الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وثيقة جديدة تكشف عن علم "بابا الفاتيكان" بمعسكرات الإبادة في الحرب العالمية الثانية

2023-09-17 08:59:37 AM
وثيقة جديدة تكشف عن علم

ترجمة الحدث

كشفت رسالة تعود إلى عام 1942، وُجدت قبل عام تقريبًا في أرشيف الفاتيكان ونُشرت في نهاية الأسبوع الماضي، أن البابا بيوس الثاني عشر كان على علم بمعسكرات الإبادة في الحرب العالمية الثانية، لكنه اختار التزام الصمت. 

وجاء في الرسالة، التي أرسلها ممثل الكنيسة في ألمانيا، القس لوثر كينج، والموجودة ضمن رسائل البابا الخاصة، أن ما لا يقل عن 6000 شخص، من البولنديين واليهود، يحرقون يوميا داخل معسكر الإبادة في بلزاك في بولندا.

وسبق أن اتهم العديد من الباحثين اليهود، بيوس الثاني عشر، بالصمت عن أحداث المحرقة أو على الأقل عدم القيام بما يكفي لوقفها.

وتضمنت الرسالة، التي نشرتها صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، ملحقا يذكر عددا من الكهنة المسجونين في معسكر الاعتقال داخاو بالقرب من ميونيخ.

وكان الغرض من الرسالة المرسلة في 14 ديسمبر 1942 هو إخبار الفاتيكان بمدى الاضطهاد الذي تتعرض له الكنيسة في ألمانيا. 

وتم الكشف عن الرسالة بعد هذا الوقت الطويل لأن الأمر استغرق وقتًا من الباحثين لمعرفة كاتبها، فقد كانت موقعة بـ: "تفضلوا بقبول فائق الاحترام، لوثر"، وكان توصيف الشخص الذي أرسل له لوثر الرسالة هو: "صديقي العزيز". 

ورغم أن أخبار المجازر التي ارتكبها هتلر وصلت إلى البابا بيوس الثاني عشر قبل تلك الرسالة، إلا أن قيمة المعلومات التي تضمنتها كانت ذات أهمية خاصة لأنها جاءت من مصدر كنسي موثوق به في ألمانيا، وفق حديث جيوفاني كوكو، أمين المحفوظات في الفاتيكان الذي اكتشف الرسالة.

وأشار كوكو إلى أنه من المستحيل أن نعرف على وجه اليقين إذا ما كان البابا بيوس رأى الرسالة بالفعل، لكنه "متأكد بنسبة 99%" أنه اطلع عليها، لأنها سلمت لسكرتيره الشخصي، الذي يحيل المعلومات دائما إلى البابا أو يعطيه الرسائل مباشرة.

وتعتبر الرسالة كإثبات مهم على ادعاء بعض الباحثين بأن البابا بيوس كان على علم بالمحرقة أثناء حدوثها. وسبق لبعض الباحثين أن زعموا أن بيوس لم يكن راغباً في مواجهة هتلر لأنه كان يخشى الشيوعية أكثر من النازية، وكان يعتقد أن النازيين سينتصرون في الحرب في نهاية المطاف.

من ناحية أخرى، جادل مؤرخون آخرون بأن بيوس ظل صامتًا لأنه كان من الممكن أن يساهم الكاثوليك المحليين في إنقاذ اليهود من النازيين، وأيضًا لأنه كان يخشى هو نفسه أن يكون الشخص التالي الذي سيستهدفه النازيون.

وتعد هذه الرسالة من أكثر المواد التي تكشف عنها الكنيسة؛ إثارة، منذ أن أمر البابا الحالي فرانسيس بفتح أرشيف بيوس في عام 2019، قائلاً إن "الكنيسة ليست خائفة من التاريخ".

في عام 2010، ادعى البابا بنديكتوس السادس عشر أن البابا بيوس الثاني عشر "أنقذ عددا كبيرا من اليهود خلال المحرقة، وهو ما لم يفعله شخص آخر".

 وقال بنديكتوس في مقابلة قبل صدور كتابه "نور العالم" إن الفاتيكان أجرى فحصا داخليا للوثائق التي توثق فترة ولاية بيوس، ووفقا له لا يوجد دليل على "الادعاءات السلبية" ضده.

وفي عام 2013، ادعى الكاتب البريطاني جوردون توماس أن وثائق الفاتيكان التي حصل عليها تظهر أن بيوس الثاني عشر كانت له علاقة في إنقاذ اليهود. 

وفقًا لتوماس، فقد تمكن من الوصول إلى وثائق الفاتيكان التي لم يتم الكشف عنها سابقًا وأجرى مقابلات مع الضحايا والكهنة وغيرهم من المسؤولين الذين ظلوا صامتين في السابق. 

وادعى توماس أنه من المواد التي جمعها يبدو أن بيوس أعطى مباركته لاختباء اليهود في الأديرة في جميع أنحاء أوروبا وأشرف على عملية سرية للكهنة الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود. 

على سبيل المثال، ادعى توماس أن مئات اليهود في إيطاليا و2000 يهودي في المجر حصلوا على أوراق مزورة تقدمهم على أنهم كاثوليك. كما وجد بحسب قوله نحو 4000 يهودي مختبئين في أديرة بإيطاليا ويتلقون الطعام والملابس والدواء.