الحدث - إسراء أبو عيشة
أصبح من المعروف أن تسوس أسنان الأطفال من الأمراض الشائعة والمنتشرة؛ حيث إنه قد يصيب 70% منهم، وهو مرض معد، وفي العادة تنتقل الجراثيم المسببة للتسوس من الأهل الذين هم بالأصل يعانون من وجود التهابات وجراثيم تنتقل للطفل مسببة له هذه المشاكل.
والكثير من الأشخاص يعتقدون بأن تسوس الأسنان اللبنية لا يستدعي القلق وغير مهم، لكن في الحقيقة، إن تسوس أسنان الطفل سيؤدي لضعف بنية هذا الطفل نتيجة عدم قدرته على المضغ الجيد للطعام.
وفي مقابلة الـ"حدث" مع دكتورة الأسنان رشا بدر، قالت، إن بروز الأسنان يبدأ في العادة من عمر ستة أشهر، وفي هذه الحالة تكون الأسنان اللبنية حجمها صغير مقارنة مع الأسنان الدائمة، ويعود السبب لأن طبقة المينا في الأسنان اللبنية طبقة رقيقة جدا، تسمح للتسوس بالانتشار بشكل سريع وكبير.
وأكدت، بأن تسوس الأسنان عند الأطفال من الأمور المقلقة؛ وذلك لأن الأسنان اللبنية تعتبر أفضل حافظ مسافة للأسنان. وبينت، أنه إذا تم فقدان الأسنان اللبنية بوقت مبكر سيؤثر بشكل كبير على بروز وشكل الأسنان الدائمة، لأنه سيحدث خللا في المسافة بين الأسنان، ومن الممكن أن يسبب مشاكل نفسية لدى الطفل، وأيضا عندما يفقد الطفل أسنانه من المحتمل أن يبقى دون أسنان لمدة أربع سنوات حتى بروز الأسنان الدائمة، وهذا سيؤدي إلى صعوبة مضغ الطعام مما سيسبب له ضعفا في بنيته.
وبحسب د. بدر، فأن تسوس الأسنان يعود إلى تناول الأم وهي حامل لبعض الأدوية التي تدخل في تكوين الأسنان والتي تؤدي لحدوث مشاكل في سطح الأسنان. والعامل الثاني هو وجود مشاكل وراثية أو مشاكل خلقية، والتي تظهر عند الطفل فور بروزها، بالإضافة لوجود جراثيم تقوم بإضعاف السن مكونة حفر وتسوس. إضافة إلى الرضاعة الصناعية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان لدى الطفل من خلال تجمع الحليب في فمه لمدة طويلة من الوقت، والذي عادة ما يعرف (نخر الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة).
وكذلك يصبح الطفل معرضا للتسوس بشكل أكبر عندما يبدأ بتناول الطعام بشكل طبيعي والسكاكر، دون اتباع الوقاية الصحيحة للتخلص من بقايا الطعام.
وأكدت أن قابلية تسوس الأسنان تكون مرتفعة عندما يعاني الطفل من نقص في الحديد والفيتامينات والكالسيوم، وعدم الاهتمام بنظافة الأسنان، وكذلك الضعف العام للجسم.
وأفادت بأنه يجب على الأم العناية بأسنان طفلها منذ بزوغها وذلك من خلال استخدام قطعة شاش رطبة أو قطنة لفرك أسنان الطفل لإزالة الحليب المتبقي في الفم والأسنان، والبدء في استخدام معجون الأسنان "بكمية صغيرة" والفرشاة من عمر سنتين.
وأكدت على أهمية الحفاظ والإهتمام بصحة الأسنان اللبنية، لأنه أي إصابة بالتسوس في جذور الأسنان سيسبب بيئة غير صحيحة لظهور الأسنان الدائمة.
وكذلك التقليل من تناول المكسرات والحلويات والسكاكر والأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات، لأنه في حال أن الطفل أصبح يشكو من أوجاع في أسنانه، هنا يأتي دور الطبيب في التدخل حسب نوع الحالة فهناك من نقوم بتغطية الأسطح بمادة "السيلانت" إذا كانت الحالة في البداية وطبيعة التسوس خفيفة، فهذه المادة تقوم بتقليل نسبة التسوس لدى الطفل، وفي بعض الأطفال يكونوا بحاجة عمل حشوة، وهناك بعض الحالات يكون التسوس لديهم عميق حيث أنه تجاوز طبقة المينا فهنا ممكن استخدام علاج عصب جزئي لهم.. ومن خلال هذه الطرق نكون قد حافظنا على أسنان أطفالنا.