الحدث الفلسطيني
احتفلت الجامعة العربية الامريكية بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبتها، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن"، حيث خرجت في احتفال مهيب طلبة كليات، الدراسات العليا، طب الاسنان، الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، العلوم الطبية المساندة، التمريض، الحقوق، الآداب، العلوم، العلوم الإدارية والمالية.
وأقيم الحفل بحضور، ممثل سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن" رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور محمد اشتية، ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري ممدوح صيدم، ورئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، ومحافظ محافظة جنين اللواء إبراهيم رمضان، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، ورئيس الجامعة المؤسس مستشار مجلس الإدارة الأستاذ الدكتور وليد ديب، ورؤساء الجامعة السابقين، الدكتور منذر صلاح، والدكتور عدلي صالح، والأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، ونائب رئيس مجلس إدارة الجامعة المهندس عبد الحليم موحد، وأعضاء المجلس الأستاذ اسيد عصفور، والأستاذ رشاد شفيق البطة، والأستاذ بهاء عصفور، والسيدة صباح عصفور، والسيد غالب الحافي، والسيد بسام دلبح، والمستشار القانوني لمجلس الإدارة الأستاذ المحامي صلاح جودة، ونائب رئيس مجلس الأمناء الدكتور سالم أبو خيزران، وأعضاء مجلس الأمناء وزير الحكم المحلي الدكتور حسين الاعرج، والدكتورة فريدة ارشيد، ومحافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، والسيد وليد العفيفي، والسيدة هانية البيطار، والسيد عيسى أبو شرار، والدكتور رياض اغبارية، والنائبين جمال حويل، وجمال أبو الرب، ومدير البنك الوطني السيد احمد راغب، ووكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور بصري صالح، ورئيس هيئة الاعتماد والجودة الدكتور محمد السبوع، ومفتي قوى الامن الفلسطينية الشيخ محمد صالح اسعيد، وأعضاء من المجلس التشريعي والمجلس الثوري، ونواب ومساعدي رئيس الجامعة، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية، وحشد كبير من أهالي الطلبة الخريجين.
وبدأت مراسم الحفل الذي تولى عرافته بلال الأشقر بدخول مواكب الخريجين، وأعضاء الهيئة التدريسية، وموكب راعي الحفل، وسط اهازيج وزغاريد الأمهات وفرحة الإباء، تلا ذلك آيات عطرة من الذكر الحكيم، وعزف السلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
كلمة رئيس الجامعة
وافتتح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري كلمته بنقل تحيات اسرة الجامعة لرئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن"، وقال، "يسرني ويطيب لي أن أقف أمامكم اليوم متحدثاً بمناسبة تخريج الفوج الرابع عشر من خريجي الجامعة العربية الامريكية، الذين سيخوضون غمار الحياة، مسلحين بالعلم والمعرفة، وروح البناء والمسؤولية، ليأخذوا دورهم في رحلة بناء الوطن وتطوير مؤسساته، على طريق الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإننا إذ نحتفل بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبة الجامعة، فإننا نستذكر تضحيات أبناء شعبنا العظيم من الشهداء والجرحى والأسرى، الذين أناروا لنا الطريق، فالرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا البواسل".
وتطرق الى إنجازات الجامعة خلال العام الاكاديمي 2016/2017 وقال،" لقد حافظت الجامعة العربية الامريكية وكما عاهدتكم، على مسيرة التميز والبناء والعطاء، وبدعم وتوجيه مستمر من مجلس الإدارة ومجلس الامناء، وبجهود طواقمها الأكاديمية والادارية وأبنائها الطلبة، فكان لها انجازات متميزة خلال العام 2017، على الصعيدين الاكاديمي والإدارية وكذلك على صعيد التفاعل مع المجتمع المحلي"، مضيفا، "لقد افتتحت الجامعة خلال شهر ابريل الماضي وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس محمود عباس حفظه الله، موقعاً تعليمياً جديداً في ضاحية الريحان في محافظة رام الله، ليوفر مجموعة من التخصصات المتميزة والرائدة لطلبة الدراسات العليا".
