الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تستطيع الصين إغراق أسطول حاملات الطائرات الأمريكية؟

2019-11-05 12:45:47 PM
هل تستطيع الصين إغراق أسطول حاملات الطائرات الأمريكية؟
البحرية الأمريكية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة ناشيونال إنترست مقالاً للكاتب لايل جى جولدشتاين وهو أستاذ مشارك في معهد الدراسات البحرية الصينية في كلية الحرب البحرية الأمريكية، تحدث فيه عن أن بكين تحاول معرفة كيفية إغراق حاملات الطائرات الأمريكية، خاصة بوجود معلومات بأن فرنسا "قد" تعرف كيفية إيقافها.

يرى جولدشتاين أنه يمكن أن تشكل الغواصات النووية تهديدًا حقيقيًا لأسطول المحيط الهادئ الأمريكي.

في وقت مبكر من عام 2015، ظهر تقرير مثير ومقلق لفترة وجيزة ومن ثم اختفى دون أن يترك أثراً، وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد نشرت هذا التقرير، والذي يتحدث عن العمليات الناجحة للغواصة النووية الفرنسية من طراز "Safir" التي شاركت في مناورة ضد حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت ومجموعتها البحرية. ويشير المحتوى المروع للتقرير إلى أن الغواصة الفرنسية قد نجحت في إغراق نصف المجموعة القتالية خلال التمرين وهو ما جعل الفرنسيين يسارعون إلى سحب هذا التقرير عن شبكات الإنترنت.

ويوضح جولدشتاين أنه قد يظهر رفاق السلاح براعتهم التكتيكية والتشغيلية في المناورات البحرية، ولكن لا ينبغي الشماتة في ذلك، وخصوصاً في العلن.

 ويوضح الكاتب بأن أسطول حاملة الطائرات التابع للبحرية الأمريكية يمكن أن يكون معرضا لخطر كبير من قبل غواصة نووية واحدة؛ وهو ما لم يتم ذكره من قبل العديد من محللي الدفاع اليقظين، ومع ذلك فإن وسائل الإعلام الدفاعية الصينية لا تفوت مثل هذه الحادثة، وخاصة فيما يتعلق بقدرات أسطول حاملة الطائرات الأمريكية.

 في الواقع قام عدد خاص من مجلة "علوم وتكنولوجيا صناعة الذخائر" بعدد "2015، 8" بتغطية هذا الحدث عام 2015، وتضمن مقابلة مع أستاذ في أكاديمية الغواصات الصينية تشي غوكانغ، وحمل عنوان غلاف المجلة في حينها: "غواصة نووية واحدة تغرق نصف أسطول حاملة الطائرات".

 يوضح البروفيسور "تشي" بأنه يفهم أنه "بالكاد يمكن مقارنة التمرين بالقتال الحقيقي"، وعلاوة على ذلك قام تشي بتقييم فاعلية البحرية الأمريكية أمام الغواصات، وأكد على أنها تتمتع بنظام عالي الكفاءة ومنسق، يتألف من "طبقات" أنظمة دفاعية متعددة لحماية حاملة الطائرات. ومع ذلك يوضح البروفيسور من خلال المقابلة إلى التقرير أن الفرنسي: "لديه درجة عالية من المصداقية بشكل معقول"، وسوف تدرس مقالة المجلة الصينية هذه الحالة كمحاولة لاكتساب نظرة ثاقبة لوجهات النظر الصينية الناشئة عن فائدة الغواصات النووية في الحرب البحرية الحديثة.

ويورد الكاتب بأن بداية المقابلة أكد البروفيسور "تشي" أن الغواصات هي "عدو" حاملات الطائرات، ويوضح أنه خلال الحرب العالمية الثانية، تم غرق ما لا يقل عن سبع عشرة حاملة طائرات بواسطة الغواصات. وأشار إلى براعة البحرية الأمريكية، التي أغرقت وحدها ثمانية من حاملات طائرات السبعة عشر بواسطة غواصاتها.

ويوضح جولدشتاين بأن هذه الحرب لم تكن من إبان الحرب العالمية الثانية، بل هي حرب فوكلاند، التي يعتبرها صراعاً قصيراً، ولكن كان له تأثير كبير على التنمية البحرية الصينية، مما أدى إلى تركيز بكين الفريد والدؤوب على تطوير صواريخ كروز المضادة للسفن.

ويوضح "تشي" بأن الدراسة الدقيقة لهذا الصراع مهمة للغاية، مثل تحديد وتفسير سبب فشل الطوربيدات الارجنتينية (الظروف الهيدرولوجية المعقدة والصعبة). كما ويوكد على حقيقة أن الغواصة النووية البريطانية "HMS Conqueror" كانت قادرة على تتبع فريستها " GeneralBelgrano"، و في هذا الصراع على مدار خمسين ساعة تم اكتشاف براعة الغواصات النووية الحديثة. ويقر "تشي" بأنه لا يمكن مقارنة البحرية الأرجنتينية بالبحرية الأمريكية.

