الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أسرى جلبوع يزفون الأسير محمد أبو حميد خلال لقائه الأول بزوجته

2021-08-19 10:11:26 AM
أسرى جلبوع يزفون الأسير محمد أبو حميد خلال لقائه الأول بزوجته
وردة عدنان ووالدة الأسير محمد أبو حميد خلال عقد قرانها

الحدث - سجود عاصي

بعد نحو ثلاثة أشهر من عقد قرانهما، التقت وردة عدنان بزوجها الأسير محمد أبو حميد لأول مرة منذ ارتباطهما قبل سنوات، في غرفة يفصل بينهما فيها زجاج وسجان.

تقول وردة: انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر والشوق، وما إن وصلني خبر الموافقة على تصريح زيارة له، بدأت أتجهز للقاء المنتظر بمشاعر لا يمكن وصفها خوفا من انتقاص قيمتها، وعندما أخبرته بأنني سأزوره علا صوته سجن جلبوع فرحا.

وتضيف: بدأت أتجهز ليوم الزيارة والأسئلة تغرقني، هل سيعرفني، وكيف سيكون لقاءنا الأول. مردفة: انتظرنا هذا اليوم كالأطفال الذين ينتظرون يوم العيد.

ويوم أمس الأربعاء، التقت وردة بزوجها الأسير أبو حميد، الذي يقبع في سجن جلبوع، وعن اللقاء الأول بينهما تقول: في كل محطة مررت بها قبل وصول السجن كان قلبي يخفق، وعندما وصلت سجن جلبوع لم أر سوى حجارة إسمنتية وجدران ضخمة، ولكن هنا سألتقي بزوجي الذي أمضى 20 عاما من عمره بين قضبان السجون.

وتوضح: عندما دخلت قاعة الزيارة، فتح السجانون الأبواب ودخل الأسرى وبدأت بالبكاء لا إراديا، وقدماي لم تحملانني، ووجدت محمد ينتظرني في الجهة المقابلة من خلف الزجاج، وأصوات الأسرى تعلوا ويزفونه من وراء الزجاج وأمهات الأسرى بالزغاريد من الجهة المقابلة.

45 دقيقة، مدة الزيارة التي يتيحها للاحتلال لذوي الأسرى، تمضي وكأنها ثوانٍ قليلة، ليقطع السجان الاتصال بينهم، تقول وردة: لم أستطع التحرك من مكاني لحظة انتهاء الزيارة وهو كذلك، لم يبق سوانا، إلا أن بدأ صراخ السجانين يعلو علينا فسحبه الأسرى للداخل وأخرجني السجانون من الغرفة.

وتستذكر: تعانقت ابتساماتنا في اللقاء.. يا ليتنا كنا قادرين على كسر الزجاج الفاصل بيننا.

"كل ما أريده هو لقاء يجمعنا خارج أسوار السجن، وأدعو الله أن يجمعنا بالمودة والحب، وسنرسم لمستقبلنا وسنكون معا في كل الأوقات حتى لو كان في السجن" تضيف وردة عدنان.

وقالت وردة لـ"صحيفة الحدث"، إن "صدفة جميلة" جمعتها بالأسير محمد أبو حميد المحكوم بالسجن المؤبد، انتهت بارتباطهما رسميا وعقد قرانهما في مايو 2021، كتحد جديد "بأن نسرق فرحنا من داخل زنازين الاحتلال".

وتضيف: فكرة ارتباطي بالأسير أبو حميد، كانت تحمل تخوفات من عائلتي، خاصة وأنه محكوم بالمؤبد، ولكنهم قدموا دعما كبيرا لي ورحبوا بقراري.

وحول المعيقات التي واجهتها في فكرة ارتباطها أجابت: ثقة محمد ووقوفه بجانبي جعلتني أتحدى كل المعيقات وأن لا أفكر بأي من الصعوبات، "أنا وجدت حياتي معاه وسأكملها معه وسأنتظره بدل العمر عمرين وأكثر".

وحول طول مدة اعتقاله قالت: ما في السجن جسدك ليس ما في السجن روحك.. نحن تربينا في بيئة مناضلة وكل بيت فلسطيني لا يخلو من شهيد أو أسير أو جريح، والأسرى جميعا قدموا تضحيات من أجل أن نعيش بكرامة، وهب نفسه لهذا الوطن، وأنا وهبت نفسي له.