وعلى الصعيد الأكاديمي قال الأستاذ الدكتور أبو زهري: "حصلت الجامعة على اعتماد برنامج الماجستير في العلوم الطبية المخبرية وكذلك اعتماد برنامج البكالوريوس في شبكات الحاسوب فرعي أمن المعلومات، وجاري العمل على اعتماد برامج لدرجة الماجستير في العلاقات العامة المعاصرة Contemporary Public Relation، والمعلوماتية الصحية Health In Formatics، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الزيتونة الاردنية حول التعاون في مجالات البحث العلمي وإمكانية طرح برنامج ماجستير مشترك في تخصص تمريض الطوارئ Emergency Nursing".
اما على صعيد البحث العلمي، فأشار الى ان عام 2017 كان مميزا، حيث قال، "قام أعضاء هيئة التدريس بنشر حوالي 200 بحث علمي في مختلف التخصصات في مجلات علمية ذات مكانة علمية مرموقة حيث تم تصنيف أحد الباحثين بالجامعة وهو الاستاذ الدكتور عاطف قصراوي من أفضل الباحثين على مستوى العالم، حسب بوابة البحث العلمي التي ترصد الأبحاث العلمية لأحد عشر مليون عالم على مستوى العالم.
وأضاف الأستاذ الدكتور أبو زهري ان الجامعة قد بدأت في التحول من النظام الورقي التقليدي في تقديم الامتحانات لبعض المساقات العامة، الى نظام الامتحانات الالكترونية، وافتتحت لهذا الغرض مختبر حاسوب تم تسميته Student.edu والمجهز بأحدث التقنيات والوحيد من نوعه في الجامعات الفلسطينية.
أما على صعيد التعاون المحلي والعربي والدولي، قال الأستاذ الدكتور أبو زهري "وقّعت الجامعة مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع العديد من الجامعات العالمية، من أجل تبادل الأبحاث وزيارات الأساتذة والطلاب، ومن هذه الجامعات الجامعة الأردنية الالمانية، وجامعة اتاتورك التركية، وجامعة بدر بالقاهرة، وتم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة متشجان الامريكية للتعاون والشراكة في طرح برنامج الماجستير في الادارة الرياضية، وانشاء مركز أبحاث في علوم الرياضة بالشراكة مع جمعية الناصرة للثقافة والسياحة"، وأضاف، "كما تم تشكيل المجالس الاستشارية لكليات الجامعة، والتي تضم ممثلين عن سوق العمل، ومستشارين وخبراء متخصصين من القطاع الخاص وذوي العلاقة بالتخصصات العلمية، وتم عقد لقاءات مع أعضاء من الهيئة التدريسية من اجل تقييم برامج الكليات وتطويرها، وتطوير محتوى المساقات لكي تتلاءم مؤهلات الخريجين مع حاجة السوق، وقد بدأت بالفعل هذه اللقاءات، ونتج عنها توصيات لتطوير وتحديث بعض الخطط الدراسية في عدد التخصصات".
وأردف قائلا، "على صعيد استكمال المنشآت بالجامعة، فقد تم الانتهاء من تشييد هذه الصالة الرياضية التي تعتبر الأضخم في فلسطين، وتم شراء المعدات والأجهزة اللازمة لها والتي سيتم تشغيلها في غضون شهر من الان، ويتم العمل الان على انشاء استوديو للإذاعة والتلفزيون خاص بطلبة قسم الاعلام، واضافة مختبرين للأحياء والكيمياء، وتم تجهيز قاعات المحاضرات بأحدث الاجهزة والمعدات والوسائل التعليمية الحديثة، حتى نوفر لطلبتنا كل ما تحتاجه العملية التدريسية بأعلى المواصفات".
