الخميس  09 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القدس في الليل حلوة

2019-01-17 08:35:13 AM
القدس في الليل حلوة
القدس في الليل(ارشيفية)

 

الحدث ــ هدالة اشتيه

هناك، منقوشٌ على أحد الحجارة آية قرآنية، وأخرى ترنيمةُ عيد ميلاد طُبِعت منذ سنين طويلة، في الشارع على الجانبين تجد من يبيع تاريخاً عريقاً بين دفتي كتاب، التاريخ لا يُباع إلّا على ورق، غرضه استنشاق عبق الأصالة، في أحياءِ المدينة القديمة يتبادل المعرفة كل من يقف على قارعةِ الطريق.

بشار على قارعةِ الطريق، ومبادرة "القدس حلوة"

من خضم القمع والتضييق، وفي ظل الهجمة التهويدية التضليلية، لتزوير تاريخ المدينة، ومن بين أغلال الليل يخرج الشاب بشار أبو شمسية ومجموعة من الشباب المقدسي بمبادرة "القدس في الليل حلوة" ليكشف لنا عن معلومات لم تكن مألوفة للكثيرين في المدينة، تعزيزاً للوجود الفلسطيني ليلاً، وتأكيداً على هوية القدس الفلسطينية في عيون الفلسطينيين أنفسهم وأمام كلّ سائح أجنبيّ عن المدينة. إيماناً منهم بالواجب الوطني للتعريف عن البلدة من شوارع ومبانِ أثرية وتاريخية، وانعاش اقتصاد المدينة ليلاً.

فكرة وتطبيق

قال بشار أبو شمسية مسؤول مبادرة القدس في الليل حلوة، إن بدايات المبادرة هي تجمع صغير لشبان مقدسيين على درجات باب العامود، شباب أصحاب قضية حاملين للهمّ الفلسطيني، وهي عبارة عن  جولات تتم يوم الخميس من كل أسبوع، نقطتها الأساسية للانطلاق باب العامود، وهذا يعني أن المبادرة لا تتلقى أي دعم وإنما هي مجهود شبابي بحت، خرجت في ظل إهمال مؤسساتي للمدينة.

وأضاف أبو شمسية "لاحظ هؤلاء الشبان خطورة تفريغ المدينة من سكانها ليلاً وتحوّلها تدريجياً لمدينة أشباح ومدى تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي والسياحي للمدينة! مقابل انتشار المستوطنين فيها في ذات الوقت، بالتالي ما هذا إلا تأثير سلبي على المدينة خاصةً في نظر السائح الأجنبي الذي لاحقاً ستتأكد لديه المزاعم الصهيونية أن القدس "عاصمة للاحتلال"!.

ذو 3 سنوات في شوارع القدس

وأضاف أبو شمسية "كان للمبادرة قبول متفوق ومشجع لزيادة الفعاليات في المدينة وهذا يؤكد على رغبة السكان -ليس فقط من القدس وإنما من مناطق مختلفة مثل سكان الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية- في المشاركة، واختلاف الوجوه في كل جولة،إضافة إلى أن المبادرة ايضاً لم تكن فقط من فئة الشباب وإنما تعدّتها ليكن أصغر مشارك بعمر 3 سنوات إلى أكبر مشارك يتعدى 50 سنة. وأيضاً اتساع الجولات لتضم العائلات وليس فقط الأفراد، بالتالي أصبحت عند البعض طقساً ضرورياً لابد منه".

شوارع مليئة.. اقتصادٌ حيوي

قال عماد أبو خديجة وهو صاحب أحد المحلات في البلدة القديمة في القدس، إنّ الجولات تحت مسمى "القدس في الليل حلوة" عادت بالفائدة على أهالي البلدة القديمة حيث إن المواطن المقدسي لا يسمح للمستوطن أن يصول ويجول في شوارع البلدة القديمة دون وجود ند، حيث شدد أبو خديجة على ضرورة محاربة المستوطنين محاربة الند للند بالتجمع والتواجد الدائم في ساعات الليل في حواري البلدة القديمة، إضافة إلى ما تعود به من فائدة على التجاراقتصادياً، حيث إنّ التواجد الفلسطيني يعني أن تفتح الأسواق أبوابها لفترات أطول مما يعود بفائدة اقتصادية في ظل ما تعانيه أسواق البلدة القديمة من محاولات للتضييق والإغلاق المستمر وضرب الاقتصاد المقدسي.

رومانيُّ أو بيزنطيّ.. هو في النهاية مقدسيّ

فيما قالت هالة حمدلله إحدى المشاركات منذ البداية في جولات القدس في الليل حلوة، إنّ هذه الجولات بدأت بفكرة من الشاب بشار أبو شمسية بمساعدة مجموعة صناع الحياة في برج اللقلق في القدس، وأضافت حمدلله أنّ الجولات ساهمت مساهمة كبيرة في أن تبقى أسواق القدس مفتوحة حتى الساعة العاشرة مساءً في الوقت الذي كانت تُغلق فيه من الساعة الخامسة، حيث أكدت أنّ أصحاب المحلات على علم دائم أن الجولات ما بعد الساعة الخامسة تعني وجود حراك في الشوارع والأزقة، إضافة إلى مساعدة مشاركي الجولات بالتسويق للتجار والشراء منهم خلال هذه الجولات.

وأشارت حمدلله، أن الجولات تتنوع في مناطق عديدة، منها مقبرة ماميلا "مأمن الله" التي تم تهويدها بعد أن كانت مقبرة عربية، إضافة للتعريف التاريخي عن المناطق عن طريق تصنيفها ضمن الأزمنة العثمانية والبيزنطية والرومانية، وما تزال هذه الجولات قائمة في كل أسبوع، قاصدين مناطقَ جديدة في كل مرّة.

بين الاستمرار والتطوير

أكد بشار أن المبادرة في طريقها للتطور والاستمرار وليس هناك توجهات لوقفها، إنما تهدف لأن يصبح كل شخص مشارك هو صاحب مبادرة أو فعالية جديدة تستمر ليوم كامل لوضع البصمة المقدسية والعمل عليها فخراً بالمدينة المقدسة واقتياد البوصلة المقدسية نحو الطريق السليم.