الجمعة  23 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سلطة جودة البيئة تصدر بياناً بمناسبة اليوم الدولي للتنوع الحيوي تحت شعار: "الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة "

2025-05-22 10:11:18 AM
سلطة جودة البيئة تصدر بياناً بمناسبة اليوم الدولي للتنوع الحيوي تحت شعار:

الحدث الفلسطيني

الحدث الفلسطيني

تحيي دولة فلسطين اليوم الدولي للتنوع الحيوي في 22 أيار/ مايو، تحت شعار: " الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة"، الذي أقرّته الأمم المتحدة لعام 2025، تأكيدا على أهمية العلاقة المتوازنة بين الإنسان والبيئة، كركيزة للتنمية المستدامة.

ويأتي هذا اليوم استنادا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/55/201 (8 شباط/فبراير 2001)، إحياءً لذكرى اعتماد اتفاقية التنوع الحيوي في 22 أيار/مايو 1992، بهدف تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي وحمايته من التدهور.

ورغم صغر مساحة فلسطين مقارنة بدول الجوار والعالم، إلا أنها تزخر بتنوع حيوي فريد، يعود إلى موقعها الجغرافي المميز كملتقى للقارات الثلاث (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا)، وتنوع تضاريسها بين الجبال والوديان والسواحل، ما يجعلها موطناً لمئات الأنواع من الكائنات الحية.

وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود أكثر من 500 نوع من الطيور، منها ما هو مقيم، ومنها ما هو زائر في فصل الشتاء أو الصيف، ومنها أنواع مفرخة، وتشكل هذه الطيور ما نسبته قرابة 67% من مجموع الطيور المسجلة في فلسطين. كما يوجد 100 نوع من الحيوانات الثديية، من بينها أنواع من الغزلان والثعالب وغيرها، و97 نوعاً من الزواحف، و8 أنواع من الحيوانات البرمائية، بالإضافة إلى أكثر من 1500 نوع من النباتات المختلفة، التي تمثل أقاليم البحر المتوسط، والإقليم الاستوائي، كما تحتضن قرابة 1000 نوع من أسماك شاطئها، إلى جانب آلاف الأنواع من الحشرات والحيوانات اللافقارية، ما يعكس تنوعاً بيئياً استثنائياً.

لقد دأبت دولة فلسطين على حماية التنوع الحيوي على أراضيها، إدراكاً لأهميته البيئية والاقتصادية والثقافية. ويأتي توقيع رئيس دولة فلسطين، سيادة الأخ محمود عباس، على اتفاقيات الأمم المتحدة المرتبطة بالتنوع الحيوي، تأكيداً واضحاً على التزام القيادة الفلسطينية الكامل، بكافة مؤسسات الدولة وأذرعها، في الحفاظ على مكونات البيئة، سواء الحية أو غير الحية، باعتبارها ثروة وطنية يجب صونها سليمة للأجيال القادمة.

ويجسد هذا الالتزام حضور فلسطين الفاعل والمستمر في المنظومة العالمية المعنية بحماية التنوع الحيوي، ومشاركتها الأصيلة في إحياء هذا اليوم الدولي منذ اعتماده رسمياً عام 2000، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها، وفي مقدمتها الاحتلال الأطول في التاريخ المعاصر، وما يرافقه من مصادرة ممنهجة للأراضي، وتدمير للمواطن والموائل الطبيعية.

في هذا الصدد، تجدد سلطة جودة البيئة الفلسطينية تحذيرها من استمرار الإبادة الجماعية والبيئية الممنهجة في قطاع غزة، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد البيئة الفلسطينية، والتي تهدد التنوع الحيوي على المستويين الإقليمي والدولي، وتقوض الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تُحاصر الإنسانية والطبيعة معاً.

فقد تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من 500 يوم في تدمير شامل للبنية التحتية البيئية، واستخدام آلاف الأطنان من المتفجرات المحرمة دولياً، ما أثر بشكل كارثي على التربة والهواء والكائنات الحية، وخلق حالة من الانقراض المحلي للعديد من الأنواع، وخفض أشكال التنوع الحيوي، ما حوّل غزة إلى بؤرة تهديد للنظام البيئي المتوسطي بأكمله.

وفي الضفة الغربية، يواجه التنوع الحيوي تدهوراً حاداً نتيجة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، والتي تشمل الاستمرار في السيطرة على مناطق (ج)، ومصادرة وتجريف الأراضي، وتدمير المواطن البيئية، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى إقامة المستوطنات فوق المحميات الطبيعية. والتي كان آخرها مصادرة قوات الاحتلال ما مساحته 8.981 كم² من الأراضي المصنفة كمحميات طبيعية بذريعة إعلانها " محميات رعوية لصالح المستوطنين".

وبهذه المناسبة، ورغم التحديات، تؤكد دولة فلسطين التزامها بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل للتنوع الحيوي، وتطوير المنصة الرقمية الوطنية للتنوع الحيوي، بما ينسجم مع إطار "كونمينغ-مونتريال" العالمي، لتعزيز تبادل المعلومات والتعاون البيئي والعلمي محلياً ودولياً، إلى جانب تنفيذ برامج التوعية المجتمعية حول أهمية التنوع الحيوي، وضرورة انسجام الإنسان مع الطبيعة لتحقيق تنمية مستدامة تحفظ حقوق الأجيال القادمة.

وتشدد سلطة جودة البيئة على أن ما يُرتكب في فلسطين من إبادة بيئية ليس جريمة محلية فحسب، بل اعتداء على الإرث الإنساني المشترك ويتطلب تضامناً عالمياً لإنقاذ التنوع الحيوي، وصون حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة، إذ أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها في ظل الاحتلال، ولا يمكن الحديث عن انسجام حقيقي مع الطبيعة في ظل الاعتداءات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون.

وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في دعم الشعب الفلسطيني لحماية بيئته وتنوعه الحيوي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويته الوطنية.