الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طبيب فلسطيني يعيد الحياة لمواطن غزي بعد 35 عاماً

2018-10-10 03:28:09 PM
طبيب فلسطيني يعيد الحياة لمواطن غزي بعد 35 عاماً
المريض بسام مسلم

 

الحدث- ريم أبو لبن

عادة ما تترصد أقلامنا عطباً قد أصاب مريضاً بفعل خطأ أو إهمال طبي حيث ندخل في جدال عميق لتفسير وشرح تلك المصطلحات التي باتت تؤرق كل مواطن منذ سنين، وقبل دخوله المستشفى لإجراء عملية في جسده المثقل بالأمراض.

الحكاية هنا تختلف..

"ولدت من جديد، عشت اليوم فقط بعد مرور 35 عاماً من العجز". هكذا عبر المواطن بسام إسماعيل مسلم (51 عاماً) عن سعادته بعد معاودته النهوض مجدداً من مرض قد تملك جسده منذ أن كان يبلغ من العمر 16 عاماً، حيث لم يكن يقوى على السير طوال تلك المدة، وقد فقد عمله نتيجة لذلك العجز الجسدي، بالرغم أنه يعيل أسرة مكونة من 9 أفراد.

المواطن بسام والذي يقطن مخيم المغازي وسط قطاع غزة، خضع لعملية جراحية وصفت بـ"النادرة" و"المعقدة" وقد تكللت بالنجاح بعد انقضاء 6 ساعات متتالية في غرفة عمليات لدى مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس المحتلة.

أجرى العملية لـ بسام الطبيب الفلسطيني أحمد فارس خندقجي، وهو أخصائي جراحة الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس المحتلة، وبجانب فريق طبي متكامل حيث تم استئصال كيس من الماء الملاصق للعمود الفقري وتحديداً أسفل الفقرات.

قال خندقجي لـ"الحدث": " كان يعاني طوال تلك المدة من صعوبة في السير ووجود آلام عند الأطراف السفلية لقدميه، ووجود مشاكل في البول".

  

بداية الحكاية

قال بسام لـ"الحدث" مسترجعاً بداية مرضه: "في البداية كانت تظهر علي أعراض سخونة شديدة، وقد أجريت عدة فحوصات في مستشفيات قطاع غزة، ولكن الأطباء أكدوا لي بأن كل ما أشعر به من آلام هو من باب التكهنات فقط وليس لها أي أساس من الصحة".

وأضاف: "لجأت للطب الحديث، وأجريت فحوصات في مستشفى الشافعي واكتشفت وجود كيس يضغط العمود الفقري لدي، ولكن الأطباء أكدوا لي حينها بأنه ليس من اختصاصهم معالجة المرضى وعلي أن أتوجه لطبيب أعصاب، والطبيب أكد لي وجود الكيس".

واستكمل حديثه: "هناك قصور لدى المستشفيات بغزة في إمكانية إجراء عملية كهذه والتي يصفونها بالنادرة".

وعليه، وبعد جولة طبية وتنقله من مستشفى لآخر؛ حصل بسام على تحويلة علاجية لمستشفى المقاصد في القدس المحتلة، حيث خضع لعملية (شفط) لذاك الكيس المحيط الملتصق بالعمود الفقري.

قال بسام: "تم شفط الكيس من جسدي، وشعرت بالراحة حينها بعد معاناة طويلة، ولكن الأمر استمر لمدة 35 يوماً فقط، لأعاود السقوط والنهوض مجددا كما كنت بالسابق".

وأضاف بالحديث عن الأعراض التي كان يعاني منها: "كنت أشعر بالسخونة، والهزل، وقلة النوم، ولدي مشكلة في البول والبراز، وكلما أسير قليلاً أقع".

وفي المرة الثانية، حصل بسام على تحويلة علاجية ثانية في ذات المستشفى، وقد أجريت له عملية مجهرية لاستئصال الكيس بحسب ما أوضح لـ"الحدث" د. أحمد فارس خندقجي.

قال خندقجي: "جاء بسام للمستشفى قبل شهرين وقد أجريت له الفحوصات حيث تبين من خلال الصور الطبقية بأن لديه كيس من الماء يلاصق العمود الفقري في أسفل الفقرات ويحيط بمجمع الأعصاب، مما تسبب بضغط على المنطقة المحيطة وقد تسبب بظهور الأعراض لديه".

أضاف: "حاولنا سحب ذاك الكيس بواسطة الإبرة، وقد تحسنت حالته الصحية بعد ذلك لمدة شهر ومن ثم عاود الانتكاس وظهرت عليه الأعراض مجدداً وبشكل سيء".

 

واستكمل حديثه: "وبعد ذلك أجرينا له عملية مجهرية لاستئصال الكيس، وتم تحرير الكيس جميعه لكي نحافظ على النسيج العصبي، وبهذا فقد استجاب المريض للجراحة، ومعظم الأعراض التي ظهرت لديه قد تلاشت".

وفي ذات السياق، قال خندقجي واصفاً العملية: "هذه العملية من العمليات ذات المخاطرة العالية، لأن المرض يسببه العصب، ويحتوي على أجزاء من الأعصاب، فهو أمر معقد لعودته لعصب سليم".

أضاف: "في العالم، عدد العمليات التي تجرى من هذا النوع قليلة؛ لأن معظم المرضى يتكيفون مع المرض ولا يلجأون للعمليات ولا تظهر عليهم الأعراض".

قال بسام: "منذ سن 16 عاما وأن أوفر الأموال كي أعالج.. 35 عاماً قضيتها دون سير.. واليوم أسير".

"خلقت من جديد، وأنا أعيش حياة جديدة، وأسير بشكل طبيعي". هكذا عبر بسام عن سعادته في نهاية حديثه، واكتفى بالقول "الحمد لله".