أما بشأن تعاون الجامعة مع مؤسسات المجتمع المحلي، قال الأستاذ الدكتور أبو زهري، "فإن الجامعة تقوم بالفعل وليس بالقول بتكريس مقوله، "الجامعة في خدمة المجتمع"، وتقوم بالتفاعل الإيجابي مع متطلبات المجتمع المحلي من دورات تعليم مستمر، واستضافة نشاطات اجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني، وتوفير سبل نجاحها، كما تفتح الجامعة ملاعبها ومنشأتها الرياضية لكافة مباريات نوادي مدينة جنين والقرى المحيطة المشاركة في الدوري الفلسطيني لكرة القدم"، وأضاف قائلا، "نظراً لان الجامعة توجد في منطقة تطوير وتفتقر الى بعض الخدمات، فقد تم توقيع اتفاقية مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لتوفير خدمات الإسعاف بشكل مستمر في الحرم الجامعي، لخدمة طلبة الجامعة والعاملين وكذلك المجتمع المحلي، وبهذا الصدد فنحن نثمن دور وزارة الحكم المحلي في جهودها المستمرة لتنظيم المنطقة المحيطة بالجامعة وإدخال كافة الخدمات الضرورية لهذه المنطقة والتي أصبحت مدينة جديده تضاف لمدن محافظة جنين وتضم حوالي 11,000 مواطن ما بين طالب وموظف وعامل".
وقال، "أن وراء كافة هذه الإنجازات العظيمة التي حققتها الجامعة، رجال فلسطينيين وطنيين منتميين لهذا الوطن ويرغبون بتقديم أموالهم مساهمة منهم في بناء مؤسسات دولتهم، هؤلاء هم أعضاء مجلس إدارة الجامعة، ونحن كإدارة جامعة وعاملين وطلاب نثمن عالياً التجاوب السريع من مجلس إدارة الجامعة، ممثلاً بسعادة الدكتور يوسف عصفور رئيس المجلس، ونائبه المهندس عبد الحليم الموحد وزملاءهم أعضاء مجلس الإدارة في التجاوب والموافقة على مقترحات إدارة الجامعة لتطوير المنشأت والمختبرات وشراء المعدات اللازمة للعمل الأكاديمي في الجامعة، ورصد الموازنات اللازمة لتنفيذها".
وتابع الأستاذ الدكتور أبو زهري حديثه قائلا، "من جهة أخرى، فقد أصبحت الجامعة العربية الامريكية معلماً اكاديمياً وحضارياً في محافظة جنين، وأصبحت كذلك رمزاً وطنياً لتوحيد أبناء الشعب الفلسطيني، وهناك انصهار حقيقي للشخصية الوطنية الفلسطينية في بوتقة الجامعة العربية الامريكية، فهناك طلاب يدرسون ويسكنون ويلعبون معاً من مختلف مدن فلسطين التاريخية، هذا هو الإنجاز الوطني الحقيقي، هذه هي فلسطين التاريخية تُبعث من جديد، وهذا ما يميز هذه الجامعة، فالجميع سيان، القطاع الحكومي او المجتمع المدني، مطالبين بالحفاظ على هذا الإنجاز الوطني غير المسبوق في جنين وحمايته، ودعم مسيرة الجامعة الاكاديمية، وتذليل العقبات لإنجاحها".
ووجه حديثه للخريجين والخريجات قائلا لهم، "إنكم خير شاهد على عطاء الجامعة، وإن نجاحاتكم التي حققتموها ستؤهلكم لتولي مهامكم ومواقعكم في شتى مجالات الحياة، وسنعمل دوماً على مواصلة مسيرتنا في التميز والعطاء، أهنؤكم وأبارك لكم ولذويكم هذا الإنجاز وأرجو أن تكونوا خير سفراء لوطنكم وجامعتكم".
كلمة محافظ جنين
بدوره، وجه محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان في كلمته الشكر الى كل القائمين على الجامعة، وخاصة رئيس مجلس ادارتها الدكتور يوسف عصفور "أبو أسيد" الذي له باع طويل في بناء الصرح العلمي الفريد وايصاله الى هذا المستوى العظيم، وقال: "إن المسؤولية الوطنية تحتم علينا تغيير حالنا إلى الافضل من خلال العلم، وخلق انتصار جديد يعتز به، رغم الاحتلال وممارساته الجائرة تجاه شعبنا وخاصة جرائم قتل الأطفال"، ووجه حديثه الى الخريجين وقال، "سيخرج من بينكم أحد يقودنا الى حال غير هذا الحال والى أمور غير هذه الأمور، أنتم ستخلقون لنا تاريخا جديدا نعتز به".
