الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"وطن ع وتر" انتقادات كثيرة ومواسم مستمرة

2020-05-16 02:35:54 PM
عماد فراجين

الحدث ـ فرح البرغوثي

تتنافس القنوات التلفزيونية في إنتاج مسلسلاتٍ وبرامج ترفيهية ليتم عرضها في الشهر الفضيل، ومن بين هذه البرامج تلك الكوميدية الساخرة التي تسلط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، مثل "وطن ع وتر" والذي بدأ إنتاجه عام 2009، وكان يُعرض على التلفزيون الرسمي قبل أن يوقفه النائب العام الفلسطيني، وواصل الفريق تقديم المسرحيات وعروض "ستاند أب" في الشوارع العامة والساحات في فلسطين وخارجها كالأردن وأبوظبي والكويت، ومؤخراً منذ ثلاث سنوات انطلق البرنامج مرة أخرى بمواسمه الجديدة على قناة رؤيا الأردنية.

استمرارٌ على أمل إيجاد فكرة جديدة

وفي مواسمه الأخيرة أخذ أبطاله "عماد فراجين، محمد الطيطي، معتصم فحماوي" يسلطون الضوء على المشاكل الاجتماعية المثيرة للجدل في الوطن العربي والمحلي في الأردن وفلسطين على حد سواء بطريقةٍ انتقادية هزلية وجريئة، فتعرض لانتقاداتٍ عدة من المتابعين سواءً بـتعليقات إلكترونية على صفحاتهم الشخصية، أو بين المتابعين على أرض الواقع؛ وذلك بسبب تكراره لقضايا تناولها سابقاً وخروجه عن هدفه.

فيقول المواطن يزيد البرغوثي (22 عاماً) والذي يتابع البرنامج منذ مواسمه الأولى "في المواسم القديمة كان البرنامج ذو هدفٍ يقدم حلقات تمثل الواقع الفلسطيني وتنتقد الحياة السياسية والاجتماعية لذلك حصل على حب المتابعين، لكنه اليوم أصبح يقدم قضايا ومواضيع ليس لها أي هدف تسعى للربح المادي فقط، وربما السبب الذي جعلني استمر في متابعة هذا الموسم على الأمل بإيجاد فكرةٍ جديدة وحلقة جيدة".

خجلٌ وامتناعٌ عن المشاهدة 

أما المواطنة جنى حسان (22 عاماً) والتي تتابعه أيضاً من بداية ظهوره قررت هي  وعائلتها  الامتناع عن متابعة هذا الموسم وحول أسباب ذلك تقول " أصبحت أخجل من مشاهدة هذا البرنامج مع عائلتي وأمام إخوتي الصغار وامتنعنا عن مشاهدته؛ ففي مواسمه الأخيرة لا يوجد أي محتوى سوى الإيحاءات والشتائم والكلام السيء وتكرار المحتوى بطريقة جداً مملة دون أي رسالة أو أي هدف، أما السبب الآخر فهو يعتمد بشكل كبير على التقليل من شأن المرأة  وعرضها على أنها مجرد جسد بلا روح، والتحرش بها وضربها، وإظهار أنها عندما تضع المكياج تكون جميلة أما عندما لا تضعه فيظهرها بصورة رجل!".

وتابعت حسان "هذا البرنامج يقارن بين صورة العائلة الأجنبية والعربية بطريقة غير لائقة ولا تعكس الواقع، فهو يظهر أن العائلة الأجنبية عائلة مرموقة وراقية والعربية عكس ذلك فمثلاً يعكس أن الأب ينتظر خروج زوجته وأولاده لمشاهدات الأفلام الإباحية، وأن الأم تتكلم هي وأولادها كلاما غير مناسب".

