الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل الحدث | انتصار الشاباك على الشرطة في اسرائيل

2017-07-22 01:21:22 PM
تحليل الحدث | انتصار الشاباك على الشرطة في اسرائيل
الشرطة الإسرائيلية تقف امام المصلين المرابطين عند باب الاسباط (تصوير: الحدث 2017)

 

 

تحليل الحدث- عصمت منصور

 

حاول جهاز الأمن العام الاسرائيلي " الشاباك" أن يثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قرار الإبقاء على البوابات الإلكترونية في الاقصى، بسبب قناعته أن بقائها سوف يشعل موجة جديدة من المواجهات لا أحد يعلم كيف ستنتهي خاصة وأن أطرافا كثيرة داخلية وخارجية لها مصلحة في تجدد موجة العنف.  

 

الجيش الذي أيد هذا الرأي أيضا حمل ذات القناعات المبنية على معرفته النابعة من احتكامه المباشر في الميدان ورصده لنبض الشارع الفلسطيني، فشل في إقناع حتى الوزير المسؤول عنه والذي يفترض أنه يمثله في مجلس الوزراء المصغر افيغدور ليبرمان الذي صوت لصالح إبقاء البوابات والتي تعتبر إحدى المرات النادرة التي يصوت فيها وزير الجيش بعكس تسوية المستوى الأمني الذي تحته.

 

وهذه وان كانت ليست المرة الأولى إلا أن لها عواقبها خصوصا أن ما تحقق هو السيناريو الذي حذر منه الشاباك والجيش.

 

نتنياهو وليبرمان انساقا خلف طموحاتهما الانتهازية وفضلا أن يمضيا في ماراثون المزايدة الداخلية الذي تخوضة حكومة اليمين الاسرائيلي بينها وبين نفسها وتجاهلت الموقف"المهني" الذي ينطلق من المصلحة الأمنية العامة وهو موقف يضعهما في حالة حرجة أمام الرأي العام وأمام مخاطرة أمنية سيدفعان ثمنها في الانتخابات القادمة، وذلك لأن بينت وغلاة المتطرفين ينسجمان مع موقف جمهورهما الذي يتكون اساسا من المستوطنين واليمين الفاشي المتشدد الذي يرفض اي حل وتقترب طروحاته من الهلوسات المجنونة والذي يوظف وجوده في الحكومة لتعطيل اي حل وافشال اي محاولة للوصول إلى السلام.

 

بينما نتنياهو وليبرمان فانهما يحاولان أن يجذبا إليهما جمهور اليمن السوي كما يطلق عليه في اسرائيل، وان يتمركزا في وسط الخارطة السياسية الإسرائيلية لقطع الطريق على منافسيهما من يمين الوسط ويسار اليمين مثل يائير لبيد وسحب اصوات قدر الإمكان من اليمين المتطرف.

 

في جلسة المجلس الوزاري المصغر "لكابينيت" التي سبقت قرار الإبقاء على البوابات اتهمت الشرطة وممثلها اردان الشاباك بأنه فشل في منع عملية القدس وشن عليه هجوم اضعف موقفه بينما تمسك بالخيار الاكثر تشددا واعتبر أن إزالة البوابات هو الذي سيضر بالأمن الاسرائيلي على المدى البعيد لانه سيصور على أنه خضوع لضغط الشارع وهذا سيشجع الشارع على ممارسة المزيد من الضغط.

 

ولأنه وبعد العملية الكبيرة في حلميش وسقوط خمسة قتلى إسرائيليين في اسبوع واحد وهو رقم كبير بالمنظور الاسرائيلي فإن الشاباك والجيش لا يستعيدان قوتهما أمام التيار الآخر فحسب بل أنهما سينجران إلى ممارسة ضغط فعلي اكبر وربما يلجؤون إلى تسريب معلومات وأخبار تحرج نتنياهو واردان وتدفع باتجاه تغير الموقف من البوابات الإلكترونية وازالتها ولكن كل هذا مرهون بأمر واحد وهو استمرا الضغط والحراك على الأرض والذي سيتعزز بخطوات سياسية على غرار موقف الرئيس بالامس وتصريحات هنية والتي أن ترجمت عمليا بخطوات سياسية فعلية قادرة ليس على إزالة البوابات فقط بل واضعاف نتنياهو وإسقاطه وهو في اضعف حالاته أمنيا وأمام ملفات الفساد المشتبه بتورطه بها.