كلمة مجلس إدارة الجامعة
وافتتح رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور كلمته بكلمات للأديب الراحل ادوارد سعيد قائلا: "انا من هناك.. انا من هنا ...اسمان يلتقيان ويفترقان ... ولي لغتان نسيت بأيهما كنت احلم"، وتابع يقول، "مفكرنا هذا هو الاديب ادوارد سعيد، والسؤال من منا يستطيع ان يزور كل مدينة وقرية في فلسطين".
وأردف قائلا، "الجامعة العربية الامريكية جامعتكم زارت كل مدينة وقرية في فلسطين، أنتم طلاب وطالبات وخريجين، حملتم جامعتكم معكم بعلمكم وثقافتكم الى مدنكم وقراكم، حملتم جامعتكم بقلوبكم، هذه جامعتكم، هذه مدنكم وقراكم أيها الخريجين، وفقط للخريجين الحاليين"، ثم عدد أسماء 138 قرية ومخيما ومدينة فلسطينية في أراضي 48 والضفة الغربية، يسكنها خريجو الفوج الرابع من طلبة الجامعة وسط هتافات الخريجين والحضور.
ووجه التحية الى الأمهات حيث قال، "كل التحية للأمهات أولا، اللواتي سهرن وارشدن وأكثرن من الدعاء، ووفرن الأسباب للتفوق والتميز، وأحلى الامنيات للآباء الذين يحلمون دائما بمستقبل أبنائهم وتميزهم"، وأضاف، "وكل التحية والتقدير لمدرسيكم الأكاديميون ورئيس الجامعة، ولإدارة هذه الجامعة بكافة منتسبيها، والشكر والتقدير أيضا لمجلس الأمناء ومجلس الإدارة على توجيهاتهم ومتابعتهم لمسيرة التميز في هذه الجامعة، ولرؤساء الجامعة السابقين الذين ساهموا في وصولنا الى درجة التميز هذه".
ووجه رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور عصفور تهانيه الى أهالي الناجحين في التوجيهي طلابا وطالبات، وختم كلمته قائلا، "نتمنى لأسرانا الحرية، ولشهدائنا المغفرة والجنة، ولجرحانا الشفاء، ولرئيسنا السداد والتوفيق، كلنا نحب فلسطين، نحب جنين، نحب الجامعة العربية الامريكية، عاشت فلسطين وعاش شعبها أبيا".
كلمة وزير التربية والتعليم العالي
من جهته، أشاد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري ممدوح صيدم بالدور الذي تقوم به الجامعة العربية الامريكية، مشيرا الى ان مؤسسها أسس خريطة الوطن ليعرج امامكم على كل مدينة ومخيم وقرية، منها من هدمها الاحتلال، ونحن هنا لنبني امامها صروحا للعلم.
وأشار الى إنجازات محافظة جنين المستمرة، وقال، "كرمتنا هذه المحافظة ثلاث مرات في غضون يومين، بالأمس قدم مخيم جنين بطلان على مذبح الحرية، كما تميزت بتقديم الأوائل على مستوى الوطن في الثانوية العامة، واليوم تكرمنا بحفل تخريج مهيب لطلبة هذه الجامعة".
وهنأ الدكتور صيدم الطلبة وذويهم، خاصة أمهاتهم اللواتي ذرفن الدموع انتصارا لهذا التميز العلمي، وقال، "مبروك لحبات العرق والدموع، ومبروك لانتصاراتكم، ومبروك لفلسطين، فاليوم يوم المسرة".
كلمة ممثل رئيس دولة فلسطين
وفي كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن" قال ممثله في حفل التخريج رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الامريكية الدكتور محمد اشتيه، "أهنئكم أبنائي الأعزاء، وأهنئ ذويكم على نجاحكم، وأنقل لكم تهاني الأخ الرئيس محمود عباس الذي شرفني بأن أتحدث باسمه في هذا الحفل الكريم، كما نهنئ أبناءنا الذين أُعلنت أمس نتائجهم في الثانوية العامة، كم نفخر بكم وبنجاحكم وبطموحاتكم".
