الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لاءات الملك الثلاث

المسألة الجوهرية في صفقة القرن تعادل مسألة وجودية بالنسبة للهاشمين

2019-04-04 11:04:43 AM
لاءات الملك الثلاث
الملك عبد الله الثاني

 

الحدث- أحمد أبو ليلى

يقول ملك الأردن، عبد الله الثاني: "إذا كان الشعبان الأردني والفلسطيني، يرفضان مشاريع التصفية، فمع من سيتفاوض ويتفق ترامب ونتنياهو؟". وبالحجم الذي تحملُه هذه العبارة من تساؤل، فهي تحملُ بالقدر ذاته بعداً توكيدياً من شقين؛ الأول: ذو صلة بحجم الضغوطات الممارسة على الجبهة الأردنية لتلبية شروط صفقة القرن؛ أما الثاني: فيتعلق بأن هنالك رفضاً فلسطينياً أردنياً واتفاقاً صريحاً بأن الأردن وفلسطين في جبهة واحدة ضد كل ما يُخطط للبلدين الشقيقين.

وبينما يرزح الأردن تحت حالة اقتصادية صعبة، مع ارتفاع في معدلات البطالة، وتلويح بين الفينة والأخرى بوقف المساعدات والتمويل الدولي ابتزازاً للموقف السياسي المطلوب من الأردن في الوقت الحالي، والمتمثل في التخلي عن دعم القضية الفلسطينية ونصرتها، يُراهن الكثيرون على احتمالية انفجار الأوضاع داخل الأردن  لتلبي الأخيرةُ شروط "المقايضة السياسية المطروحة" والتي هدفها الأساسي قبول تمرير صفقة القرن على جثة الدولة الفلسطينية التي روج لها ترامب أمام "الأيباك" بأنها ستكون في سيناء، في حين أن كونفدرالية ستنشأ ما بين الأردن وما سيتيسر من شكل سياسي للفلسطينيين وبين الإدارة المدنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

التسريبات الأساسية للصحافة العالمية بشأن فحوى صفقة القرن "الغامضة"، توضح ملامح تلك المقايضة المتمثلة في قيام الأردن بتوطين نحو مليون لاجئ فلسطيني على دفعات، تكون أكبرها الدفعة الأولى بنحو 300 ألف بمن فيهم الفلسطينيون من قطاع غزة المتواجدين في المملكة، وذلك في مقابل تخليص الأردن تقريباً من دينه العام والبالغ 53 ملياراً، حيث أن الأردن سيحصل مقابل التوطين على 45 مليار دولار على شكل مشاريع ودفعات مالية تسهم في تقليص الدين العام للملكة إلى حده الأدنى. 

غير أن تلك المراهنة قد يصعب تحققها بما يتلاءم مع المتربصين بالأردن، ذلك أن المسآلة الجوهرية في "صفقة القرن" تعادل مسألة وجودية بالنسبة للهاشمين متمثلة في بعديها: الديموغرافي الأردني والوصائي المقدسي؛ عامودا استقرار النظام واستمرارية وجوده وتمتعه بشرعية مواجهة آل سعود الذين سلبوا من جد الملك الحالي وصايته على الحرم المكي الشريف.

وبين كل الضغوطات، تظل اللحظة الحالية لحظة مهمة في تاريخ المملكة الهاشمية، تشهد أوسع وأعرض إجماعٍ شعبي أردني على الملك ومعه نحو تحقيق طرحه في نصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مواجهة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، ودعما للاءاته الثلاث التي أطلقها إثر عودته من زيارته الأخيرة إلى واشنطن بأن "لا للتوطين" و "لا للوطن البديل" و "لا للمساس بالقدس"، مؤكداً على أن "المملكة هاشمية".

في الأردن يعملُ الأردنييون حالياً على تعزيز جبهتهم الداخلية، ورص صفوفهم عبر التفافهم على الملك، غير مختلفين عليه، متفقين أن الأردنيين قد يختلفون على كل شيء إلا الوطن وإلا تصفية القضية الفلسطينية.