والدتي تجاوزت الستين.. لماذا تمنع من زراعة الكبد؟

الحدث- ريم أبو لبن

"قالو لي إن وزير الصحة أصدر قراراً جديدا يقضي بعدم منح من هم فوق 60 عاماً تحويلة طبية خاصة بزراعة الكبد". هذا ما قاله المواطن محمد أبو زيد لـ"الحدث" موضحاً رفض وزارة الصحة منح والدته تحويلة طبية لزراعة الكبد لاسيما وأنها ستبلغ من العمر خلال بضع أيام (62) عاماً، غير أن والده قد توفي قبل عامين لذات السبب بعد أن تعرض لنزيف حاد.

,أضاف واصفاً الوضع الصحي لوالدته: "يتلاعبون بالشهر الأخير من حياة والدتي، لا سيما وأن الأطباء أكدوا بحسب الفحوصات بأن جسدها يتمكن من التحمل لمدة 3 أشهر، ونحن الآن في الشهر الأخير... ماذا نفعل وتكلفة إجراء العملية تصل إلى  100 ألف دولار؟"

"لا يوجد نص قانوني"

الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة د. أسامة النجار قال لـ"الحدث": لا يوجد نص قانوني يمنع زراعة الأعضاء لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً".

وعن القرار قال: "قد تكون اللجنة الطبية قد أوصت بهذا الأمر، لأسباب ومحاذير معينة.. لا علم لي بها".

أضاف: "وقد يكون لتراكم الديون علينا سبباً لعدم استقبال المرضى الفلسطينيين في مستشفى الزراعة بتركيا، لاسيما وأنه في وقت سابق واجه معهد الكبد القومي بمصر ذات المشكلة".

وعن عمل اللجنة، قال: "اللجنة تبحث احتياجية كل فرد لزراعة الكبد، ويتم وضع الأسماء في قوائم وتصنيفهم وفق درجة خطورة الحالة".

وعن تغطية التأمين الصحي، قال النجار: "التأمين الصحي يرفض عمليات زراعة الأعضاء".

أضاف: "وفق قائمة نظام التأمين الصحي لا يقوم بتغطية تكاليف عمليات زراعة القلب والرئة والكبد".

واستكمل حديثه:  "ولكن هناك اتفاقية جديدة، من يحتاج للزراعة يحصل على تحويلة طبية يتم توقيعها من قبل رئيس الوزراء ويخرج للعلاج إما إلى الهند أو تركيا".

" والدتي تجاوزت الستين.. ألن يزرع لها الكبد؟"

"في منتصف شهر آيار الماضي علمنا بحاجة الوالدة لزراعة كبد، فتوجهنا لقسم التحويلات الطبية في وزارة الصحة وطلب منا إحضار الفحوصات الطبية، وتقديمها للجنة الطبية، لاسيما وأن اجتماع اللجنة أخذ من عمر والدتي 7 أسابيع".

واستكمل حديثه: "عقد الاجتماع، وطلب الطبيب المختص باللجنة من والدتي إحضار فحوصات طبية للمطابقة من أجل الحصول على تحويلة لزراعة الكبد، وعندما بدأنا بعمل الفحوصات قالوا لنا وزارة الصحة انتظرو قليلاً.. وزير الصحة أصدر قراراً جديد".

وبحسب ما أوضح أبو زيد بأن وزارة الصحة قد أبلغته بعدم استكمال الإجراءات، وذلك بسبب صدور قرار عن وزير الصحة في ششهر تموز / يوليو الماضي يقضي بعدم منح من هم فوق الـ 60 تحويلة طبية من أجل زراعة الكبد.

في ذات السياق، قال: "مسؤول ملف الكبد في وزارة الصحة قال لي (آسفين.. الوزير طلع قرار جديد ما في تحويلة، أي ما في تحويلة لفوق عمر 60)".

وفي معرض الرد، قال أبو زيد مخاطباً مسؤول الملف: " شو عم تحكي؟.. وكان الرد: ( للأسف هذا الواقع، ونعتذر لن نستطيع تقديم المساعدة لك)".

وبعد ذلك، استكمل حديثه: "قمنا بإرسال كتاب استثناء بقرار من وزير الصحة، وقدمنا الكتاب للوزارة و بتاريخ 2/7 /2018، وبعد مواصلة الأمر وبعد وصول الكتاب قالوا لنا أرسلنا الكتاب للتحويلات الطبية، والتحويلات بدورها تؤكد لنا إعادة إرسال الكتاب لمكتب وزير الصحة.. ونعاود العودة للوزير.. وهكذا وامتد الأمر حتى تاريخ 28/7/2018".

أضاف: "وفي نهاية الأمر وبعد المماطلات، أبلغنا مكتب وزير الصحة برفض الكتاب الاستثنائي".

ولم ينقطع الأمر هنا بحسب ما أوضح محمد أبو زيد؛ فقد عمد على طرق جميع الأبواب ومن بينها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد لله ولكن دون استجابة حتى اللحظة.

قال: "سأطرق أبوابا أخرى، كالمنظمات والمؤسسات الداعمة، لا حل آخر أمامي".

وأثناء الحديث مع محمد، أبلغنا بتوجهه اليوم لمكتب وزير الصحة د. جواد عواد وذلك لمعرفة ماذا حل في الكتاب الاستثنائي الخاص بتحويلة والدته.

قال: "لم أستطع رؤية وزير الصحة، وأبلغني مكتبه بأنهم قاموا بإرسال الكتاب و ينتظرون رداً من التحويلات الطبية".

أضاف: "قالوا لي توجه للتحويلات الطبية... أرسلنا لهم الكتاب".

واستكمل حديثه غاضباً: "سنعود لذات البداية... عدنا لنفس الدوامة... أليس من حق والدتي أن تحصل على العلاج قبل أن نفقدها؟"