وأضاف، "سأتحدث إليكم بصفتي رئيساً لمجلس الأمناء، ونيابة عن إخواني أعضاء المجلس، وأشكر مجلس الإدارة على جهدهم المستمر من أجل رفعة الجامعة وتقدمها، وهي التي يشار إلى إنجازاتها اليوم بالبنان، والشكر موصول لرئيس الجامعة وطواقمها الأكاديمية والإدارية، وجميع العاملين فيها، لتفانيهم في العمل وجهدهم المبارك".
وتابع الدكتور اشتيه حديثه قائلا، "هذه الجامعة التي نفخر بها وبإنجازاتها ونموها الدائم، ورغم صغر عمرها واختلاف تجربتها كونها أول جامعة خاصة بفلسطين، إلا أنها استطاعت أن تكون بالمقدمة، فقد قدمت تخصصات جديدة لتلبية حاجات المجتمع الفلسطيني، وأضحت في مصاف الجامعات الهامة في الوطن والعالم العربي، ولها شراكات أكاديمية مع جامعات عالمية"، وأضاف، "فلسطين بحاجة لأبنائها ليبنوها، والبناء بحاجة لإنسان مبدع وناقد، ولنظام تعليمي يمنحه مهارات تمكنه من إنجاز ما يريد، وقد خطت جامعاتنا خطوات جيدة في أنظمتها التعليمية لتزاحم أهم الجامعات بالمنطقة، فنحن نجد خريجي جامعتنا اليوم في أهم الشركات العالمية والمؤسسات الإعلامية ومراكز الأبحاث، الفلسطيني مبدع ومقاوم رغم المعاناة والجدران، ورغم قلة الفرص".
وأوضح في كلمته، "ان الواقع الفلسطيني صعب، فالضفة والقدس محتلة وغزة محاصرة، ونحن نتألم لما يجري في غزة، ولم يزل الانقسام هما ثقيلا يجثو على قلوبنا منذ 10 سنوات، ومن أجل الخروج من هذا الألم والمعاناة والحصار قدمت القيادة مبادرة من ثلاث نقاط تطالب حماس بالإجابة عليها، وهي: حل حكومة الظل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون حماس جزءا منها، والاحتكام لانتخابات تشريعية ورئاسية"، وأضاف، " نحن جاهزون للمصالحة غدا لو تم الموافقة على النقاط الثلاث، لكن لم يصلنا أي رد حتى الآن، وان أبو مازن أقرب من طهران، وأقرب من أوروبا، وأقرب من التحالفات الإقليمية، فلماذا يتم الاستجارة بالآخرين في حين قلوبنا وعقولنا مفتوحة للمصالحة".
وتابع الدكتور اشتيه حديثه قائلا، "عام جديد يمر على المنطقة مثقلا بالأزمات والحروب التي تلقي بأثر سلبي على القضية الفلسطينية، فالعالم العربي أصبح مفتتاً ومرتعا للصراعات، ورغم إلحاحية ما يجري في بعض الدول، إلا أن قضيتنا لم تزل أولوية في المنطقة وفي العالم، اننا نريد حلا سلميا لأزمة الخليج وبلغة الحوار، ونريد حلا سياسيا لما يجري في سوريا، ان العرب عمقنا الحقيقي ونحن مع من معنا، ونريد ان يكون الكل مع فلسطين"، وأضاف، "نحن نريد لأزمات المنطقة أن تنتهي بشكل سلمي، فكفى قتلا في العراق وسوريا واليمن، ما يشهده العالم العربي يؤلم كل فلسطيني، لأننا من يعرف معنى اللجوء والظلم والقتل، وفي ظل عصر الانحطاط العربي هذا نرى أن إسرائيل هي أكبر المستفيدين، فهي تبطش بالشعب الفلسطيني من غير حسيب أو رقيب، وتوسع مخططاتها للاستعمار في فلسطين والسيطرة على العالم العربي".
