الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"يمّا تعبان مش قادر أكمل الزيارة".. الأسير أبو دياك يصارع الموت في سجون الاحتلال

2019-01-13 02:08:19 PM
زيارات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

لم تستطع السيدة آمنة أبو دياك زيارة نجلها المعتقل في سجون الاحتلال سامي أبو دياك يوم الخميس الماضي، عندما توجهت إلى مستشفى سجن الرملة، وكان قد نقل في حالة صحية صعبة إلى مستشفى "اساف هاروفيه" الإسرائيلي.

وتقول: "آخر مرة استطعت فيها رؤيته من خلف زجاج الزيارة كانت قبل شهر، حينها حضر يجر نفسه على كرسي متحرك، وما هي إلا دقائق معدودة، لم يقدر بعدها على إكمال الزيارة، وقال لي: "يما تعبان مش قادر أكمل الزيارة".

ضحية خطأ طبي

فوق ظلمة السجن التي بدأت باعتقاله عام 2002، بدأت معاناة الأسير سامي أبو دياك (35 عاماً) مع مرض السرطان عام 2015، حينها استأصل الأطباء له الورم الخبيث من الأمعاء الغليظة في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، إلا أن خطأ طبيا في إغلاق الجرح بصورة سليمة، تسبب بكارثة صحية باتت تهدد بسقوط شهيد جديد في سجون الاحتلال.

وبالرغم من اعتراف طواقم المستشفى الإسرائيلي بالخطأ الطبي الذي نتج عنه تسمم وتلوث وتعفن في أمعائه بسبب العملية الجراحية، الا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت ترفض الإفراج عنه.

تقول آمنة أبو دياك لـ"الحدث"، إن نجلها في حالة صحية صعبة هذه الأيام، ولم يعد جسده المنهك قادراً على تقبل العلاج، بعد خضوعه لست عمليات جراحية في سجون الاحتلال منذ العام 2015، وجلسات أخرى للعلاج الكيميائي.

وبسبب الخطأ الطبي الذي تعرض له، تقول أبو دياك إن دم سامي تسمم وتعفن، ودخل في غيبوبة لأكثر من شهر.

ومنذ نهاية العام الماضي وبداية العام 2019، أوقفت مصلحة السجون وإدارة عيادة الرملة العلاج الكيماوي عن الأسير سامي وبررت ذلك بأن جسمه لم يعد يستجب للعلاج وبأن حالته ميؤوس منها، وحدث تدهور خطير جدا على حالته الصحية وأصبح يصارع الموت وحياته مهددة بالخطر الشديد.

الأسير سامي أبو دياك

زيارات لا تكتمل

عدة مرات، كانت تذهب السيدة آمنة أبو دياك لزيارة نجلها في السجن، وكانت تمر بكافة إجراءات الاحتلال المنغصة لأهالي الأسرى، إلا أن شدة المرض كانت تحول دون حضور سامي إلى قاعة الزيارة، وفيما لو حضر يكون مجروراً على كرسي متحرك.

تقول أمه والدمع يملأ عينيها "في إحدى المرات سقط من فوق الكرسي أمامي خلال الزيارة".

مساعي للإفراج عنه

تسعى عائلة الأسير سامي أبو دياك هذه الأيام عبر محكمة الاحتلال العليا لإطلاق سراح نجلها المريض، ومن المقرر أن تعرض لجنة طبية تقاريرها على المحكمة للنظر في حالته. كما تناشد والدته كافة الأطراف للتدخل في سبيل الإفراج عنه.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد أدانت اليوم الاحد، الجريمة الطبية المركبة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأسير المريض سامي أبو دياك.

وطالبت الوزارة بحشد أوسع ضغط دولي على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عنه، جاء ذلك في تعميم لسفارات دولة فلسطين وبعثاتها لدى الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية المختصة، تتضمن تفاصيل تلك الجريمة البشعة، التي تُجسد حقيقة الوحشية التي يتعرض لها أسرانا الأبطال والانتهاكات الجسيمة لمبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف.

يذكر أن الأسير سامي أبو دياك من قرية سيلة الظهر في جنين ومحكوم بالسجن 3 مؤبدات و30 عاماً، وكان قد اعتقل مصاباً عام 2002.

ودخل الأسير سامر أبو دياك شقيق الأسير المريض سامي، اليوم الأحد، عامه الخامس عشر داخل سجون الاحتلال، وهو محكوم بالسجن مدى الحياة.