نصار: من متنفس إلى  شكلٍ من الضغوطات

إن الهدف الأساسي من الكوميديا هو تنفس المتابعين في هذا الواقع المليء بالضغوطات، ويقول المخرج الفلسطيني مراد نصار "الكوميديا جزء لا يتجزأ من أشكال الدراما التي يقبل عليها الناس ويعتبرونها متنفسا لهم، لكن أن تصبح الكوميديا شكلا آخر من الضغوطات هذا ما لم نتوقعه من سلسلة وطن على وتر، بالتالي لا فائدة مرجوة من هذه الكوميديا الهابطة التي يقدمها هذا البرنامج، وأعتقد بوجوب توقف عماد فراجين عن تقديم هكذا برامج لأنها تسيء للذوق العام وهي تكرار لحلقات سابقة بمواسم سابقة ومحاولة تقديم نكت متداولة بالشارع على شكل دراما  بطريقة سطحية وغير مضحكة".

وأضاف نصار "أعتقد أن المشاهد الفلسطيني والعربي بشكل عام أصبح ذكياً ويستطيع أن يفرق بين ما هو سيئ وما هو جيد، لكن أعتقد أن هذا البرنامج يعود على الدراما الفلسطينية بشكل سلبي لأننا شئنا أم أبينا فعماد واحد منا وبرنامجه معروف أنه فلسطيني ومن هنا انطلق، والسبب لما وصل عليه هو الفردية في كتابة النص وعدم الاستعانة بكتاب متخصصين بالكوميديا حيث إنه يكتب ويمثل وهذا كله يعود للاستسهال وزيادة الربح؛ فهو في ظاهره يعتمد على الربحية والتهريج وحركات الجسم المبتذلة لا على الموقف في بناء الفكرة الكوميدية الساخرة".

فراجين: الجمهور هو من تغير

وحول الألفاظ والإيحاءات التي يستخدمها الممثل عماد فراجين في برنامجه كان قد وعد سابقاً بتخفيفها في هذا العام وذلك خلال مقابلة مع برنامج "هذا أنا" على قناة الإمارات، فيقول  "الساخر هو الشارع لذلك يجب أن نتحدث بلغة الشارع، ونحن لا نستخدم سوى 3 كلمات للشتيمة، أما إيحاءات فلا يوجد سوى في حلقة واحدة وأنا في حلقاتي أتكلم عن ما يحدث في كل منزل عربي، لكن بالطبع لا أريد أن تؤثر حلقاتي على أجيال الشباب وبدأت أأخذ بعض الملاحظات بعين الاعتبار والموسم القادم "أي في 2020" سيكون أخف".

وتابع فراجين "بخصوص ردي على من يقولون أن وطن على وتر في مواسمه الأخيرة اختلف عن السابق فعلى العكس مواضيعي هي نفسها، الجمهور هو من تغير وأصبح أكبر وعربي؛ بالتالي أنا لا أستطيع أن أظل أنتقد السلطة الفلسطينية، وحساسية المواضيع العربية اختلفت والناس تعبت وأصبحت بحاجة لمن يعطيها الفرحة ويضحكها، وفي حال انتهى جمهور البرنامج فإننا سنتوقف عن العرض لكن أنا أرى العكس هذا الجمهور يتابع للمنافسة والانتقاد".

الحرب الشرسة مقياسٌ للنجاح

وأضاف فراجين قائلاً "طالما يوجد انتقاد أنا أكون مرتاح، وفي حال لم يكن انتقادا أنا أعلم أن الموسم فاشل فالحرب الشرسة مقياس للنجاح، وخلال الــ 30 حلقة من المستحيل أن يكن كلهن في نفس المستوى العالي وهذا شيء طبيعي بكل المسلسلات، أما حول أنني أنا من أكتب السيناريو فهذه ليست أنانية وإنما لعدم وجود كتاب ساخرين في العالم العربي فالكوميديا العامة مختلفة عن الساخرة، في الموسم الأخير بدأت بأخذ أفكار من الشباب لكن ما زلت أنا من يصيغ السيناريو فالموضوع ليس سهلا ويحتاج لجهد".