وأردف قائلا، "إن ما يوقف شلال الدماء العربي هو الانتقال إلى التفكير العقلاني والسعي لتنمية الإنسان، وأن تهتم الدول الغنية في الخليج بتنمية الدول العربية الفقيرة، وإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية، لأن ذلك هو الحل الحقيقي لقضايا المنطقة وليس إهدار مليارات الدولارات على الأسلحة والحروب".
وتطرق الدكتور اشتيه للحديث عن الجانب السياسي حيث قال، " نحن نعرف أن الإدارة الأمريكية تحاول ان تصل الى حل للقضية الفلسطينية، والرئيس ترامب يتحدث عن الصفقة الكبرى، لكن إسرائيل كما العادة تعمل على إرباك أي مسار سياسي من خلال تكثيف الاستيطان والاستمرار في تهويد القدس، وملء السجون بالأسرى، وتقتيل أبنائنا، حيث استشهد أمس شابين من مخيم جنين هما أوس سلامة وسعد صلاح، وتقوم إسرائيل باختلاق أزمات لتعطيل أية مساعي للسلام، وتأخير الحديث عن القضايا الأساسية كإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وافتعالها لأزمة رواتب الشهداء والأسرى"، مشيرا الى "ان الامتحان للجهد الأمريكي نحو السلام هو قدرته على إلزام نتنياهو بوقف الاستيطان والعمل على إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، أما الغوص في التفاصيل فهو مضيعة للوقت".
ووجه حديثه الى الطلبة الخريجين قائلا لهم، "الواقع الفلسطيني ليس سهلا، ان الطريق أمامنا ليس مفروشا بالحرير، هناك العديد من التحديات الاقتصادية فنسب البطالة والفقر عالية وفرص العمل محدودة، لكن الأمل والسعي الجاهد لتحقيق طموحاتكم والابتكار والابداع والبحث عن الفرصة حيثما وجدت هي ما سيكون حافزكم بعد إنهاء مرحلة الجامعة، لتأسيس حياة أفضل لكم ولعائلاتكم ولوطنكم، ان شباب فلسطين هم المخزون البشري والاستراتيجي لمستقبل فلسطين وأنتم قيادة المستقبل وأنتم الوعي والانتماء وضمير المجتمع"، مضيفا، "أنتم ضمانة لنا من أجل الحفاظ على هوية فلسطين وموروثنا الثقافي والحضاري والنضالي والإنساني، ومن أجل ذلك عملنا على مساعدة الجامعات في تطوير بناها التحتية والتعليمية، وتوفير أحدث البرامج الأكاديمية والبحثية، والقطاع الخاص الوطني استثمر ليس فقط في مصانع الصابون ومعاصر الزيت وصناعة الرخام، بل أيضا في صناعة الإنسان الواعي والمتعلم والوطني، وهذه الجامعة نموذج للاستثمار في التعليم".
ودعا الدكتور اشتيه الطلبة الى التحلي بروح المحبة والتفكير المبدع والعمل الإيجابي، وأن تحاربوا كل ما هو سلبي في المجتمع، فالمقصود الذي لم يفهم هو مفهوم لم يقصد، وإذا خانكم التعبير فلا يخوننا التفسير، ان السلبيين والجهلة هم أعداء التفكير السليم، وقال إمامنا الشافعي قال: والله ما جادلت جاهلا إلا غلبني وما جادلت عالماً إلا غلبته"، وختم كلمته قائلا، "أنتم القوم الجبارون، وأنتم عماد واعمدة الوطن، يسعدني ان أرى الفرحة في عيون أمهاتكم وابائكم، مبروك لكم والى الأمام".
