السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

2860 دراجة في فلسطين: بين عروض مغرية للشركات ومناشدات السلامة والقانون

2018-07-29 08:17:24 AM
2860 دراجة في فلسطين: بين عروض مغرية للشركات ومناشدات السلامة والقانون
دراجة نارية (تصوير: شادي حاتم)

 

الحدث- محمد غفري

منذ العام 2015، سمحت وزارة النقل والمواصلات بشكل رسمي للشركات الفلسطينية باستيراد الدراجات النارية، ليصبح عدد الدرجات المسجلة لدى دوائر السير 2860 دراجة، منها 2000 دراجة مرخصة رسمياً، وذلك حتى شهر تموز من العام الجاري.

وفي الوقت الذي تعمل فيه دول العالم وتحاول أن تحذو حذوها فلسطين لتشجيع اقتناء الدراجات النارية، لما تساعد من تخفيف لأزمة السير، وتقليص لكميات الوقود المستخدم، وانخفاض في أسعارها؛ إلا أن الشرطة الفلسطينية تناشد سائقي هذه الدراجات بضرورة الالتزام بشروط السلامة القانونية قبل اقتيادها.

أسباب الانتشار

بدورها أفادت وزارة النقل والمواصلات وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها محمد حمدان، أن أسباب انتشار الدراجات النارية في الأونة الأخيرة في فلسطين، هو وجود وكلاء متخصصين في بيع الدراجات.

وأيضاً يذهب السائقون لاقتناء الدراجات، لأنها تساعد على تجاوز الأزمات المرورية، وكنوع من الهواية وحب القيادة لهذا النوع من المركبات، عدا عن استخدامها في الأغراض التجارية وإيصال الطلبات داخل المدن، لما تمتلكه من مرونة في الحركة وتوفير في الوقود.

وأكد حمدان، أن السائق قبل أن يحصل على رخصة القيادة للدراجة النارية، يجب أن يمر بالامتحانات النظرية والعملية، كما هو معمول به في نظام الحصول على رخص السيارات.

وأضاف، إن الدراجة لا يتم ترخيصها إلا بعد التأكد من وجود تأمين خاص لها، وفحصها للتأكد من سلامتها.

 

 

عروض مغرية

في فلسطين توجد خمس شركات تعمل كوكلاء موزعين للدراجات النارية منذ العام 2015، بحسب ما صرح لـ "الحدث" الناطق الرسمي باسم وزارة النقل والمواصلات محمد حمدان.

هذه الشركات لها ما عليها من رغبة في زيادة عدد مبيعاتها في السوق المحلي، وتقديم أفضل العروض للزبائن، وهو ما يظهر في أحد الإعلانات التشجيعية لإحدى هذه الشركات وتقول فيه "بدون دفعة أولى، بدون كفيل، بدون وساطة بنوك، بدون فوائد... ألخ".

وبالرغم من هذه العروض التشجيعية، إلا أن السيد إياد الزمط وهو مدير لإحدى هذه الشركات، أكد أنه لا يبيع الدراجة للزبون قبل التأكد من امتلاكه لرخصة قيادة قانونية، والحصول على تأمين وترخيص للدراجة.

وأيضاً الزمط أفاد لـ"الحدث" أنه يقدم عددا من الهدايا للزبون والتي من شأنها أن تحفظ شروط السلامة والأمان له، وتتمثل بالخوذة والسترة والقفازات الخاصة وكسارات الحماية.

وأضاف، أنه يتأكد من قيادة السائق قبل بيعيه الدراجة، لأن الدراجة التي يتدرب عليها ويخضع للفحص عليها، قد تختلف عن الدراجة التي يشتريها من الشركة لديه.

حالات وفاة

وبالرغم من حديث وزارة النقل والمواصلات عن التزامها القانوني العالي تجاه شروط قيادة الدراجات النارية، وتأكيد الشركات الخاصة على عدم بيع الدراجات إلا بعد التأمين والترخيص وحصول السائق على رخصة قيادة؛ إلا أن هناك عددا من حوادث السير التي اشتركت بها الدرجات النارية وتسبب بحالات وفاة للمواطنين.

