الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب لا يريد التخلي عن السعودية بسبب خاشقجي

2018-10-18 08:37:14 AM
ترامب لا يريد التخلي عن السعودية بسبب خاشقجي
ترامب لا يريد التخلي عن السعودية بسبب خاشقجي

 

الحدث العربي والدولي

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء إنه لا يريد التخلي عن السعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة بسبب اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي وطلب الحصول على تسجيلات صوتية تقول مصادر تركية إنها تشير إلى أن ضباطا سعوديين قتلوه.

وأضاف ترامب أنه ينتظر تقريرا وافيا عن اختفاء خاشقجي من وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أرسله إلى السعودية وتركيا للقاء المسؤولين هناك لبحث اختفاء خاشقجي الذي دأب على انتقاد الحكومة السعودية. ومن المقرر أن يجتمع ترامب مع بومبيو الساعة العاشرة صباحا اليوم الخميس.

وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون بأن خاشقجي، وهو كاتب عمود بصحيفة واشنطن بوست ومنتقد لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قُتل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول وإن جثته نُقلت. ونفى السعوديون هذه المزاعم.

وقالت مصادر تركية لرويترز إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية. ولم يعثر له على أثر منذ دخوله المبنى.

ونشرت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة اليوم ما قالت إنها تفاصيل من تسجيلات صوتية تزعم أنها توثق تعذيب واستجواب خاشقجي.

وذكرت الصحيفة أن معذبيه قطعوا أصابعه أثناء الاستجواب وأن خاشقجي قتل في غضون دقائق. وقال التقرير إنه تم فصل الرأس عن الجثة التي قطع القتلة أوصالها.

وقالت سبعة مصادر أمنية أمريكية وأوروبية لرويترز إن تركيا لم تسلم الحكومة الأمريكية أو حلفاء أوروبيين رئيسيين تسجيلات صوتية أو مصورة.

وذكرت أربعة مصادر أن الولايات المتحدة وحلفاءها جمعوا بعض المعلومات المخابراتية من خلال مصادرهم ووسائلهم الخاصة والتي تؤكد جزئيا تقارير إخبارية تستند إلى تسريبات لتسجيلات صوتية.

ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أمس الأربعاء عن مسؤول تركي كبير تأكيده التفاصيل التي نشرتها الصحيفة التركية. وامتنع مسؤولان من الحكومة التركية اتصلت بهما رويترز عن تأكيد التقرير.

وقال ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع السعودية وولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، إن واشنطن طلبت من تركيا أي دليل بالصوت والصورة ربما يكون لديها فيما يتصل بمصير خاشقجي.

وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع قناة فوكس بيزنس نتورك عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن الرياض قال ترامب "لا أريد ذلك".

وعبر مجددا عن أمله في ألا يكون القادة السعوديون ضالعين في اختفائه.

وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين في وقت لاحق "أريد معرفة ما حدث وأين يكمن الخطأ وسوف نعرف على الأرجح ذلك بحلول نهاية الأسبوع".

وفيما يتعلق بالأدلة الصوتية والمصورة قال ترامب "طلبنا الحصول عليها إن كانت موجودة ... لست متأكدا حتى الآن أنها موجودة. قد تكون موجودة على الأرجح .. محتمل".

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرياض ستقر بأن خاشقجي قتل أثناء استجواب سار على نحو خاطئ على الرغم من إنكار ضلوعها في بادئ الأمر. وتكهن ترامب بأن "قتلة مارقين" ربما يكونون وراء ما حدث لكنه لم يورد أدلة تدعم افتراضه هذا.

وتمثل كيفية خروج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من هذه الأزمة اختبارا لأسلوب تعامل الغرب مع السعودية في المستقبل.

وترامب غير مستعد فيما يبدو لأن ينأى بنفسه بعيدا عن السعوديين، مرجعا ذلك إلى دور الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة فضلا عن صفقات سلاح محتملة بعشرات المليارات من الدولارات.

