الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حماس والغموض الإعلامي

2014-06-17 00:00:00
حماس والغموض الإعلامي
صورة ارشيفية
 
 
 
 
 
حماس والغموض الإعلامي
 
خاص بالحدث- تحليل إخباري (5:34 م)
 
حتى اللحظة تحافظ حماس على غموض إعلامي مدروس كي تنجو من المعضلة التي تعيشها الحركة على إثر اختفاء المستوطنين الثلاثة مساء الخميس الماضي. وعدا عن تصريحات الناطق الإعلامي لحماس سامي أبو زهري التي قال فيها إن تحميل نتنياهو لحماس مسؤولية خطف الجنود هي "تصريحات غبية" فإنه لم يصدر عن الحركة سوى بيان إعلامي واحد حيَّت فيه العملية دون أن تعلن مسؤوليتها عنها، مؤكدة في ذات الوقت أن عملها المقاوم سيستمر.
من جهة ثانية، فإن كل التصريحات التي صدرت هنا وهناك من ناطقين إعلاميين، أو من قيادين في حماس أو نواب في المجلس التشريعي عن كتلة الإصلاح والتغيير، مثل د. أحمد بحر ومشير المصري، جميعها تصب في ذات البوتقة، لا إعلان لمسؤولية للحركة عن هذه العملية.
وهذا الغموض مفهوم إلى حد ما، فليس أمام حماس سوى خيارين، الأول أن تُعلن مسؤوليتها عن عملية اختفاء المستوطنين وبالتالي تكون قد ألقت باتفاق المصالحة الفلسطينية في سلة المهملات، أو أن تتنصل من مسؤوليتها عن هذه العملية وهو ما لن يكون مقبولاً لدى قاعدتها الشعبية.
وحتى الآن تحاول الحركة الإمساك بالعصا من المنتصف، فلا هي مسؤولة ولا غير مسؤولة، الأمر الذي فتح المجال أمام العديد من التكهنات الأخرى من قبيل الإشارة إلى كون جهات أو تنظيمات أخرى هي المسؤولة، وهي ترجيحات يراها محللون سياسيون ضعيفة جداً. ما يُعيد الكرة إلى ملعب "حماس" من جديد كونها التنظيم الإسلامي الأقوى في الضفة الغربية وغزة.

والسؤال الذي يبقى مطروحاً؟ كيف ستستفيد حماس استراتيجياً من هذه العملية إن كانت الفاعلة، وهل فعلاً ستكون قادرة على تحقيق مكاسب سياسية وقد وضعت يدها في يد الرئيس أبو مازن قبل أسبوعين في "اعتراف ضمني" بنبذ أي فعل مقاوم، أم هو تأكيدٌ على أن اتفاق المصالحة مع "فتح" لا يعني نبذ المقاومة؟