الخميس  29 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل حذر رئيس الشاباك الجديد زيني بالفعل من هجوم واسع قبل السابع من أكتوبر؟

2025-05-26 11:50:05 AM
هل حذر رئيس الشاباك الجديد زيني بالفعل من هجوم واسع قبل السابع من أكتوبر؟
نتنياهو مع زيني

الحدث الإسرائيلي

في تصريحات نُشرت مساء الأحد، أعرب ضابط كبير سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خدم جزئيًا إلى جانب رئيس الشاباك الجديد، دافيد زيني، عن خيبة أمله من صمت الأخير تجاه ما وصفه بـ”التلاعب الكاذب والمضلل” الذي يمارسه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في استخدام تقرير كتبه زيني قبل نحو ستة أشهر من هجوم 7 أكتوبر. ووفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال الضابط: “كنت أظن أن زيني سيتدارك الأمر ويطلب من نتنياهو التوقف، أو على الأقل يطلب من الناطق العسكري إصدار توضيح بأن تلك التصريحات لم تصدر عنه، لكن الأيام تمضي ولا يحدث شيء، رغم معرفته الأكيدة بأن كل ذلك كذب محض”.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو ومستشاريه حولوا تقرير زيني إلى ما يشبه “تحذيرًا استراتيجيًا مسبقًا من الحرب”، وادعوا أنه كان التحذير الوحيد في كل أجهزة الأمن حول خطة حماس للهجوم، وهو أمر نفاه الضابط السابق بشدة، قائلاً إن “التقرير لا يتضمن أي شيء من ذلك، لا خطة ولا تحذير من هجوم واسع”. وأضاف: “قرأت بيان مكتب رئيس الحكومة، وشاهدت المقاطع التي يضخم فيها نتنياهو أهمية التقرير، وكل ذلك فقط لتمجيد نفسه وتقزيم الجميع، لكن لماذا يصمت زيني؟”.

وفي عرض لتفاصيل البيان الأول الصادر عن مكتب نتنياهو، أوضحت يديعوت أحرونوت أنه تضمن فقرة غير معتادة تتحدث عن تكليف زيني في مارس 2023 بمهمة فحص جاهزية فرقة غزة لاحتمال وقوع “هجوم مفاجئ”، وزُعم أن التقرير كشف عن ثغرات في الاستعدادات. غير أن الصحيفة وصفت تخصيص مساحة كبيرة في بيان تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك لهذا التقرير بأنه “خطوة غير مألوفة”، تهدف لصناعة صورة استخباراتية لزيني، رغم أنه لم يعمل يومًا في هذا المجال.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن نتنياهو ادعى لاحقًا أنه “سمح بنشر مقتطفات من التقرير”، وهو أمر غير مسبوق، إذ أن رئيس الحكومة لا يملك صلاحية قانونية لنشر أجزاء من وثائق لم تُعد في مكتبه أو خلال لقاءاته، الأمر الذي أثار شكوكًا حول مصدر الوثيقة ومن أتاح له الوصول إليها. وفي مقابلات لاحقة رتّبها المستشار الإعلامي لنتنياهو، طوباز لوك، وُصف زيني بأنه “الشخص الذي رأى الخطر في غزة” رغم أنه لم يُعيّن حينها سكرتيرًا عسكريًا لأن نتنياهو اعتبره “مسيانيًا أكثر من اللازم”.

ووفق ما أوردته يديعوت أحرونوت، قال نتنياهو إنه لم ير التقرير في حينه لأنه كان “سريًا”، لكنه لم يتردد الآن في نشر مقاطع منه، متذرعًا بأن الوثيقة لم تصله أصلًا.

وتنقل يديعوت أحرونوت عن ضباط سابقين قولهم إن التقرير لم يتضمن تحذيرًا من حرب شاملة، بل كان “وثيقة فنية” تتناول ثغرات في تأمين السياج الحدودي وخطر وقوع “عملية تسلل محدودة”، وهي سيناريوهات طالما وضعتها فرقة غزة في صلب خططها الأمنية، وجاء طلب التقييم من زيني تحديدًا لفحص مدى الجاهزية لهذا السيناريو المعروف.

وتوضح يديعوت أحرونوت أن زيني خرج برفقة ضباط ميدانيين للقيام بجولات تفقدية ميدانية، وراجع مع مسؤولي الاستخبارات في المنطقة احتمالات حدوث تسلل محدود لمجموعة صغيرة من عناصر حماس، وهو ما انعكس في التوصيات التي قدمها بتحسين تموضع مواقع الحراسة واستخدام رشاشات ثقيلة، دون أن يشير إلى احتمال تنفيذ عملية شاملة تضم آلاف المقاتلين كما جرى في 7 أكتوبر.

وفي سياق آخر، تسرد يديعوت أحرونوت تفاصيل الجلسة الختامية التي عقدت في مارس 2023 داخل مقر قيادة فرقة غزة، حيث قدّم زيني ملخصًا لنتائج تقييمه، مشيرًا إلى وجود ضعف في الاستعدادات قد يتيح لحماس تنفيذ “عملية اختطاف محدودة”. ورغم التحذيرات الجزئية التي أطلقها، فقد أكد جميع الحاضرين أن السيناريو المرجّح ظلّ محصورًا في عمليات تسلل موضعية من نقطة أو أكثر، وليس اجتياحًا بريًا واسع النطاق.

وتكشف يديعوت أحرونوت أن من أهم ملاحظات زيني كانت تتعلق بصعوبة تخيل الجنود والقادة الميدانيين لطبيعة هجوم مفاجئ وما يلزمه من رد ميداني سريع. وقد نظّمت الفرقة فعالية ميدانية لعرض سيناريو كهذا قبل أسابيع من الحرب، لكن تلك التدريبات لم تترك أي أثر ملموس حين وقعت الكارثة الفعلية.

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: كيف أمكن لرئيس الحكومة اكتشاف “وثيقة تحذيرية” بهذا الحجم لم يذكرها أحد سابقًا، ولا ظهرت في أي من التحقيقات أو التسريبات الإعلامية؟ الواقع، كما تنقله الصحيفة، أن أحدًا لم يكن يتوقع عملية بهذا الحجم أو الشكل، ولا حتى زيني نفسه، سواء في هذا التقرير أو غيره. ورغم محاولة نتنياهو الإيحاء بأن زيني هو من توقّع ما سيجري، فإن هذا الادعاء يلقى رفضًا واسعًا داخل الجيش الذي يرى أن صمت زيني في مواجهة هذه المزاعم يُضعف أهليته لتولي رئاسة جهاز الشاباك.