وقد طرح تساؤل خلال المقابلة مع الأكاديمي الصيني "تشي" كيف استطاعت البحرية الفرنسية اختراق حاجز الحماية الهائل المحيط بحاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت والادعاء بإغراق المدمرات الكبيرة وبعض السفن الحربية المرافقة؟ يقدم البروفيسور "تشي" العديد من الفرضيات فيما يتعلق بهذه المسألة، لكنه يركز بشكل خاص على المساحة الصغيرة للغواصة الفرنسية، ويوضح بأن الغواصة من طراز "Rubis" هي أصغر غواصة نووية في العالم (2,670 طنا) مما قد يزيد من صعوبة الكشف عنها.

وفقًا لتحليل الخبير الصيني، فإن الغواصات من طراز لوس أنجلوس الأمريكية التي تحمي حاملة الطائرات لديها حوالي ثلاثة أضعاف الإزاحة - مما يجعلها في وضع غير جيد، خاصةً في الظروف التي يكون فيها كلا الطاقمين بمستوى مماثل من الكفاءة التدريبية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يُعجب فيها خبراء الغواصات الصينيون بالغواصات النووية الفرنسية ذات الازاحة البسيطة، والتي يبدو أنهم يعتقدون أنها يمكن أن تكون مناسبة بشكل خاص للمياه الضحلة في غرب المحيط الهادئ. ويضيف التحليل الصيني أنه علاوة على ذلك يبدو أن سرعة الغواصة الفرنسية البطيئة نسبية والتي تصل أقصى سرعة لها نحو "25 عقدة" لا تشكل قصور كبيرة.

ويوضح البروفيسور تشي بالضعف النسبي لغواصات الديزل، ويشرح أن سلاح الجوي شديد الأهمية يعتمد إلى حد كبير على الكشف الراداري للغواصات على سطح المحيطات أو في منطقة قريبة من السطح، ويخلص إلى أن البحث الجوي عن الغواصات مثل "صيد إبرة في محيط شاسع".

ومن النقاط الأخرى الواردة في التحليل الصيني، أنه كلما كان الاسطول القتالي أكبر، كلما كان من الأسهل تتبع هذا الهدف الأكثر وضوحًا على مسافات طويلة. يلاحظ البروفيسور تشي أيضًا أن استخدام أسلحة "ASW" يمكن أن يساعد عن غير قصد في هروب الغواصة بعد الهجوم، لأن الأسلحة قد تعقد البيئة الصوتية بشكل كبير، مما يعيق عمليات البحث عن الغواصة المهاجمة.

قد يكون هناك تفسير آخر محتمل للهجوم الماهر (المحاكي) للغواصة الفرنسية "Safir"، قد يكون القائد الفرنسي قادراً على استخدام الظروف الهيدرولوجية-الصوتية المعقدة التي تحدث بشكل طبيعي. ويصف البروفيسور "تشي" قائمة طويلة من هذه الحالات ، بما في ذلك الظواهر المعروفة مثل "مناطق التقارب"، "تدرجات سرعة الصوت" فضلاً عن "الدوامة الباردة" و"تأثير ما بعد الظهيرة"، كما ويذكر الخبير الصيني أن الطقس ممكن أن مكسباً كبيراً في عمليات مطاردة الغواصة، لأنه يمكن أن يعيق بشكل كبير العمليات السطحية وخاصة عمليات المراقبة الخاصة بالقوات الجوية دون أن تشكل تأثيراً كبيراً على العمليات البحرية.

وفي نهاية المقابلة، سُئل البروفيسور "تشي" عما إذا كانت الغواصة النووية السوفياتية المرتكزة نموذجاً للتنمية البحرية أم نموذج أسطول حاملة الطائرات الأمريكية متفاوقاً بطبيعته؟ وقد رفض الخبير السؤال باعتباره مفرط التبسيطة، ويقول أن الأدميرال السوفيتي (سيرغي جورشكوف) أراد "أسطولاً متوازناً، لكن جهود موسكو في المجال البحري لم تصل في النهاية إلى هذا الطموح، في الوقت نفسه يزعم "تشي" بأن القوات البحرية الأمريكية نجحت في هذا المسعى بأن يكون لواشنطن أسطول بحري "قوة قتالية وقدرات لا نظير لها" في جميع مجالات الحرب البحرية.

يوضح الأكاديمي جولدشتاين بأنه من المحتمل أن يكون للخبراء الصينيين هذا التقدير الإيجابي لبراعة البحرية الأمريكية من منظور قوة الردع، لكن المقالة توضح أيضاً كيف يدقق المحللون المحللون العسكريون الصينيون بجد في البحث عن نقاط ضعف في سلاح البحرية الأمريكية، لأنهم يسعون إلى تطوير قدراتهم البحرية الخاصة.