الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في ذكرى المبادرة السعودية للسلام.. ما هي أبرز المنعطفات في العلاقات الخليجية الفلسطينية؟

2021-03-28 10:39:30 AM
في ذكرى المبادرة السعودية للسلام.. ما هي أبرز المنعطفات في العلاقات الخليجية الفلسطينية؟
الملك سلمان- رويترز

الحدث- سوار عبد ربه

يصادق اليوم الأحد الموافق 28 آذار 2021 الذكرى التاسعة عشر على تبني المبادرة السعودية للسلام، كمبادرة عربية للسلام في ختام القمة العربية الرابعة عشرة المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت.

ونصت المبادرة على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان. بالإضافة إلى التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

وجاء في نص المبادرة أيضا القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:  أ - اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

ولا شك أن العلاقات الفلسطينية الخليجية شهدت منعطفات وتحولات كثيرة، باختلاف حكامها وطبيعة الظروف في المنطقة، فأحيانا كانت تحظى القضية الفلسطينية بمواقف خليجية داعمة، وأحيانا أخرى بمواقف معاكسة.

وكان لسايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 الأثر الأكبر في مسار القضية الفلسطينية، التي كانت للأمير عبد العزيز بن سعود يد في تطبيقهما، نتيجة إطلاق بريطانيا العنان لحملته لمتابعة زحفه والسيطرة على الجزيرة العربية.

في المقابل، في عهد الملك سعود، عارض الملك أي ذكر لوطن يهودي على الأراضي الفلسطينية واقترح بمنح أراض لليهود في البلدان الأوروبية التي اضطهدتهم، وتلقى الملك حينها تعهدا من الرئيس الأمريكي فرانكلين بأن أمريكا لن تتخذ أي قرار يتعلق بفلسطين دون مشاورة العرب، ولكن بعد وفاته بدأت مرحلة جديدة من السياسة الأمريكية تجاه فلسطين وأيد الرئيس الأمريكي ترومان إقامة دولة للاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

وفي العدوان الثلاثي على مصر انضمت السعودية إلى باقي الدول العربية ودعمتهم بـ 10 ملايين دولار، ووصلت حينها العلاقات السعودية الأمريكية لأدنى مستوياتها.

وفي عام 1961، رفضت المملكة تجديد اتفاقية الظهران الجوية مع أمريكا، وبعث الملك سعود رسالة للرئيس الأمريكي كينيدي موضحا أن السبب هو الموقف الأمريكي من النزاع العربي- الإسرائيلي الموالي للاحتلال.

وفي عام 1973، قطعت الدول الخليجية النفط عن أمريكا والدول الأوروبية الداعمة للاحتلال، بغية الضغط عليها للتدخل والتأثير في أمريكا كي تصدر بيانا يطالب الاحتلال بالانسحاب لحدود 1967.

أما العلامة الفارقة في العلاقات الخليجية مع فلسطين كانت عندما دخل صدام حسين إلى الكويت، ورفض منظمة التحرير التصويت على قرار الانسحاب الفوري للعراق من الكويت، بالرغم من معارضة الجالية الفلسطينية في الكويت والتي قدر عددها ب 400 ألف فلسطيني يشكلون قوة مزدهرة، خطوة العراق.

وشهدت الألفية الجديدة تطورات جمة في العلاقات الخليجية مع فلسطين، حيث أعلنت السعودية عن مبادرة سلام عام 2002 وأعيد تأكيدها في العام 2007 وجعلت هذه المبادرة الاعتراف العربي بـ"إسرائيل" مشروطا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

وشهد العام 2020 توقيعا لاتفاقي تطبيع لدولتين خليجيتين مع الاحتلال بعد علاقات سرية طويلة جمعت البلدين بالاحتلال.

وتعتبر دولة قطر الحالة الأكثر خصوصية في دول الخليج لأنها تقيم علاقات مع الإسرائيليين منذ سنوات، وفي  المقابل تحتضن المقاومة الفلسطينية وتستضيف بعض قادتها، ونجحت في الآونة الأخيرة في الوساطة بين فصائل المقاومة في غزة و"إسرائيل".

وفيما يتعلق بموقف السعودية توقع مقال، للكاتب في صحيفة «نيويورك تايمز»، روجر كوهين أن نشهد تطبيعا قريبا بين السعودية و"إسرائيل"، في إطار سعي المملكة الحثيث لدعم الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، في الانتخابات المقبلة، وخوفًا من فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بالانتخابات.

والعلاقات السعودية الإسرائيلية تعتبر لينة بالعموم، حيث تقوم السعودية بمبادرات كالتسامح الديني، وإصدار تصريحات غير مسبوقة حول التوعية بالهولوكوست، وإرسال مسؤولين حكوميين لزيارة معسكر أوشفيتز.

مؤخرا، صرح صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر أن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" يلوح في الأفق، حيث وضعت المملكة إصبع قدم في الماء من خلال منح حقوق التحليق فوق أراضيها لـ "إسرائيل"، ومؤخرا، السماح لفريق سباق إسرائيلي بالمشاركة في رالي داكار.

وتابع كوشنر بالقول: "بدأ الشعب السعودي يرى أن "إسرائيل" ليست عدوا، والعلاقات معها تصب في المصلحة الوطنية السعودية ويمكن تحقيقها إذا قادت إدارة بايدن الجهود".

أما سلطنة عمان فتشير التقارير إلى أنها هي الأخرى في الطريق إلى التطبيع، بعد سلسلة من اللقاءات والزيارات المتبادلة، كان آخرها زيارة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمسقط العام الماضي.

ورأى كوشنر في التصريحات ذاتها أن "العالم العربي لم يعد يقاطع الدولة اليهودية بل يراهن على أنها ستزدهر". مشيرا إلى أن عددا من الدول على وشك الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع، بما في ذلك عُمان وقطر وموريتانيا.

 ولا تزال الكويت، البلد الخليجي الوحيد الرافض للتطبيع حكومة وشعبا.