السبت  07 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الكشف لأول مرة عن مكان دفن الشهيد عبد الحميد أبو سرور أقدم الشهداء المحتجزين

"الكابينت" قرر العودة لاحتجاز جثامين الشهداء عام 2015

2019-06-26 12:45:50 PM
الكشف لأول مرة عن مكان دفن الشهيد عبد الحميد أبو سرور أقدم الشهداء المحتجزين
ازهار ابو سرور والدة الشهيد عبد الحميد ابو سور (AFP)

 

الحدث- محمد غفري

في ظل تعنت المستوى السياسي في دولة الاحتلال، ورفضه تسليم جثامين الشهداء المحتجزين لديه من منفذي العمليات الفدائية، فإن أي تقدم قضائي أو الحصول على وثيقة جديدة تتعلق بتفاصيل احتجاز الجثامين يعتبر بمثابة انتصار يسجل لأهالي الشهداء.

بداية الشهر الجاري، حصلت عائلة الشهيد عبد الحميد أبو سرور بعد مماطلة الاحتلال، وبمساعدة من مؤسسة عدالة، على تقرير طبي من معهد الطبي العدلي "أبو كبير"، يكشف تفاصيل استشهاد نجلهم عام 2016.

ويشار إلى أن جثمان الشهيد عبد الحميد أبو سرور من مخيم عايدة في بيت لحم، أقدم جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال منذ قرار "الكابينت" الإسرائيلي العودة لاحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين بتاريخ 13 أكتوبر 2015.

وكان أبو سرور (19 عاماً) قد نفذ عملية فدائية داخل حافلة للمستوطنين رقم (12) في تل بيوت بالقدس المحتلة بتاريخ 18 نيسان 2016، وأسفرت عن إصابة 21 مستوطناً، ومنذ ذلك التاريخ يحتجز الاحتلال جثمانه.

أبو سرور مدفون في مقبرة "عامي عاد"

قبل عامين أقدمت سلطات الاحتلال على دفن عدة شهداء في مقابر الأرقام السرية وكان من بينهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور، إلا أن مصير الجثمان ظل مجهولاً بالنسبة للعائلة.

وفي السياق تكشف أزهار أبو سرور والدة الشهيد عبد الحميد، أنه تم دفن جثمان نجلها في مقبرة "عامي عاد" وهي من مقابر الأرقام السرية وتوجد في شمال الأراضي المحتلة عام 1948، مرجحة أن أن يكون الموقع غير معروف للجميع.

وقالت أبو سرور في حوار خاص مع "الحدث"، إن قرار دفن الجثمان الذي حصلت عليه العائلة في خضم صراعها القضائي مع الاحلتال، يحدد موقع المقبرة، والسطر الذي دفن فيه، ورقم القبر، وتفاصيل الدفن.

الحصول على وثائق هامة

وأكدت أبو سرور، أنها في الصراع القضائي في قضية احتجاز جثمان ابنها حصلت على وثيقتين بمثابة سابقة في قضية احتجاز جثامين الشهداء، الوثيقة الأولى وهي قرار دفنه في مقابر الأرقام بما فيها من تفاصيل، والوثيقة الثانية هي التقرير الطبي من معهد الطب العدلي في أبو كبير.

وحول التقرير الطبي الذي حصلت عليه العائلة مؤخراً، تقول أبو سرور إنه باللغة العبرية ويتألف من 40 صفحة، حيث يتحدث بالتفصيل من لحظة استشهاد عبد الحميد في الموقع، ومن ثم نقله إلى المستشفى، ومن ثم تسليم الأشلاء إلى معهد أبو كبير.

"التقرير يتحدث عن تفاصيل مؤلمة بالنسبة لي، ولكن يجب على الأهل الإطلاع عليها.. من التفاصيل المؤلمة نقل الأشلاء في أكياس، ومطابقتها بالجسد" بحسب ما قالت أبو سرور.

عبد الحميد أبو سرور

أهمية التقرير

وحول أهمية التقرير الطبي، قالت أبو سرور إن من حق الأهل معرفة حالة ابنهم الشهيد، وما الذي جرى معه، وتفاصيل استشهاده، لأن الأهل يعيشون في شك دائم طالما لم يستلموا جثمان الشهيد.

وأشارت: عندما تم استدعاء زوجي من قبل الاحتلال في اليوم الثاني لاستشهاد عبد الحميد إلى مستشفى "تشعار تسيدق"، شاهد الجثمان لكنه لم يتعرف عليه، ولم يتمكن من معاينته، ومعرفة ما جرى بالتفصيل، وبالتالي فإن التقرير الجديد كشف هذه التفاصل.

كذلك تشير إلى مطالبتهم المستمرة من الصليب الأحمر منذ اليوم الأول بإجراء فحص DNA لإثبات أن الجثمان يعود لابنهم ولكن دون جدوى، إلا ان التقرير الجديد يشير إلى إجراء تحليل DNA وتطابقه.

آخر مستجدات القضية

منذ نحو عام، تراوح قضية احتجاز جثمان الشهيد عبد الحميد أبو سرور مكانها، حيث جرت جلسة المحكمة الأخيرة بتاريخ 17 تموز 2018، يبتّ فيها سبعة قضاء، وحتى اليوم ينتظر أهل الشهيد إصدار قرار المحكمة.

وفي هذا الشأن تقول أبو سرور "من المفترض أن تصدر المحكمة بعد الجلسة الأخيرة قرارها، حيث كان هناك قرار سابق بعدم قانونية احتجاز الجثامين، وأنه لا يوجد تشريع إسرائيلي يشرع احتجازها، إلا أن النيابة وأهالي الجنود المحتجزين في غزة اعترضوا على قرار المحكمة وقدموا استئناف".

وترفض أزهار أبو سرور أن يتم إدراج تسليم جثمان نجلها الشهيد عبد الحميد في صفقة مع الجنود المحتجزين في غزة، لأن القضية بالنسبة لها عادلة وقانونية وحق لها أن تتسلم جثمان نجلها ودفنه، دون مقايضات وشروط. 

تجدر الإشارة أن عدد الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال منذ بداية الهبة الجماهرية (انتفاضة القدس) وصل إلى 43 شهيداً.