الحدث- محمد غفري
في الوقت الذي يعاني فيه تجار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة من تردي الأوضاع الاقتصادية وصل إلى حد إغلاق 17% من المحال التجارية، وإغلاق بعض الأسواق التاريخية بشكل كامل، ستزيد حكومة الاحتلال الإسرائيلي عليهم "الطين بله" عبر تعديات جديدة ستفرضها عند باب العامود أحد أشهر أبواب المدينة التاريخية وأكثرها حيوية.
وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان أعلن صباح اليوم الأحد، أن شرطة الاحتلال أعدت استراتيجية أمنية جديدة مخصصة لباب العامود سوف تتضمن تركيب كاميرات ذكية ونشر محطات شرطة، وأن التفتيش سوف يبقى انتقائي ولحالات معينة، معلناً ضربه بعرض الحائط لأي رد فعل مقدسي تجاه هذه الإجراءات الجديدة.
أمين سر الغرفة التجارية في مدينة القدس المحتلة حجازي الرشق وصف وضع التجار المقسديين في البلدة القديمة قبل الإجراءات الجديدة بـ "السيء جداً"، وذلك بسبب ممارسات الاحتلال وتواجد عناصره المستمر عند بوابات البلدة القديمة، وبشكل خاص عند باب العامود.
هذه الممارسات تتمثل بالتفتيشات التعسفية وفحص الهويات والتدقيق بالملفات وإجراء التحقيقات الميدانية، وتستهدف بشكل أساسي عنصر الشباب، بحسب ما ذكر حجازي.
وأوضح حجازي في لقاء خاص مع "الحدث"، أن هذا الأمر يجنب المواطنين الدخول إلى البلدة القديمة، خوفاً من هذه الممارسات، وبالتالي قلة وصول القوة الشرائية للبلدة، وهو ما أدى إلى انخفاض مبيعات التجار، وانعكس سلباً على الوضع الاقتصادي والتجاري بشكل عام في البلدة القديمة.
وأكد حجازي، أن الإجراءات الجديدة سوف تزيد من الوضع سوء، وسوف تزيد من الكساد التجاري لدى تجار البلدة القديمة.
وضع البلدة القديمة يائس
العضو في غرفة تجارة القدس حجازي الرشق أكد على تواجده اليومي في البلدة القديمة وتواصله المستمر مع التجار، وصف الوضع التجاري في البلدة القديمة باليائس جداً، حيث زادت نسبة المحال التجارية المغلقة إلى 17%.
وأوضح أنه خلال العام 2016 كان عدد المحال التجارية المغلقة 216 محل تجاري وصلت في نهاية العام 2016 إلى317 محل، وهذا العدد قابل للزيادة خلال العام الجاري.
وأضاف، أن هناك أسواق تجارية أغلقت بالكامل مثل سوق الخواجات، وإغلاق جزء من سوق العطارين، وإغلاق 95% من سوق اللاحمين، بالإضافة إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية عن باب السلسلة، وفي حارة الشرف هناك محلات تجارية مغلقة، وفي شارع الواد أيضاً توجد محال مغلقة، وهذه أسواق ومحال تعتبر في خط التماس المباشر مع المستوطنين.
وأوضح حجازي سبب إغلاق المحال التجارية، أن عدم وجود قوة شرائية وسياحية أدى إلى تآكل في رأس مال التاجر، لدرجة إعلان بعض التجار إفلاسهم وصولاً إلى حد الفقر، وهو ما أجبرهم على إغلاق محالهم التجارية، والتوجه إلى فتح منشآت أخرى خارج البلدة القديمة أو حتى خارج جدار الفصل العنصري بعيداً عن القدس.
الجدير بالذكر أن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان قرر الأسبوع الماضي إنشاء وحدة شرطية جديدة خاصة بالمسجد الأقصى ومحيطه ستكون مزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية والاستخباراتية.