كلمة الطلبة الخريجين
وفي كلمة الطلبة الخريجين قالت الطالبة انستانسيا قرواني، " إنه من دواعي سروري أنْ أقفَ في هذا الحفل المشرّف بينكم، الذي تُقيمُهُ الجامعةُ العربيةُ الأمريكية، جامعتي التي أفتخرُ بكوني طالبتَها وخريجَتَها، لا زِلتُ أذْكُرُ أيّامي الأولى فِي أرْوِقَتِـها، تُواجِهُني صعوباتٌ كثيرة، وتدفَعُني أحلامٌ كبيرة، إلا أنني وكما وجدتُ في هذا المكانِ متسعاً لطموحي، وجدتُ فيه أملي ومواقفَ كثيرةً حثَّـتْني على الاستمرارِ والمضيّ قدما"، وأضافت، "معَ مرور السنوات، قابلت في هذهِ الجامعة المتميزة أناساً كثيرين لا يشبهونَ سوى أنْفسهم، كنت أطوي قصصهم الجميلة بعناية في داخلي، لأستمدّ منهم الأمل، والحقيقة أنني لم أكن لأقابل هذا المزيج المتنوع في أي مكانٍ آخر، ومع الوقتِ أصبحت عندي قناعةٌ راسخة أن ما يُمَيِّزُ هذهِ الجامعة، إضافةً لكوْنِها متميزةٌ أكاديمياً، هوَ أنّها بيئةٌ تَحْتَضِن أطيافاً مختلفة من الطلاب الفلسطينيين، هذا الاختلاف والتنوع هو ما سَتجدونه في الحياةِ وبيئةِ العمل، فهو يعكسُ حقيقةَ الواقعِ الذي سوف تعملون وتعيشون فيه".
وتابعت حديثها قائلة، "لقد جمعتْ هذهِ الجامعة بين الفلسطينيين الذين فرّقهم الاحتلال، والذين وجدوا فيها طريقاً لتحقيقِ أحلامِهم وطموحاتهم، إن لهذه الجامعة دور وطني عظيم، وقدْ ساهمت في بنائي ليس معرفياً وحسبْ، إنما أيضاً على مستوى هُويّتي، لأنها تساعد على إعادة تعريف علاقتنا بامتدادنا الفلسطيني التاريخي، وقد لا يشعرُ البعض بذلك بشكل مباشر، لكن انخراطهم في هذه الجامعة لا شك أنه ترك أثراً ولو على مستوى اللاوعي، وهذا مهم".
وخاطبت قرواني زملاءها الخريجين قائلة لهم، "هناكَ حياةٌ بانتظارنا، صعبةٌ ومليئةٌ بالتحديات، ولَرُبّما لا تُشَكِّلُ تجارِبُنا السّابقة سوى نقطةً في بحرِ هذهِ الحياةِ التي تضربُ أمواجُها، القويّ والضعيفَ على حدٍّ سواء، قدْ تمرُّ علينا لحظاتٌ لا نشعرُ فيها بأيّ أمل، أو جدوى، ولنْ نجدَ سوى قسوةَ الحياةِ تسحقُ بشراسةٍ ولا تنتظر أحداً، قدْ يكونُ كلّ ذلكَ وقدْ لا يكون. لكنّ اليومَ، لا تفكروا سوى بنجاحكم، من حقِّكم أن تفرحوا بما حققتم بجهدكم ومثابرتكم".
وختمت كلمتها قائلة، "مثلكم أنا سعيدة، لكنني حزينة قليلاً أيضاً، لمفارقتي هذا الصرح المتميز، الذي عايشتُ تجربَتَه الجميلة، فخلال سنواتٍ قليلة قضيتها هنا، لا تزيد عن الأربع سنوات، شاهدت كيف تطورت الجامعة، عايشت تغييرات كبيرة ليس على المستوى المعماري فحسب، إنما على المستوى الأكاديمي كذلك، لقد كان لهذا الجو الإيجابي أثراً كبيراً على تميزي الدراسي، ورغبتي في الوصول للأفضل، إن الجامعة الأمريكية جنّة من جنائن مدينة جنين، وهي أمل كبير لهذه المدينة ولفلسطين جميعها".
وتخلل الحفل فقرات فنية قدمتها جوقة الجامعة، تفاعل معها الطلبة الخريجين والأهالي وسط ترحيب من الحضور.
وقبل البدء بمراسم تخريج الفوج الرابع عشر كرم أعضاء منصة الشرف رسام الكاريكاتير محمد سباعنة على تأليف كتاب "ابيض واسود" باعتباره انجاز وطني، وتلا ذلك تكريم الطلبة أوائل الكليات، وتسليم الشهادات للطلبة المتوقع تخرجهم في الفصلين الأول والثاني والفصل الصيفي من العام الأكاديمي 2016/2017.