الحدث - إبراهيم أبوصفية
لطالما لاقت الدعوات المتكررة للشباب الفلسطيني بضرورة أخذ دورهم المناسب كقوّة مجتمعية حاضرة وفاعلة، أثرها في حركة المجتمع وتوجهاته. مؤخرا، قام بعض طلبة الصحافة وبدعم من المؤسسات العاملة في مجال الصحافة والإعلام كمؤسسة بيالارا وبالتشارك مع المؤسسة الألمانية "الخبز من أجل العالم" وتحت إشراف نقابة الصحفيين، بالعمل على مشروع (تواصل) الذي يهدف إلى عقد انتخابات نقابية تحت اسم نقابة الصحفيين الشباب الصورية".
ويقوم المشروع على صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية، وخصوصا هنا في مجال الصحافة.
وبينت منسقة المشروع في مؤسسة بيالارا جوليانا زنايد، أنها منذ بداية السنة الماضية عملت المؤسسة على زيارة الجامعات، واستهدف المشروع طلبة الإعلام في السنة الأولى والثانية، حيث عقدت اتفاقا مع 3 دوائر إعلامية في ثلاث جامعات وهي (بيرزيت والقدس (أبو ديس) وجامعة القدس المفتوحة في قطاع غزة). مشيرة إلى اختيار 25-30 طالبا من كل جامعة.
وأوضحت زنايد لـ "الحدث" أن الطلبة الذين تم اختيارهم خضعوا لتدريبات مكثفة تجاوزت ( 12 ساعة في الأسبوع على مدة 3 شهور)، وتضمن التدريب كيفية تشكيل نقابة وعقد انتخابات لها، وطبيعة عملها واللجان المختصة، وكيفية قيادة الشباب. وكذلك التدريب على العمل الصحفي ومشاركة كتاباتهم وفيديوهات قاموا بإعدادها في مجلة "علي صوتك".
وأضافت أنه بعد الانتهاء من الدورة التدريبية، بدأت مرحلة التعريف بالمشروع للطلبة الآخرين، والعمل على تشكيل نقابة شبابية صورية، حتى يكون عند طلبة الجامعات الـ3 فكرة معمقة حول دور هذه النقابة في تأهيلهم للسوق وانخراطهم في عمل النقابات.
وأشارت: "بالتشارك مع نقابة الصحفيين ومؤتمر التخطيط الاستراتيجي فيها، تم إعداد لوائح داخلية تنظم عمل النقابة الصورية، احتوت على 46 مادة، بهدف استمرارية عمل النقابة الصورية، حيث تضمنت المادة الأخيرة بندا بأن هذه النقابة لا تحل إلا بإجراءات قانونية".
ولفتت زنايد إلى أن قبل هذا المشروع قامت المؤسسة بالمشاركة مع المختص والباحث محمود الفطافطة، بإعداد استبيان في6 جامعات فلسطينية، عن طبيعة مدى معرفة الطلبة بعمل نقابة الصحفيين، مؤكدة أن النتائج عكست واقعا سلبيا في هذا الجانب، مشيرة إلى أن 80% من الطلبة المستهدفين في الاستبيان أخفقوا في معرفة اسم النقيب ودوره.
وقالت إن هذا المشروع جاء لتأهيل كوادر قادرين على العمل ونسج علاقات مع شريحة واسعة من المجتمع والمسؤولين.
وأردفت أنه في العام القادم سيكون العمل على إنشاء نقابة وطنية تشمل كل جامعات الوطن التي تقدم برامج الإعلام.
تجربة جديدة في الصحافة الفلسطينية
بدوره قال المحامي في نقابة الصحفيين علاء فريجات لـ"الحدث" إن النقابة الصورية الشبابية هي تجربة جديدة لتجاوز الواقع الذي تعاني منه نقابة الصحفيين الرسمية المتمثل بالتأخر في عقد الانتخابات، وعدم ممارسة دورها في قطاع غزة؛ نتيجة الانقسام السياسي. مؤكدا أن هذه النقابة لن تكون بديلة عن النقابة الرسمية بل سيكون دورها تكامليا.
وأوضح فريجات أن الهدف من إنشاء نقابة صورية يكمن في إدخال العملية الديمقراطية إلى أروقة الجامعات حتى يكون لهم في المستقبل معرفة وخلفية عامة عن عمل النقابات والانتخابات.
وأشار إلى أن التدريب شمل العمل اللوجستي، وتقديم النصائح القانونية، وورشات توعوية بعمل النقابة والانتخابات.
وفي ذات السياق بينت المتطوعة نغم عيسى لـ " الحدث" أن هذا المشروع تضمن دورة تدريبية على طبيعة عمل النقابة، وإجراء انتخابات على مستوى الجامعات، وفي العام الأخير ستشمل الانتخابات جامعات الوطن.
وأوضحت عيسى أن هذا المشروع يهدف إلى تشكيل حلقة وصل بين الطلبة الصحفيين والنقابة لحماية حقوق طلبة الإعلام وتوصيل مطالبهم بسهولة.
وأشارت إلى أن دور النقابة ودور نادي الإعلام مكملان لبعضهما البعض، معتبرة النادي شريكا للنقابة الصورية، وتتقاطع الأدوار بينهما بشكل كبير. مؤكدة أن عمل النقابة يقوم على تجهيز الطلبة للانضمام إلى النقابة الفعلية بعد التخرج ليكون قائما على أساس علاقات متينة وخبرة مهنية وعملية قوية.
بدورها قالت المتطوعة والمرشحة لانتخابات النقابة نجد حسام، إن الانتخابات تقوم على أساس فردي وليس قوائم، أي أن كل فرد مرشح ستكون له دعاية انتخابية تعبر عن رؤيته وحده. مشيرة إلى أن هناك 13 مرشحا من جامعة بيرزيت و12 من جامعة أبوديس، ويحق لكل طالب إعلام في الجامعات الـ3 أن يختار من 1-7 مرشحين، ومن يحصل على أعلى أصوات يحصل على منصب النقيب، ويتبعه أمين سر النقابة، والباقي رؤساء اللجان العاملة فيها وهي ( الحريات، العضوية، القانونية، المالية).
وبينت حسام أن تجربة التدريب أكسبتها معرفة ومعلومات إضافية عن طبيعة عمل النقابة وآليات عملها ومسؤوليها، وكيف يتم التعامل مع الصحفيين الذين يتعرضون للانتهاك.
وأوضحت أن المشاركة في انتخابات النقابة نابعة من أهمية دور الشباب وطلاب الإعلام في خدمة زملائهم، وتقليل الفجوة الموجودة بين الطلبة والنقابة.