الحدث- عصمت منصور
بعد اجتماع استمر قرابة الخمس ساعات والذي جاء بعد حراك دولي وعربي وضغط شعبي ونذر انفجار شامل في القدس المحتلة والأراضي المحتلة بسبب قرار حكومة الاحتلال وضع بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى المبارك بذريعة منع ادخال السلاح الى الأقصى وعدم تكرار عملية القدس التي وقعت الجمعة الماضة، قرر الكبينيت الإسرائيلي الإبقاء على البوابات الالكترونية وتفويض الشرطة الإسرائيلية اتخاذ أي قرار تراه مناسبا "للحفاظ على حرية الحركة للمصلين وامن المسجد الأقصى" مع التشديد على عدم المس بالوضع القائم في الأقصى حسب ما ورد في نص البيان الذي وزعة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
القرار يعني ان نتنياهو خضع للشرطة والجناح المتطرف في مجلسه الوزاري المصغر وقرر عدم المخاطرة باتخاذ القرار الصائب والذي يجنب المنطقة موجه عنف جديدة وكذلك قرر ان يتجاهل توصيات الجيش والشاباك اللذان عارضا هذه الخطوة بالإضافة الى تجاهل الراي العام العربي والدولي والمناشدات التي أطلقها زعماء عرب ومسلمين وهيئات دولية مثل الامم المتحدة.
صيغة القرار تظهر بوضوح ان نتنياهو هرب عمليا من اتخاذ قرار حقيقي وفضل الاختباء خلف الشرطة والقاء كره اللهب في ملعبها واعتبار ان القرار مهني محلي تعالجه الشرطة بأدواتها الخاصة وهي القمع ونصب الحواجز وإيقاف الباصات المتجهة الى الأقصى وغيرها من الاجراءات التي لا تفعل سوى زيادة الاحتقان.
امتحان يوم الجمعة
الجميع يريد ان ينجح في امتحان صلاة الجمعة لهذا اليوم في الأقصى،من جهة يريد المصلين الذين منعوا من الصلاة الجمعة الماضية ان يكسروا إرادة وقرار الشرطة والاحتلال وان يوظفوا الحشد الكبير الذي دعوا الية والزخم الذي تراكم منذ أسبوع من الاحتقان والذي شهدت لياليه الطويلة ما يشبه حالة التعبئة والاعداد لمثل هذه اللحظة من اجل كسر قرار الشرطة وإزالة البوابات خاصة ان القرار الإسرائيلي الذي اتخذ الليلة فضفاض وغير مجمع عليه ويحتوي على إشارات بإمكانية التراجع عنه (إذا رات الشرطة ان هذا مناسب).
اما شرطة الاحتلال وجلعاد اردان الذي يقف على رأسها فأنه يرى في هذا اليوم امتحان له شخصيا ومحطة لأثبات انه قادر على الصمود في وجه ضغط الشارع والتمسك بالإجراءات التي اتخذتها شرطته ليؤكد امام منافسيه من اليمين انه الأكثر حرصا على امن وسيادة إسرائيل على وفي الأقصى.
على ضوء نتائج امتحان اليوم سيتقرر ليس مصير البوابات وحدها بل ربما مصير المنطقة بعد ان وضعتها إسرائيل بقرارها الليلي على فوهة بركان.