الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"عوفرا" التي سلبت حياة أهالي سلواد وتستكثر عليهم الرد المشروع

2018-12-10 04:09:00 PM
من مستوطنة "عوفرا" المقامة على أراضي سلواد وعين يبرود (Wikipedia)

 

الحدث- محمد غفري

بسبب مستوطنة "عوفرا" قد يخرج الشاب السلوادي من منزله إلى العمل صباحاً، ولا يعود إلا في ساعات متأخرة من الليل بعد أن ينكل به جنود الاحتلال على الحاجز العسكري عند مدخل البلدة.

أقيمت مستوطنة "عوفرا" شرق مدينة رام الله عام 1975 على أراض ذات ملكية خاصة للمواطنين من بلدتي سلواد وعين يبرود، وفي سبيل توفير رغد الحياة للمستوطنين سلب الاحتلال حياة الفلسطينيين من محيط المستوطنة.

ما إن وقعت عملية إطلاق النار عند مدخل مستوطنة "عوفرا"، أمس الأحد، حتى اقتحم الاحتلال بلدة سلواد، وشرع بالتحريض عليها.

وزيرة القضاء في حكومة الاحتلال إيليت شاكيد لم تجد أفضل من هذه الفرصة لتمرير دعاية مجانية لها، عندما طالبت باعتماد تنظيمات البناء في مستوطنة "عوفرا" بالرغم من عدم شرعيتها وفق القانون الدولي والإسرائيلي على حد سواء.

كشف تحقيق لمنظمة "بتسيلم" بعنوان "مستوطنة عوفرا- مستوطنة غير قانونية"، أن "عوفرا" تعتبر مستوطنة غير قانونية طبقا للمعايير التي تبنتها حكومة الاحتلال، وأن عليها تفكيك المستوطنة، وأن تعيد للمالكين الفلسطينيين الأراضي التي سُلبت منهم بصورة غير قانونية وتقديم التعويض المالي للفلسطينيين أصحاب الأراضي جراء استعمال أراضيهم.

إذاً "عوفرا" من كل النواحي القانونية تعتبر غير قانونية، أما على أرض الواقع فتبدو حياة أهالي بلدة سلواد الأقرب إليها منغصة، فالكل هناك مهدد بالخطر.

"في بداية سنوات السبعينات بدأ المستوطنون بتنظيم مسيرات وزراعة الأشجار على أراضي سلواد ومن ثم تطور الأمر إلى وضع منازل وتطورت حتى باتت مستوطنة "عوفرا" هذا ما قاله السيد أسامة حماد رئيس بلدية سلواد.

حماد في حوار خاص مع "الحدث" أظهر حجم المعاناة التي تكلفها أهالي سلواد جراء إقامة مستوطنة "عوفرا" على أراضيهم.

وفق حماد، فإن مستوطنة "عوفرا" صادرت مئات الدونمات من الأراضي الخاصة من أهالي سلواد، وعدا عن ذلك فقد حجبت عنهم التوسع العمراني إلى جهة الجنوب.

ولربط مستوطنات الضفة الغربية بعضها ببعض، ومنها مستوطنة "عوفرا" فقد صادر الاحتلال مساحات شاسعة من أراضي بلدة سواد لشق شارع الالتفافي رقم "60"، الذي حرم المواطنين في سلواد وعين يبرود من التوسع العمراني أيضاً.

وأضاف حماد، أن الاحتلال أقام معسكرا للجيش لحماية المستوطنين قرب مستوطنة "عوفرا" على أراضي بلدة سلواد.

ومن الآثار أيضاً، يحرم الاحتلال المزارعين من استخدام أراضيهم الزراعية القريبة من المستوطنة وحتى زيارتها، حيث يقوم المستوطنون بالاعتداء عليهم.

أسامة حماد قال إن جنود الاحتلال يقومون بشكل يومي بوضع الحواجز العسكرية على مداخل سلواد، ويقوم الجنود بالتنكيل بالشبان وضربهم واحتجازهم لساعات.

ليس هذا فحسب، بل أكد حماد أن اقتحامات جنود الاحتلال الليلية للبلدة تتكرر، وعندما يتم اعتقال أحد الشبان لا يقوم الجنود باعتقالهم وحسب، وإنما يقوم بتكسير ممتلكات منزل المعتقل وشتم أهله واحتجازهم في العراء.

يستخدم الاحتلال خلال الاقتحامات الليلية الرصاص وقنابل الصوت والغاز، يبث الرعب في قلوب الأطفال، ويحرم المرضى وكبار السن من النوم.

إذا نغص الاحتلال حياة أهالي سلواد وألبسهم الثوب الأسود بعدما أقام مستوطنة "عوفرا" على أراضيهم، وإن خرجوا للمقاومة الشرعية رداً على معاناتهم يجرمهم الاحتلال ويصادر حقهم في الحياة.

يتراوح عدد معتقلين بلدة سلواد وفق حماد ما بين 100-110 معتقلين بينهم أسرى من أحكام المؤبدات، واستشهد 62 شهيداً من أبناء سلواد منذ العام 1948، بينهم 6 شهداء منذ العام 2014.

وفق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، فإن وجود مستوطنة "عوفرا" مرتبط بمس واسع النطاق بحقوق الإنسان لسكان المنطقة الفلسطينيين.

وأوضحت "بتسيلم" أن المس الفوري يتناول حق التملك للفلسطينيين الذين أقيمت المستوطنة على أرض يملكونها.

ونتيجة لوجود "عوفرا" وفق "بتسيلم" فإن المسّ ينال أيضا حقوق الملكية الخاصة بسكان عين يبرود الذين يملكون أراض زراعية مجاورة للمساحات المبنية في المستوطنة.

وتابع تحقيق مركز "بتسيلم" أن وصول السكان إلى أراضيهم مقيد للغاية خلال السنوات الأخيرة وهو ما يلحق الضرر بقدرتهم على الاسترزاق من المحاصيل الزراعية.

وأخيراً بحسب "بتسيلم" فإن الموقع الجغرافي لمستوطنة "عوفرا" في قلب منطقة مأهولة بالسكان الفلسطينيين يولد حاجزاً بين القرى الفلسطينية المختلفة في المنطقة ويمس بحرية الحركة والتنقل للسكان.