السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة"الحدث"| محلل إسرائيلي كبير: العرب بحاجة أن يخرج أبو عمار من قبره

2017-12-12 01:04:55 PM
ترجمة
ضريح الشهيد ياسر عرفات

 

الحدث- محمد بدر 

 

كتب المحلل السياسي يوني بن مناحم تحليلا عن الدور العربي بعد قرار ترامب نشرته القناة الأولى الإسرائيلية، الذي ترجمته الحدث.

 

فيما يلي نص التحليل مترجم: 

 

الشارع الفلسطيني غاضب من الدول العربية، الفلسطينيون يعتبرون أن الدول العربية تتعامل بليونة مع الولايات المتحدة وأن العرب غير معنيين بجدية أن يلغوا قرار ترامب.

 

وجاءت زيارة الوفد البحريني إلى "إسرائيل" وللقدس الشرقية بعد إعلان ترامب واندلاع المواجهات في الأراضي الفلسطينية، لقد خلقت هذه الزيارة صدمة كبيرة جدا لدى الفلسطينيين، الأخطر في الزيارة بالنسبة للفلسطينيين هو أن الزيارة خطوة باتجاه التطبيع تأتي في ظرف إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ جولة سريعة، انطلق من رام الله وحطّ في عمان ومنها إلى القاهرة، وعقد اجتماعات مع العاهل الأردني عبد الله الثاني ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتشاور معهم على الكيفية التي يمكن من خلالها التعامل مع قرار ترامب، ورغم الانتقاد الفلسطيني للدور العربي، إلا أن  العرب وجهوا صفعة قوية لترامب لم يكن يتوقعها. 

 

الأردن دعا لعقد مؤتمر طارئ للتباحث في الأمر، ولكن الفلسطينيون لا يثقون بهذه الخطوات ولا يعلقون عليها آمال، والشعور السائد بين الفلسطينيين هو أن الدول العربية باعتهم لمصالحها الخاصة، وأن ما يهم القادة العرب هو الحفاظ على كراسي السلطة ومواجهة إيران، وعمليا لم تتخذ أي دولة عربية خطوة حقيقة ضد القرار، فمثلا لم تطرد أي دولة حتى الآن السفير الأمريكي منها.

 

الدول العربية ورغم إدانتها للقرار، إلا أنها تدفن رأسها في التراب، وموجة الاحتجاجات في العالم العربي في النهاية قد تهدأ وتزول، كما يبدو فأن العرب بحاجة أن يحيى ياسر عرفات من جديد وأن يخرج من قبره ليهتف "على القدس رايحين شهداء بالملايين".

 

الشارع العربي والفلسطيني يتشائل اليوم، أين قرارات المقاطعة لأمريكا؟ لماذا لم تبدأ الدول عمليا بذلك ؟ ولا إجابة لدى المستوى الرسمي.

 

ويبدو أن الرئيس ترامب قام بحساب تحركاته بعناية، وقيّم مسبقا ضعف وعجز العالم العربي، هذا العجز واضح في الشعارات الضعيفة في الميدان. لقد استمر هذا الصمت العربي لعقود، ولم يقف أي زعيم عربي وقفة حقيقية، وكلهم يتذللون لأمريكا.

 

إن الولايات المتحدة لديها مصالح كافية في الشرق الأوسط يمكن ضربها، ولكن يبدو أن اتجاه القادة العرب هو استعادة السيطرة على الوضع الأمني ​​بسرعة من أجل الحفاظ على الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط.

 

إن تركيا، التي ليست عربية، بل هي دولة مسلمة، دخلت هذا الفراغ في أزمة القيادة العربية واستغلتها لصالحها، فلدى الرئيس أردوغان طموحات للظهور كزعيم مسلم قوي على نطاق عالمي. ويهاجم اردوغان الولايات المتحدة واسرائيل ويتهم اسرائيل بانها دولة ارهابية تقتل الشباب والاطفال الفلسطينيين ولكنه عمليا لم يتخذ أي خطوات ضد الولايات المتحدة او اسرائيل.

 

والخلاصة هي أن العالم العربي يتصرف باللامبالاة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والفلسطينيون يشعرون أنه عليهم الاعتماد على أنفسهم وعدم الاعتماد على الدول العربية.

 

لذلك، من المتوقع أن تكون ردود الفعل الفلسطينية غاضبة جدا على العرب، وأن يبحث الفلسطينيون عن مصالحهم لوحدهم، وقد يشكلوا إطار قيادي يحقق لهم مصالحهم.