عامر بعلوشة- غزة
لا يزال قطاع غزة ينتظر بقلق ما تخبئه له الأيام من تغيرات سياسية تلوح بالأفق. بضعة أيام تفصل القطاع عن قدوم حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة الدكتور رامي الحمد لله لاستلام مقاليد الحكم في غزة، بعد قيام حركة حماس بدورها بحلّ اللجنة الإدارية التي تشكلت مؤخراً، وهذا كلّه أتى بالتزامن مع ضغوط إقليمية ودولية مورست على المدى القريب للدفع تجاه عملية المصالحة الفلسطينية.
حالة من الترقّب تسود الأوساط كافة، وسط تأملات كبيرة بأن يحمل قدوم حكومة التوافق الوطني تغييرات على عدة مستويات، وبالأخص ملفات المعبّر والكهرباء ورفع الإجراءات الأخيرة من السلطة تجاه غزة، وملف إنهاء الإنقسام بشكل عام وعقد انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع.
يُشار إلى أنه سيتسلم جهاز حرس الرئيس الفلسطيني مهمة الإشراف على كافة معابر قطاع غزة، وقد تم فعلياً تبليغ جهاز حرس الرئيس بالاستعداد للقدوم لغزة لتسلّم مهامهم مع قدوم حكومة التوافق خلال الأيام القليلة القادمة، وهذا ما كان بالأساس شرط الدولة المصرية لتسهيل عملية فتح معبر رفح البري.
هل الإنقسام بات محصوراً بحلّ اللجنة ورفع الإجراءات ؟
يجيب الكاتب والباحث السياسي أمين عابد لـ"الحدث"، بأن حل اللجنة الإدارية من قبل حركة حماس هو ليس كفاية للقول بأن حماس قد أنهت واجبها تجاه إنهاء الإنقسام.
ويضيف عابد: "اللجنة شكّلت قبل عدة شهور، والإجراءات أيضاً كذلك، ولكن فعلياً الإنقسام الفلسطيني ممتد لإحدى عشر عاماً، ولا يجوز أن نقتصر عملية المصالحة ككل بموضوع اللجنة ورفع الإجراءات".
وتابع عابد: "المطلوب الآن هو تمكين حكومة التوافق الوطني القادمة للقطاع، كيّ يكون هناك ضمانات حقيقية على الأرض بعدم عرقلة أي جهد من شأنه رأب الصدع الفلسطيني".
ونوّه عابد: " على ما أعتقد يمكننا قراءة أمل بالمصالحة القادمة، وهي اليوم ستكون بإشراف دولي إقليمي، ولا مجال سيكون للمناورة أكثر مما ناوره كافة الأطراف المتنازعة".
وأشار: "حلّ اللجنة بالطبع هو يدلل عن حسن نية من الطرف الحمساوي، وأتمنى أن تكون بداية لمشوار مستمر من التصالح الوطني".
هذه المرة تختلف
هذا ما كان من وجهة نظر الكاتب أحمد جودة، الذي عبّر خلال مقابلته مع الحدث عن إرتياحه تجاه عملية دفع المصالحة الفلسطينية.
وأضاف: "اليوم هناك إشراف إقليمي ودولي على موضوع المصالحة، وكلا الطرفين لا زالا يسيران في الإتجاه الصحيح، بالرغم من وجود بعض التصريحات هنا وهناك اللواتي يضعن العصي في دواليب المصالحة، ولكن لا بأس"
وتابع جودة لمراسلنا: "الضغط الإقليمي والمصري تحديداً كبيرين على حماس بغزة وأيضاُ على السلطة وحركة فتح، وأعتقد بأن من مصلحة دولة مصر تبريد جبهة غزة وإتمام عملية مصالحة تؤسس لعملية سلام قادمة مع الإحتلال".
وأشار جودة إلى ضرورة استمرار الطرفين الفتحاوي والحمساوي بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وبالأخص ملف الموظفين الذي طالما كان الشعرة التي تقسم ظهر كل عملية توافق وطني.
ترحيب شعبي كبير
حيث لاقت خطوات حلّ اللجنة وقدوم حكومة التوافق إستحسان كلّ الجمهور الفلسطيني في غزة، وهذا ما يؤكده الناشط شكري أبو عون للحدث، ويضيف: "هناك استعدادات من العديد من الأطراف الشعبية والتنظيمية لتنظيم مسيرات داعمة لقدوم حكومة التوافق وللمصالحة الفلسطينية، وهي ستكون خلال الأيام القليلة القادمة".
وتابع أبو عون لمراسل "الحدث": "الشعب يحتاج كلّ من يخفف من معاناته، وقدوم حكومة التوافق وتمكينها في غزة هو بالطبع سيخفف من معاناة الناس في العديد من المشاكل الحياتية التي يواجهونها".
وأشار: "الشعب في غزة طوال سنوات الإنقسام وهو يدفع ضريبة كل شيئ، وهو الآن في أمس الحاجة لتغليب مصالحه والتخفيف من أزماته".