الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تونسيون يرصدون حركة الفنون منذ سنة 2011

2022-03-03 12:50:54 PM
تونسيون يرصدون حركة الفنون منذ سنة 2011
تنوع المنجز الفني للحركة الثقافية في تونس وتعددت أشكاله.

الحدث الثقافي

استضاف مسرح المبدعين الشبان في مدينة الثقافة بتونس العاصمة ندوة علمية فكرية حول موضوع “الفن ذاكرة الثورة.. الحياة الإبداعية في تونس منذ 2011″، والتي انتظمت بمبادرة من جمعية فواصل للدراسات الفكرية والاجتماعية ومسرح الأوبرا وبيت الرواية وإدارتي المسرح والفنون الركحية والموسيقى بوزارة الشؤون الثقافية.

وهدفت الندوة إلى استقراء ديناميكية الحراك الثقافي والإبداعي في تونس خلال العشرية الأخيرة، ورصد مسارات الحياة الفنّية، ومعرفة إلى أي حد وُفق أو فشل الفنانون والمبدعون التونسيون -في شتى التعبيرات الفنّية والفرجوية- في توثيق أحداث الثورة التونسية وحفظ ذاكرتها من التهميش والتغييب، وخاصة مدى وفائهم لمبادئها والتحذير من المتربصين بها والحالمين بإطفاء جذوتها والركوب عليها لتأسيس دكتاتورية جديدة تلغي الفكر الإبداعي الحر.

“إن المسار الفكري الفلسفي الحقيقي تمّ بناؤه بالعلوم والفنون والإبداعات، ومن الطبيعي أن تكون العلاقة بين الفلسفة والفعل الفني وطيدة بل ومتناغمة، ومن هذا المنطلق فكرنا في هذه الندوة لإبراز السلوكات النقدية للفعل الفني في تونس ومقاربته لأحداث الثورة التونسية”، بهذه الكلمات تحدث المفكر التونسي فتحي التريكي، مدير معهد تونس للفلسفة، عن أهمية موضوع هذه الندوة، تأكيدا لعلاقة الفلسفة بالفضاء العام وخاصة في سياق ترسيخ فكرة عموميّة الفكر الفلسفي، أي إنزاله من أدراج ورفوف المؤسسات البحثية والأكاديمية إلى فهم وإدراك عامة رواد هذا الفضاء.

وأضاف أن “أحداث الثورة التونسية قد ألهمت العديد من الفنانين والمبدعين التونسيين في شتى المجالات الفنّية، فتنوع المنجز الفني للحركة الثقافية في تونس وتعددت أشكاله، من المسرح إلى السينما مرورا بالكتابة بكل أجناسها والفنون التشكيلية بمختلف مشاربها، لكن النصيب الأبرز كان لفن الغرافيتي الذي برز كتعبيرة فنية عميقة الدلالات والإيحاءات الرمزية”.

وبدورها لاحظت الأكاديمية أم الزين بن شيخة أن غياب كل أشكال النقد والتدقيق لحصاد الفعل الفني ومدى مواكبته لتطلعات ورؤى الثورة التونسية خلال العشرية الأخيرة، على عكس القطاعات الإنتاجية الأخرى، هو أحد الدوافع لتنظيم هذه الندوة العلمية، ومن ثمة الخشية من أن تخلو ذاكرة الثورة التونسية في زحام المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة من أي عمل توثيقي يبرز التضحيات الجسيمة لرواد هذه الثورة وشبابها.

وأضافت “من المهم أن يكون الفن والفعل الفني بوجه عام متنفسا للثورة لا كاتما لأنفاسها. وفي تونس مثلت ثورة الرابع عشر من يناير حدثا تشكيليا مهما عرّى في جزء منه الخيانات التي تعرضت لها هذه الثورة، إذ كشف جزء كبير من الإنتاجات الفنّية والفكرية التونسية محاولات البعض السطو على هذه الثورة وتحويل وجهتها نحو خدمة مشارب أيديولوجية تخدم مصالحه وأجنداته وتعادي الفكر التنويري الحر”.