الحدث- عامر بعلوشة
غزة، المدينة البائسة، هذه البقعة التي ما انفكت تخرج من كارثة لأخرى، ومن حزن لآخر، بين حصار وإنقسام وحروب وويلات.
اليو وبعد 11 عاماً من الأسى، غزة على موعدٍ مع الفرح، على موعدٍ مع الوحدة الوطنية.
من قلب العاصمة المصرية القاهرة، خرج رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد ورئيس وفد حركة حماس صالح العاروري اليوم، ليعلينا انتهاء حقبة الإنقسام الأسود، في خبرٍ طال انتظاره منذ زمن، ومشاعر شاخت وهرمت، كي تعيش هذه اللحظة التاريخية.
ما تم الإتفاق عليه
عديد من الملفات كانت عالقة خلال التفاهمات الأخيرة بين وفدي حركتي حماس وفتح في القاهرة، والتي تمحورت في عدة نقاط.
أولاً: تمكين الحكومة لتقوم بمهامها بشكل كامل في القطاع في موعد أقصاه الأول من ديسمبر.
ثانياً: تقوم اللجنة الإدارية والقانونية بوضع حلول لقضية موظفي غزة، وتنجز عملها في موعد أقصاه 1 فبراير 2018، مع إضافة عدد من المختصين من قطاع غزة لعضويتها، وتأخذ قرارها بالتوافق وتعرض نتائجها على الحكومة لإقرارها.
ثالثاً: تلتزم الحكومة باستمرار استلام الموظفين لمخصصاتهم، خلال فترة عمل اللجنة، بما لا يقل عما يصرف لهم الآن.
رابعاً: يقوم رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة بالتوجة لغزة، وعقد لقاءات مع مسؤولي الأجهزة الأمنية في القطاع، ودراسة سبل استلام مهامهم.
خامساً: المعابر، تقوم الحكومة باستلام المعابر كافة في غزة، في موعد أقصاه 1 نوفمبر 2017.
سادساً: يتم عقد لقاء في القاهرة في الأول من ديسمبر القادم، لمتابعة وتقييم كل الخطوات السابقة.
سابعاً: يتم عقد لقاء للفصائل يوم 14 نوفمبر 2017 لمناقشة آليات تنفيذ كل ما ورد في اتفاق القاهرة المتعلق بالمنظمة والمجلس الوطني والإطار القيادي والتشريعي والحكومة والإنتخابات والمصالحة المجتمعية.
مباركة محلية، وشكراً مصر
حيّت كافة الفصائل الفلسطينية الجهود المبذولة من دولة مصر الشقيقة في سبيل إنهاء الإنقسام الفلسطيني، وذلك جاء خلال عدة بيانات للفصائل الفلسطينية ومنها الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، وكذلك حركتي حماس وفتح.
حيث رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإتفاق القاهرة، واصفاً إياه بالإنجاز الوطني الكبير، برعاية مصرية في القاهرة.
واعتبر الرئيس أن ما تم الإتفاق عليه يعزز ويسرع خطوات إنهاء الإنقسام واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني والأرض والمؤسسات الفلسطينية.
وأصدر الرئيس توجيهاته للحكومة وجميع الأجهزة والمؤسسات بالعمل الحثيث لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه، داعياً كافة القوى والفصائل إلى بذل الجهود لتحقيق ما يصبوا إليه شعبنا الفلسطيني.
ويُذكر بأن حركة الجهاد الإسلامي قد ثمّنت الجهود التي تقدم في سبيل جريان عجلة المصالحة الوطنية، ورحبت في بيان لها بما تم التوصل إليه بين حركتي حماس ووفتح.
وأكدت الحركة في هذا السياق خلال بيانها على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتخفيف معاناة المواطنين وإلغاء كافة العقوبات المفروضة في الضفة وغزة، بما فيها وقف الإعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية.
كما دعت الحركة كافة الأطراف إلى ضرورة استكمال الحوارات حول باقي الملفات الوطنية الهامة، لبناء استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بالعودة والتحرير والإستقلال.
وكذا الأمر كان موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي دعت إلى ضرورة التوصل إلى صيغة برنامج سياسي مشترك، يجمع الكل الوطني الفلسطيني، لمواجهة المحتل الإسرائيلي، وذلك طبعاً بعد تثمين جهود إنهاء الإنقسام الفلسطيني.
يا رب الفرج
حالة الشارع في غزة، هي إنتظار وفرح وأمل، بما هو قادم، وبما قد يلمسه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة.
ذاك المواطن الذي على مدار 11 عاماً وهو يدفع ضريبة الإنقسام والحصار والفرقة والموت والدمار.
جماهير فلسطينية مختلفة خرجت بشكل عفوي للشوارع اليوم في قطاع غزة، محتفلة بالإنجاز الوطني الكبير في إنهاء الإنقسام الفلسطيني، وسط دعوات من هنا وهناك أيضاً، للنزول إلى الشوارع وإعلان اليوم يوم عرس وطني وذكرى وطنية خالدة.
حيث قال الناشط محمد التلولي للحدث: "دعونا من خلال صفحاتنا على فيس بوك الناس للنزول للشوارع إحتفالاً بالوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام، وهذه الدعوة هي في سياق الدعم والإسناد الشعبي للجهود المبذولة بالقاهرة، وللتأكيد لأطراف الإنقسام بأن هناك شعب فلسطيني بإنتظاركم، يفرح بوحدتكم ويدفع ضريبة فرقتكم".
وتابع التلولي: "مطلوب من الكل الوطني الفلسطيني تعزيز بقاء هذه الوحدة، وتعزيز نجاحها، حيث أنها الملاذ الأخير لشعبنا الفلسطيني، لأن يتحرر مما عانى منه على مدار الأعوام الطويلة الماضية"