الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل فشل الخيار الاستراتيجي والأساسي للسلطة الفلسطينية؟

2019-04-10 09:47:17 AM
هل فشل الخيار الاستراتيجي والأساسي للسلطة الفلسطينية؟
الرئيس محمود عباس

 

الحدث- محمد بدر

التقارب شديد بين بني غانتس وبنيامين نتنياهو، يؤكد على أن الجمهور الإسرائيلي بكل الأحوال اختار الذهاب لحالة اللاحل مع الفلسطينيين، وهذا من شأنه أن ينهي عمليا الخيارات السياسية الاستراتيجية للسلطة الفلسطينية ويدفعها للبحث عن خيارات أخرى غير تلك التقليدية، وهنا المقصود الرهان على تغيير التوجهات الإسرائيلية على المستوى الجماهيري والرهان على إرادة سياسية إسرائيلية للذهاب إلى حل مع الفلسطينيين مدفوعة من الحالة الجماهيرية أو العكس، وهذا ما عبّر عنه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة صائب عريقات، قائلا: يبدو أن الناخب الإسرائيلي قد صوت للمحافظة على الوضع القائم وعدم إنهاء الاحتلال وصوت للتفرقة العنصرية والأبرتهايد، وهناك فقط 14 مقعدا من 120 مقعدا يؤيدون حل الدولتين على حدود 67.

وبكل الأحوال، الانتخابات الإسرائيلية لن تفرز من يرحل عن فلسطين، وبكل الأحوال هي ستفرز من سيحاول كسب المزيد من الوقت والانجازات لصالح المشروع الصهيوني، وبالتالي فإن الفرق بين مشروع وآخر وبرنامج وآخر، هو الوقت وبعض الأدوات فقط، ونتنياهو وغانتس من أشد المؤمنين بنظرية الجدار الحديدي وبمبدأ "القوة تحقق الاستقرار"، لأن "السلام" من وجهة نظرهم غير ضروري، والاستقرار هو الهدف النهائي لكل المشاريع ذات الصلة بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية أو الأنظمة العربية.

الأحزاب العربية هي شاهد زور في هذه الانتخابات وهي جزء من أدوات التجميل لديمقراطية إسرائيل ولا يمكن أن تكون مؤثرة ضمن المعايير الموجودة والمعطيات الموجودة، والمشاريع الإسرائيلية تتجاوزها من القانون إلى الإجراء، من قانون القومية إلى هدم منزل في العراقيب. فإن اسطوانة ضرورة المشاركة للتأثير، هي اسطوانة تصطدم بالتجربة وبالتاريخ والواقع وبهذه الدولة الاستعمارية ذات الأهداف والطبيعة الاستعمارية.

وهذه الانتخابات قد تفرز شرخا آخر في ما يسمى بالمجتمع الإسرائيلي لأن تمثيل اليهود الروس أصبح في دائرة الخطر، وكذلك تمثيل اليهود الشرقيين، ولذلك فإن هذه الانتخابات قد تعيد تشكيل طبيعة العلاقات بصورة أكثر توترا بين هذه المكونات غير المنسجمة وغير المتفقة على هوية واحدة. ليبرمان ظل لسنوات ممثلا للروس وهذا التمثيل ازدادت الحاجة له منذ مطلع التسعينيات والزيادة الملحوظة في أعداد الروس في إسرائيل، وهذا التمثيل مهدد، ولكن أي حكومة إسرائيلية قادمة ستضع هذه الاعتبارات في مركز تفكيرها، وهو ما يفسر  الإشارات التي صدرت صباح اليوم من قادة في حزب الليكود، بأن ليبرمان جزء من تشكيلة الحكومة الجديدة.

ومن المهم التأكيد كذلك، على أن السياسة الإسرائيلية تتغير من خلال عوامل القوة التي تمتلكها إسرائيل ومن خلال عوامل القوة التي نمتلكها نحن الفلسطينيون، وعامل القوة الأبرز بيدنا هو المقاومة، وهو الضامن الوحيد لإخضاع السياسة الإسرائيلية، لأن البديل هو سياسة إسرائيلية ذات اتجاه واحد.. ولذلك، فإن الرهان الأساسي هو على المقاومة القادرة على تهديد إسرائيل بما تملك من أدوات تستطيع من خلالها إرباك الروتين الإسرائيلي والمصالح الإسرائيلية والأهداف الإسرائيلية.