الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثمانية أسئلة يوجهها أسير في سجن النقب للشعب الفلسطيني

كتب "أبو إبراهيم" من سجن النقب لـ"الحدث":

2019-10-30 01:46:15 PM
ثمانية أسئلة يوجهها أسير في سجن النقب للشعب الفلسطيني
سجن النقب الصحراي

 

الحدث للأسرى

هذه المقالة كتبها أحد الأسرى من سجن النقب رافضا الكشف عن اسمه لما قد يعرضه ذلك من عقوبات من قبل إدارة السجون الإسرائيلية ليس أقلها عزله انفراديا.. إنهم (الإسرائيليون) لا يريدون لأسمائهم أن تعيش بيننا وأن تختفي ما وراء قواعد السيطرة والموت المستمر ولكنهم يصرون على البقاء رغم نفي الثقافة والسياسة.

كتب "أبو إبراهيم" من سجن النقب لـ"الحدث":

سمعت من شخص ممن يفترض أنهم في الحرية عتبا على الأسرى، فكان لزاما عليّ أن أكتب هذه الكلمات ليس من منطق الاستعطاف وإنما لفتح نقاش حقيقي مع المجتمع والشعب الذي انتمينا وقاتلنا من أجل حريته لأن كلماته تعكس ما يدور في خلد الكثير من الأسرى.

صحيح أن كل أسير كان بمثابة مناسبة حية للشهادة، ولكن وقد وقع في الأسر فإنه على الأقل استمر في الحياة التي جزء منها مشتبك ومتشابك مع يوم الاحتلال، فهل جربتم أن تسمعوا عن يومنا النازح تحت "لارحمة" السجانين وأدوات القمع الإسرائيلية أم أنكم افترضتم افتراضنا الأساسي حول أنفسنا أننا شهداء، فتكثفت صرخاتنا بين الجدران موتا وقلة حيلة.

إن الأسرى يا أيها اللائم بشر لحم ودم روح ومشاعر يحبون يتعبون يعتبون وأصبح من المهم تذكيرك وتذكير شعب بأكمله بذلك لأننا قتلنا فيكم ولم نعد إلا رموزا ملحمية لتاريخ يمضي في الصحراء. إالا أن الشيء الأكيد أننا لا نقدر على أكثر من عتاب نوجهه لكم.

سيدي اللائم.. أجبني على أسئلتي التي قد فقدتم إجاباتها بعدها خذ ما شئت من المواقف بحقنا:

هل لديكم إحصائيات عن الأسرى الذين فقدوا أحد الوالدين خلال الاعتقال؟

هل لديكم إحصائيات عن الأسرى الذين فقدوا زوجاتهم بالموت أو الفراق بعد الاعتقال؟

هل تعرفون شيئا عن عدد الأسرى المرضى ومقدار الألم الذي يعانون منه وهم يستجدون العلاج؟

هل تعلمون مدى الألم ونحن نرى أهلنا يشيخون من خلف سد زجاجي؟

هل تعلمون أن الأسرى يتمنون الشهادة حتى لا تبقى أخته وأمه وزوجه وبنته تحت رحمة الحواجز والتفتيش؟

هل تعلمون أنه لدينا اليوم أكبر عدد من الأسرى منذ عام 1967 ممن أمضوا فترات طويلة وأحكام عالية. وأن هناك غرف كاملة وأقسام معظم نزلائها أمضوا أكثر من 15 عاما؟

هل تعلمون أن الانقسام سيء التأثير والسمعة قد عكس نفسه على حياتنا داخل الأسر فزادها سوءا على سوء؟

هل تعلمون أنه حين نرى تفاعلكم وتضامنكم الممل والمستنسخ والخجول مع قضايانا نتساءل بألم هل هؤلاء أهلنا الذين ضحينا بكل أعمارنا وزهرة شبابنا من أجلهم؟

يا أيها اللائم.. وجه عتابك لمن ترك أبناءه بين أنياب السجان وترك الحديد يأكل أجسادهم ومن تعامل معهم كملف اجتماعي، وعلى قائد لم يبعث برسالة لأبنائه في السجون ويرفض اللقاء ببعضهم حتى لا يوصم بـ"الإرهاب".. إن كان لي من عتب جدي، فهو على التفاصيل التي ساقتنا لقدر اسمه "أسير" ولم تلحقنا بأقدار الشهداء. أعد لي بندقيتي وذخيرتي وجعبتي لأقاتل عنك وعني مرة أخرى ولا تقتلني مرتين.