفعلية لما تنفذه إسرائيل بالخفاء عنهم.

 

ويرى منصور أن ذلك لا ينجح من خلال رسائل موجهة فحسب، وإنما من خلال كتابتها من قبل شخص ناطق بالعبرية بطلاقة تامة وعلى معرفة دقيقة بتفاصيل المجتمع الإسرائيلي، إذ أن الموقع سيتم تصميمه وفق طبيعة المجتمع الإسرائيلي من ألوان وصور وتصاميم.

 

وأكّد منصور أن مشروعاً بهذا الحجم لا يمكن تمويله إلا من قبل الحكومة، مما ألزمه بعرضه على وكيل وزارة الإعلام، لكنه تجمّد هناك.

 

لما لا يتم توظيف هؤلاء؟

وفي ذات السياق وضّح وكيل وزارة الإعلام موقف الوزارة الرسمي من الرد على الدعاية الإسرائيلية باللغة العربية باستخدام العبرية، وأوضح الإشكال الرئيسي في عدم إقامة مثل هذه الدائرة أو المشروع الذي قدّمه الأسير المحرر عصمت منصور، رغم حاجتهم الكبيرة إليه.

 

ويقولوكيل وزارة الإعلام إن الوزارة عندها رد باللغة العبرية على الرواية الإسرائيلية، لكنه رد ضعيف نسبياً لعدة أسباب، أولها أن المطلوب لإعداد الرد بالعبرية غير متوفر، فنحن بحاجة لتوظيف ناطقين باللغة العبرية وهم كثر، لكن قضية الاعتمادات المالية غير المتوفرة لتوظيف هؤلاء هي المعوّق الأساسي.

 

ويضيف وكيل وزارة الإعلام لـ"الحدث" أن هناك كثر مِمَّن يبذلون جهداً لا بأس به، ولكنها جميعاً محاولات فردية، ودافعهم الوحيد هو إيصال رسالة شعبنا ومؤسساتنا للإسرائيلي بلغته، دون المرور بقنوات الترجمة التحريضية.

 

ويؤكّد خليفة على أن الحكومة الفلسطينية بحاجة إلى تلفاز وإذاعة ومواقع إلكترونية ناطقة باللغة العبرية، لكن هناك الكثير من المعوقات التي تمنع حصول ذلك في الوقت الراهن.

 

ويوضّح خليفة أن الوزارة لا زالت تعتمد الرد باللغة العربية حتى اللحظة، وبالتالي هذا ما يجعل رسالتنا تصل للمتلقي الإسرائيلي مشوهة، إذ تترجمها الإدارة الإسرائيلية بما يناسبها وتنقلها للإسرائيليين.

 

الضعف الحكومي

 

أما أبو معلا فإنه يرى أن المانع الفلسطيني من إنشاء صفحات ترد وتخاطب الجمهور الإسرائيلي هو غياب الإرادة السياسية لدى السلطة الفلسطينية وأجهزتها، فهي تتعاطى مع الجمهور الإسرائيلي بطريقة بدائية وتقليدية عبر مخاطبته في الصحف من خلال الإعلانات، كما حدث سابقاً بطريقة فيها رجاء وتمنٍّ وتأمل، عبر لجنة للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي.

 

ويقول أبو معلّا:"إنني متيقنبأن جلَّ من يعمل في هذه اللجنة هم من فئة القيادات الفتحاوية التي عفا على رؤيتها الزمن، حيث يعتمدون الطرق القديمة في التواصل، طبعاً هنا علينا أن نتحفظ على طريقة ومضمون خطابهم للمجتمع الإسرائيلي، وجلُّه يقع في خانة التطبيع وليس التأثير على العدو أو كجزء من المعركة الإعلامية".

 

الخيارات؟

يقول أبو معلا لـ"الحدث"إنه، وقبل بضعة أيام، كان قد قرأ عن مجموعة شبان من المهتمين بالكتابة باللغة العبرية يسعون بجهدهمالشخصي على شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم الموقف الفلسطيني وللرد على الرواية الإسرائيلية.

 

ويضيف أبو معلّا أنه لدينا قطاع عريض من الشباب الفلسطيني في فلسطين 48، ويمكن أن نستثمر فيهم للعمل على تشكيل خطاب فلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي لكونهم يتقنون العبرية ويعرفون المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما لم يستثمر بعد.

 

النجاح الإسرائيلي "والفزعة" الفلسطينية؟

يوضح أستاذ الإعلام أن الدعاية الإسرائيلية تتسلل إلينا بطريقة حذقة، وتتقن وتعي التحولات العالمية، فمن يشاهد فيديو أفيخاي أدرعي عندما أطلق صفحته على الفيسبوك وسمع أسباب إطلاق هذه الصفحة، يدرك كيف تفهم إسرائيل التحولات الإعلامية في المجتمع الفلسطيني، بمعنى أنه منذ القِدم كانت صوت إسرائيل والشاشة الثانية مصدراً للتواصل مع جمهور فلسطيني عريض، لكن حصلت هناك تحولات محلية وإقليمية وتكنولوجية، وبالتالي فإن الدعاية الإسرائيلية تتماشى مع هذه التحولات وتقود جهوداً جبارة لاستهدافنا.

