الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت صحيفة "nikkei" وهي أكبر صحيفة مالية بالعالم تقريراً تشير فيه إلى أن الولايات المتحدة أصبحت منفتحة لإتمام اتفاق نووي مع روسيا قبل انضمام الصين لهذا الاتفاق.
وقد كشف مارشال بيلينجسلي كبير مفاوضي واشنطن للحد من التسليح، إن الولايات المتحدة قد تمضي قدماً للتوصل إلى اتفاق نووي مع روسيا أولاً في محاولة لممارسة الضغط على بكين للتوقيع على المعاهدة.
وقال بيلينجسلي المبعوث الرئاسي الخاص للحد من التسلح، خلال حديثه مع الصحيفة قبل أيام من سفره إلى فيينا للقاء نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف يومي الاثنين والثلاثاء لإجراء مناقشات لإبرام اتفاق. أن واشنطن حريصة للتوصل إلى اتفاق ثلاثي مع موسكو وبكين، لكنها الآن منفتحة على اتفاق ثنائي مع روسيا أولاً.
وأضاف بيلينجسلي: "أعتقد أن هذا أسلوب حكيم للغاية، خاصة أننا قد نكون قادرين على الموافقة على شيء مع روسيا يكون الإطار الذي نريد أن تنضم إليه الصين.
وسيركز اجتماع فيينا، الذي دعت واشنطن الصين أيضا إلى المشاركة فيه، الذي سيكون خلفاً لمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة. وقد تم التوقيع على هذه المعاهدة، المعروفة أيضا باسم ستارت الجديدة، في عام 2010. وبالإضافة إلى الرؤوس الحربية النووية، تحد المعاهدة من نشر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات البرية والقاذفات الاستراتيجية والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات.
تضيف الصحيفة بأن إدارة ترامب سعت إلى إبرام معاهدة جديدة مع ثلاثة شروط: أن تشمل الصين، وتضيف قيوداً على جميع أنواع الأسلحة النووية، وأن تضمن تحقيها.
ووفقاً للصحيفة فقد أصرت الولايات المتحدة بشكل خاص على مشاركة بكين، ولكن الصين ترفض ذلك حتى الآن.
وقال فو كونغ رئيس قسم مراقبة التسلح بوزارة الخارجية الصينية الشهر الماضي: "أستطيع أن أؤكد لكم إنه إذا قالت الولايات المتحدة أنها مستعدة لخفض ترسانتها للمستوى الصيني، فإن الصين ستكون سعيدة بالمشاركة في اليوم التالي". مضيفاً "لكن في الواقع، نحن نعلم أن هذا لن يحدث".
وقال بيلينجسلي، أنه من الممكن إجراء مفاوضات ثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، طالما أن مبادئ هذه المفاوضات تؤدي إلى إطار ثلاثي في النهاية.
وأضاف "هناك إمكانية لتمديد معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا. وقد أشار الرئيس إلى أنه مستعد للنظر في ذلك شريطة أن نحرز تقدماً في هذه المجالات الثلاثة الاخرى".
وفي أواخر الشهر الماضي، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ركزت معظم المحادثة بين الرئيسين على نزع السلاح النووي.
وبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تضغط الولايات المتحدة على الصين للدخول في محادثات بشأن الأسلحة النووية من خلال الاستفادة من اتفاق مع روسيا.
وقال بيلينجسلي الذي يعلق بعض الآمال في ان تقرر بكين المشاركة بالمعاهدة: ان الصواريخ الصينية قادرة على حمل رؤوس نووية وبالتالي يجب أن يكون ذلك مصدر قلق لنا وللروس.
يتابع بيلينجسلي: نحن متفائلون بأنه ربما هناك إمكانية للدخول بمفاوضات مع الصين، ونحن كما نفعل مع روسيا، نتوقع أن تكون هذه المحادثات ثنائية على الأرجح. مضيفاً: في هذه المرحلة الأمر متروك للصينيين إذا أرادوا الحضور إلى طاولة المفاوضات.
ومع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تنتظر التوصل إلى اتفاق مع أي من البلدين.
يوضح بيلينجسلي: "إن كل ما نتفق عليه مع الروس يجب أن يتم تنظيمه بطريقة يمكن أن تشمل الصينيين في المستقبل".
ووفقاً للصحيفة: وحتى لو شجعت روسيا الصين على الانضمام، فليس هناك ما يضمن انضمام الصين.
تختتم الصحيفة تقريرها بالقول: داخل الإدارة الأمريكية، هناك بعض الصقور مثل وزير الخارجية مايك بومبيو الذين قد يصعدون دعوتهم لمشاركة الصين الفورية. وحتى في المفاوضات الثنائية بين واشنطن وموسكو هناك خلافات كبيرة حول الدفاع الصاروخي والأسلحة الجديدة.