وتواجه دول غربية أخرى عبرت عن قلقها بشأن الواقعة نفس الوضع الحساس في تعاملاتها مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

* علاقات مهمة

ومن ناحية أخرى قال بومبيو إنه يجب منح الرياض بضعة أيام أخرى للانتهاء من تحقيقها في اختفاء خاشقجي. والتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو لبحث المسألة، وذلك بعد يوم من اعتبار ترامب السعودية بريئة إلى أن تثبت إدانتها.

وقال بومبيو للصحفيين المسافرين معه "سيجرون تحقيقا وعندما تخرج نتائجه سنقيمها".

وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية أن بومبيو لم يسمع أي تسجيل صوتي يشير إلى مقتل خاشقجي.

وقال بومبيو أيضا أن على الولايات المتحدة أن تضع في اعتبارها أهمية العلاقات التجارية والحكومية مع السعودية لدى دراستها أي خطوات بعد اتضاح الحقائق.

وأمضى محققون أتراك قرابة تسع ساعات في مقر إقامة القنصل السعودي وغادروا في وقت مبكر اليوم الخميس وهو ما فعله محققون سعوديون أيضا. وشملت عملية التفتيش التي قام بها المحققون الأتراك السطح والمرآب كما شملت نشر طائرة مسيرة فوق المنطقة.

وقال شاهد من رويترز اليوم الخميس إن محققين جنائيين أتراكا غادروا القنصلية السعودية في اسطنبول بعد تفتيش المبني ومركبات تابعة للقنصلية.

وجرى تفتيش القنصلية باستخدام أضواء كاشفة لإنارة حديقة القنصلية. وهذه هي المرة الثانية التي يجرى فيها تفتيش القنصلية هذا الأسبوع. وكانت السلطات قد أمضت نحو تسع ساعات هناك يوم الاثنين الماضي.

ونشرت صحيفة تركية موالية للحكومة أدلة أولية الأسبوع الماضي نقلا عن محققين قالت إنهم تعرفوا على فريق يضم 15 من أفراد المخابرات السعودية وصلوا إلى اسطنبول بجوازات سفر دبلوماسية قبل ساعات من اختفاء خاشقجي.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لخاشقجي تسلمته من مساعده بعد يوم من الأنباء التي تحدثت عن اختفائه.

وندد خاشقي في المقال بالحملة التي تشنها حكومات عربية على الصحفيين وتقاعس المجتمع الدولي عن الرد على تلك الحملة. وكتب يقول إنه نتيجة لذلك جرى إطلاق يد الحكومات العربية للاستمرار في إسكات وسائل الإعلام بمعدل متزايد.

وربط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن شهود وسجلات أخرى بين أربعة منهم وأمن الأمير محمد. ويماثل اسم أحدهم اسما على حساب على موقع لينكد-إن لخبير في الطب الشرعي عمل بوزارة الداخلية السعودية لمدة 20 عاما. وجرى التعرف على آخر من دليل دبلوماسي لعام 2007 عرفه على أنه السكرتير الأول بالسفارة السعودية في لندن. وآخرون تشابهت صورهم مع أفراد بالجيش والقوات الجوية السعودية.

وبعد لقاء ولي العهد السعودي يوم الثلاثاء قال بومبيو إن السعودية تعهدت بإجراء تحقيق شامل.

وردا على سؤال عما إذا كان خاشقجي حيا أو ميتا، قال بومبيو "لم يتحدثوا بشأن أي حقائق".

*مقاطعة مؤتمر

رسم ولي العهد السعودي، الذي ربطته علاقة وثيقة بإدارة ترامب، صورة لنفسه باعتباره واجهة للسعودية الجديدة التي تنوع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط وتدخل بعض التغيرات الاجتماعية.

لكن هناك انتقادات واسعة لبعض الخطوات التي اتخذها الأمير ومنها تورط الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة والخلاف الدبلوماسي مع كندا.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن خططه لحضور مؤتمر استثماري كبير ينطلق في الرياض تحت اسم "دافوس الصحراء" الأسبوع المقبل ستخضع للمراجعة اليوم الخميس بعد أن يجري مسؤولون أمريكيون مشاورات مع بومبيو. وانضمت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى قائمة متنامية من كبار الشخصيات التي أعلنت أنها لن تحضر المؤتمر.

وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم والمشاركة في الجهود الأمريكية لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة، إنها سترد على أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية.

 

المصدر: رويترز