الأربعاء  07 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث" | مش كل الكوسا بلدي وبعضه يحوي مادة "الكونفادور" الخطيرة (صور)

2017-08-29 08:31:13 AM
خاص
الكوسا الأخضر هو كوسا بلدي أما الأصفر فهو كوسا مُحسّن (تصوير: الحدث)

 

الحدث- علاء صبيحات

 

"غالبا لا تشتري الخضار إلا لأن ألوانها تُغريك، فتبحث عن الأفضل وتستخدم معاييرا قد تكون خاطئة لمعرفة ما يُفيد صالحك، فأصناف الكوسا مثلا متوفرة بالعشرات لكنك تُغش يوميا عندما تبحث عن الكوسا البلدي الذي لا تظنه بلديا إلا بسبب اللون، ذلك اللون الذي غالبا يكون أخضرا غامقا مماثلا للكوسا البلدي لكن سبب اخضراره هو مادة الكونفادور الخطيرة".

 

هذا ما أكّده الدكتور في الزراعة العضوية ليث صبيحات فالخضار المعروفة عامة بالخضار البلدية اختفت من بلادنا نتيجة أن المزارعين توقفوا عن زراعتها، بسبب المعايير التي طرأت على السوق الفلسطيني كالبحث عن الخضار المثالية في الشكل والحجم واللون.

 

ونتيجة لهذه المعايير أوجدت الشركات ما يعرف بالبذور المحسّنة والتي تنتج ما صار يريده المجتمع من شكل ولون وحجم، وتغافلوا عن الطعم مما أفقد موائدنا الطعم الأصيل كما أضاف صبيحات.

 

 ما الذي يميز الخضار البلدية؟

 

أهمية الخضار البلدية بحسب صبيحات تكمن في ناحيتين أولها الثقافية من ناحية الارتباط في أجدادنا وطريقة حياتهم، إذ أن الرابط الزراعي الإقتصادي الثقافي هو الذي يشكل حضارة وثقافة أي مجتمع.

 

فالطريقة التي تعامل بها المزارعون  الفلسطينييون على مدى آلاف السنين من خلال انتقائهم لما يناسبهم من طعم أي ثمار وفقا لما يتناسب مع بيئتهم، هي التي حددت  نمط عيشهم وطبيعة الطعام المطهو عندهم، خاصة وأن بلادنا بحسب صبيحات هي بلاد شبه جافة.

 

وبالتالي فإن الخضار التي استحسنوها كالطماطم والكوسا مثلا هي مقاومة للجفاف ولا تحتاج للمياه من ناحية،  وتقدّم الطعم الذي يفضلونه ويبحثون عنه من ناحية أخرى كما قال الدكتور في الزراعة العضوية.

 

(جميع الخضار في هذه السلة هي خضار مُحسّنة مزروعة بطريقة عضوية في مزرعة الزبابدة العضوية)

 

الناحية الثانية لأهمية الخضار البلدية مرتبط بالصحة فليس من الضروري أن تكون الخضار البلدية مزروعة بالطرق القديمة بل يمكن زراعتها بطريقة عضوية مما سيجعلها خضارا مفيدة وذات عائد اقتصادي مربح بالإضافة لكونها مقاومة بشكل جذري للأمراض.

 

الكوسا والبندورة

من المعروف كما يقول صبيحات إن الكوسا البلدية خضراء لكن ليس كل الكوسا الأخضر هو بلدي فالكوسا يتم رشه بمواد تجعله أخضر اللون مما يجعله شبيه في البلدي لكنه سام جدا.

 

وعن الطماطم البلدية أوضح صبيحات، أنها ليست قديمة العهد فهي في بلادنا منذ القرن الثامن عشر فقط، وقد نجحت الطماطم البلدية فقط لأنها مقاومة للأمراض ولا تحتاج للمياه فهي بعلية بالكامل.

 

(البندورة البلدية)

 

 

(بندورة المايلا المحسنة)

 

لكن التي زرعت عندنا في فلسطين هي ذاتها الطماطم الجبلية في لبنان، هي كبيرة الحجم إذ يصل حجم الحبة الواحدة إلى نصف كيلو غرام، وليست منتظمة الشكل لكنها صحيّة جدا وذات طعم اعتدنا عليه في الموروث الثقافي الزراعي.

 

تكاليف الإنتاج

ومن حيث تكاليف الإنتاج  كما يقول صبيحات فإن الكيلوغرام الواحد من بذور طماطم المايلا مثلا ثمنها 220 ألف شيقل، ويتبع هذا النوع من البذور المحسّنة ما بين 4-10 أنواع من المبيدات الحشرية، وأكثر من صنف سماد، ونوعين أدوية لتعقيم التربة بالإضافة لثمن الماء والأيدي العاملة فإن التكلفة عالية جدا في قطاع البذور المحسن كما قال صبيحات.

 

أما في قطاع الخضار البلدية فلا تحتاج لكل هذه التكاليف، بالإضافة لكونها تعطي طعما حقيقيا، ومقاومة بقوة للأمراض كما أضاف صبيحات، إذ أنها تقاوم بشكل قوي الديدان الثعبانية (الليماتود) التي هي من أكبر كوارث الخضار لكنها لا تؤثر على صنف الطماطم الجبلية أو المعروفة في البلدية، لذلك هي قوية وتناسب المناخ الفلسطيني بالكامل ولا تحتاج لمبلغ ضخم في الإنتاج مقارنة بما سبق.