الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فيلم "يوميات ميانمار" الفائز في برلين...رواية المقموعين

2022-02-22 09:07:34 AM
فيلم
مشهد من الوثائقي

الحدث الثقافي

فاز الفيلم الوثائقي "يوميات ميانمار" بجائزة أفضل وثائقي هذا العام في مهرجان برلين السينمائي (10 - 20 شباط). ويوثق الفيلم مرحلة مهمة في تاريخ ميانمار الواقعة في جنوب شرقِ آسياإثر الانقلاب العسكري الذي وقع في تاريخ 1 فبراير (شباط) 2021 والذي أغرق البلاد في موجة من الاضطرابات.

ويرزح شعب ميانمار تحت نظام عسكري ديكتاتوري منذ فترة، ولكون الإعلام ما عاد يهتم بالموضوع كثيراً بعدما استهلكه، قرر الثنائي الهولندي بتر لوم وكورين فان إيغرت اللذان أقاما سابقاً في ميانمار، إنتاج هذا العمل الذي يقدّم لنا الأحداث من وجهة نظر داخلية بلا أي إثارة. 

الملفت في العمل هو أنه من إخراج عشرة سينمائيين من ميانمار (تعاونية الفيلم الميانماري) الذين لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم، بل فضّلوا البقاء في الظل كي لا يدفعوا ثمن إنجازهم هذا دماءً. حتى أسماؤهم لا تظهر في جنريك النهاية، تحسّباً لأي ملاحقة، ولأن أي ظهور لهم يضع حيواتهم في دائرة الخطر الشديد. بعيداً من الإعلام الذي يزجّهم باستمرار في دور الضحية، أرادوا هذا الفيلم فعل استنكار يؤمن بسلطة الصورة. 

وقال أحد أعضاء المجموعة: "كنا مضطرين للارتجال، لأننا لم نكن نملك وسيلة تجعلنا قادرين على توقع مدى سوء الأمور، وتضافر الخطر والحاجة الشديدة للتخفي في مصلحة عمل مفكك على أجزاء مدته 70 دقيقة".

وأضاف "في أول أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الانقلاب كانت الأجواء تشبه الاحتفالات"، لكن: "عندما اتخذ المجلس العسكري العنف وسيلة للرد، أصبح الوضع أشد خطراً... تعين علينا تطوير أساليبنا في صناعة الأفلام".

انقلاب واحتجاجات

يقع الفيلم في سبعين دقيقة وهو عبارة عن كولاج من مشاهد فيديو تم التقاطها بالهواتف المحمولة من قبل المواطنين خلال الانقلاب والاحتجاجات التي رافقته. وتنتصر هذه المشاهد لرواية وسردية المقموعين ولمقاومة الانقلاب العسكري.

تُضاف إلى هذه المَشاهد العفوية، مشاهد أخرى مشغولة بوعي ودراية وذات طابع أكثر سينمائي، ترينا أفراداً من المعارضة في بيوتهم. لا نحتاج إلى رؤية وجوههم لنحس بغضبهم وخوفهم ولندرك الفراغ الذي تركه في داخلهم رحيل أصدقائهم. هذا كله يأتي في سياق سرد يعتمد اليوميات كمدخل لفهم الموضوع والشعور به. بالتأكيد، هذا النوع من السينما ليس جديداً، فهو انتشر مع بداية الثورة السورية، من خلال وثائقيات عديدة أشهرها "ماء الفضّة" للسوري أسامة محمّد. وتماماً مثلما كانت حال الفيلم المذكور يوم صدر، يتركنا "يوميات ميانمار" في حيرة: أي شق منه يعود الفضل فيه إلى المخرجين العشرة، وأي شق هو مجرد لقطات مستعارة من هنا وهناك؟ لغز لن نعرفه، ذلك ان الحدود بين الاشتغالين، لا تزال غير واضحة، مع أن التداخل بين مصادر الصور كافة، يمنح الاحساس بشيء من الوحدة ويلفت انتباه المشاهد بديناميكيتها.