العقيد منصور دراغمة مسؤول المباحث المرورية، قال إن 4 حالات وفاة حصلت خلال العام 2017 بسبب حوادث الدراجات النارية، ومنذ بداية العام وحتى اليوم وصل عدد حالات الوفاة بسبب الدراجات النارية إلى حالتين.

وأكد دراغمة لـ"الحدث"، أن نصف حالات الوفاة وقعت بسبب الدراجات غير القانونية، فيما وقع النصف الآخر منها بفعل دراجات قانونية مرخصة.

 

 

جهود حثيثة

تبذل شرطة المرور الفلسطينية جهودا حثيثة لمواجهة حوادث الدراجات النارية، دون أن تنفي أهمية اقتنائها.

العقيد دراغمة، قال إن الشرطة دائما ما تقوم بفحص المركبات والسائقين ضمن عمليات المتابعة اليومية للدراجات النارية.

هذه المتابعة بحسب دراغمة، تتمثل بمنع انتشار الدراجات غير القانونية، وأيضاً ملاحقة الدراجات المرخصة المخالفة للقانون وشروط السلامة والأمان، حيث يقوم البعض بإزعاج المواطنين في ساعات متأخرة من الليل، فيما لا يرتدي بعض السائقين أدوات السلامة.

وأكد دراغمة أنه تم إتلاف 241 دراجة نارية غير قانونية منذ بداية هذا العام، عدا عن تحرير المخالفات وفق قانون السير وقد تصل العقوبات إلى حد مصادرة الدراجة النارية وإيقاف السائق.

وأضاف دراغمة لـ"الحدث"، أن شرطة المرور تتجه لتشجيع الدراجات النارية ما دون قوة المحرك 250cc.

وأوضح، أنه يوجد مجموعة من أنواع الدراجات النارية، وتقسم حسب قوة المحرك إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول 50cc، والنوع الثاني يصل إلى 500cc، أما النوع الثالث وهو الأكثر خطورة وتتجاوز قوة المحرك 500cc، ويبلغ عدد الدراجات في هذه الفئة في فلسطين نحو 600 دراجة نارية.

لذلك ناشد دراغمة إلى عدم اقتناء الدراجات التي يزيد حجم محركها عن 500cc، بسبب زيادة الخطورة بشكل كبير فيما لو وقع حادث سير لا قدر الله.

نصائح شرطة المرور

تنصح شرطة المرور الفلسطينية وعلى لسان العقيد منصور دراغمة، بضرور لبس الخوذة لأن هذا الأمر غاية في الأهمية أثناء القيادة، فهي تحمي الرأس والعنق من الصدمات، وتخفف من الإصابة.

كذلك نصح دراغمة السائقين بارتداء الزي الواقي، من السترة الخاصة، والكسارات والكفوف، والتي تحمي كلها البدن.

وأشار منصور، إلى أهمية تجنب السرعة أثناء قيادة الدراجة النارية كي يسيطر عليها، لأن ثبات الدراجة على الشارع أقل من المركبة.

رسالة

أحد السائقين روى لـ"الحدث"، أنه قبل أسبوع كاد أن يكون ضحية لقيادة الدراجة النارية، عندما انقلبت به بسبب السرعة الزائدة في بلدة حوارة جنوب نابلس، ولكن سقوطه من فوقها وارتداء كافة أدوات السلامة، لطف به.

سائق آخر، قتل قبل أسبوع في قرية عين يبرود شرق رام الله، نتيجة السرعة الزائدة أثناء قيادة الدراجة النارية.

إذا هي رسالة إلى ضرورة الحصول على كافة الأوراق الرسمية من ترخيص للدراجة وتأمينها وحصول السائق على رخصة قيادة، وأيضاً ارتداء كافة أدوات السلامة، والالتزام بكافة النظم والقوانين.