 

ويضيف أبو معلا أنالنجاح الإسرائيلي،باعتقاده الشخصي، ماثل ومتحقق، فصفحة أفيخاي وصفحة المنسق وإسرائيل تتكلم بالعربية وموقع المصدر، وما يزيد على أكثر من 20 صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية الإسرائيلية التي تخطب بمنبر لغة الضاد وتستقطب الشباب الفلسطيني دليل نجاحهم إلى حد ما.

 

وفي نظر أبو معلا، فإن الأهم هنا أننا لم نقم ولا بدراسة واحدة معتبرة تشرح أثر هذا الاستقطاب، فالأجهزة الأمنية الفلسطينية، كما يقول أبو معلّا، "يفترض أن تكون أولوياتها الأمنية معرفة أثر الحضور الفلسطيني على شبكات التواصل الإسرائيلية الناطقة بالعربية، لا مراقبة شبابنا وعدُّ أنفاسهم، وأنا شخصياً لم أسمع بدراسة معتبرة قام بها أي جهاز أمني تحاول أن تفهم هذه العلاقة، ومن يعلم بدراسة أو بجهد بحثي أو أمني فليخبرني حتى أغير وجهة نظري".

 

ويؤكّد أبو معلّا على أن السر هو الوصول للفلسطيني والتأثير فيه وعليه، تحديداً في قطاع الشباب، فالأمر ليس سراً ولا سحراً ولا عبقرية، بل وعي ورؤية واضحة ورغبة بالتأثير علينا، فمجنون من لا يتواجد على صفحات التواصل الاجتماعي، ومجنون من لا يتواصل مع عدوه بمعنى الوصول إليه وتقديم رسائل واضحة كجزء من معركته معه وعلى وعيه.

 

ويضيف أبو معلا أن التواصل القائم على الترجي وخطب الود بطريقة غبية تدلل على الضعف،ولهذا نتائج كارثية وخطيرة.

 

ويؤكّد أبو معلا على "أننا كفلسطينيين قد غصنا في المستنقعللأسف، والأسلحة التي نمتلكها لم نجربها بعد، نحن اليوم ضحايا التكلس الرسمي والضعف الحزبي، نحن ضحايا بيروقراطية المؤسسات الإعلامية الفلسطينية التي تعتقد أن عملها ينتهي الساعة 3 أو الرابعة بعد الظهر، من يخوض صراعاً عليه أن يعرف أن المعركة فيه لا تتوقف ولا ساعات محددة لها. في الوقت الذي يغادر الموظفون مؤسساتهم تخاض المعارك الحقيقية، والمعركة في الفضاء الافتراضي هي الأخطر، فهل نعي ذلك فعلاً؟ هل يعي المسؤول الفلسطيني ذلك؟ أشك".

 

أهمية الردّ المضاد

يؤكّد عصمت منصور لـ"الحدث" أن الرد المضاد باللغة العبرية على الرواية الإسرائيلية يفضح خبايا كثيرة أوهم بها الإعلام العبري الإسرائيليين، كقضية الأسرى على سبيل المثال.

 

ويضيف منصور أن الإسرائيليين العاديين مثلاً يعرفون بوجود أسرى فلسطينيين في سجون حكومتهم، وإعلامهم أوصلهم لقناعة أن هؤلاء الأسرى، رغم كونهم مجرمين وإرهابيين، إلّا أنهم يخضعون لمحكمة لهم فيها حق الدفاع عن أنفسهم، ليس هذا فحسب، وإنما يعيشون الآن في فنادق ذات خدمة 5 نجوم، وبالتالي فلا حقوق لهم ليطالبوا بها.

 

وإذا نطقنا بالعبرية، كما يقول منصور، بخصوص الأسرى، وأوضحنا مثلاً أن غالبية الأسرى حوكموا على اتهامات ولم يثبت بالدليل القاطع قيامهم بها، أو الجرائم التي تحصل أثناء التحقيق، أو حقيقة المحاكم العسكرية التي تحاكمهم، أو معاناة أهالي الأسرى وقت الزيارة، فإن ذلك سيخلق حالة من التفهم لمطالب الأسرى داخل المجتمع الإسرائيلي.

 

كذلك، كما يضيف منصور،فإنالكثير من الخطوات التي اتخذت في كثير من القضايا السابقة كان من الممكن أن تنجح لو أننا استطعنا الحصول على ثقة الإسرائيليين بإعلامنا الناطق بالعبرية.

 

إن كلما سبق يعني انحسار الأسباب الرئيسية في عدم تقديم ميزانية لمثل هذا المشروعبعدم توفر الاعتمادات المالية، أو كما يراها البعض نتيجة ضعف في إرادة الحكومة التي تتلكأ في تنفيذ خطة لا بدّ منها، فيما يرى البعض أنه لا بد وأن تقام سلسلة إعلامية حكومية ثابتة وقوية باللغة العبرية،إذ أن هذه القضية لا تمس الفرد العادي فقط، وإنما صارت تؤثر بشكل صارخ على المؤسسات الفلسطينية، بحيث أصبح الاحتلال ينظرلتلك المؤسسات بكل لا مبالاة، علماًأنه ما من أحد قد ذمّ الحديث باللغة المترجمة، بل وعلى العكس تماماً،فقد أجمع الكل على أهميتها في تحقيق الرد الفعلي والحصول على انتصارات على أرض الواقع.