#الحدث-غزة-محمد مصطفى
رغم أن أكثر من 97% من أنفاق التهريب المنتشرة جنوب مدينة رفح دمرت وأغلقت، ولم تعد تعمل، إلا أن ثمة عدد محدود منها يعمل على فترات زمنية متباعدة، وينجح القائمون عليه في إدخال أصناف محددة من السلع والبضائع، تكاد تنحصر في السجائر.
فبعد صراع مرير وطاحن ما بين السلطات المصرية والقائمين على أنفاق السجائر، يبدو أن نهاية الأخيرة اقتربت، وفي غضون وقت قصير لن يصبح هناك نفق واحد يعمل، وستختفي السجائر المهربة كلياً من أسواق القطاع، وسيرافق هذا الاختفاء أضرار جسمية وكبيرة على البيئة في عموم مدينة رفح.
ارتفاع أسعار
ويقول بائع السجائر أحمد جودت، إنه وبمجرد علم تجار وباعة السجائر المهربة ببدء ضخ المياه في القناة المائية، أمسكوا على ما لديهم من سجائر في مخازنهم، وباتوا يقطرونه على الأسواق، ما رفع الأسعار بنسبة تراوحت ما بين 20-50%.
وأوضح جودت، أن أسواق السجائر في القطاع كأنها تعيش حالة احتضار، فالكميات التي تصل الأسواق في تناقص، كما أن الأسعار ترتفع، وكثير من الباعة والتجار ممن كانوا يمتهنون تلك المهنة انصرفوا عنها، وبدؤوا بالمتاجرة في سلع أخرى متوفرة في القطاع.
وتوقع أن تستمر كميات السجائر التي تصل الأسواق في التناقص، فالمصادر باتت شبه متوقفة، وما هو متوفر في مخازن بعض التجار سينفذ في غضون وقت قصير، خاصة أن السجائر سلعة غير قابلة للتخزين، والأمر سينتهي، وربما في غضون أسابيع أو أشهر تدخل السجائر غزة من خلال معبر كرم أبو سالم كما كان يحدث سابقا، أو تصل السجائر المصرية القطاع من خلال المسافرين عبر المعبر، في حال فتحته السلطات المصرية من جديد.
مدخنون يغيرون عاداتهم
وبدا معظم المدخنين في قطاع غزة، شبه متيقنين لقرب نفاذ السجائر المهربة من الأسواق، وعليهم حسم أمرهم مبكراً.
ويقول المواطن ياسين موسى، إنه أدرك بأن السجائر ستنفذ، وفي حال تواجدت فستكون بأسعار عالية جداً، لذلك قرر التوقف تدريجياً عن العادة، والإقلاع خلال فترة قصيرة عن التدخين.
وأكد أنه يدرك بأن التوقف المفاجئ عن شرب السجائر صعب، خاصة وأنه يدخن منذ سنوات طويلة، لذلك فهو سيخفف من السجائر بدءاً من عشرة في اليوم الواحد وصولا لواحدة، ومن ثم التوقف كلياً، فهو وكما يقول يمتلك عزيمة قوية للإقلاع عنها.
أما المواطن رائد سليم، فأكد أنه بدأ بتعويد نفسه على شرب السجائر الشامية "لف"، رغم أنه لم يكن في السابق يطيق رائحتها.
وأكد أنه بدأ بخلط السجائر الشامية مع العادية، حتى يتعود عليها، وهو بدأ يعتاد على تدخينها رغم مساوئها التي لا تعد ولا تحصى.
ولفت سليم، إلى أنه يدرك جيداً صعوبة ترك العادة، كما أنه يستعد لاختفاء السجائر العادية من الأسواق، لذلك اشترى كمية من السجائر الشامية، ولفافات خاصة بها، وماكينة يدوية لتعبئتها، وها هو يحاول تعويد نفسه عليها، فهي من ناحية أقل ثمناً، ومن ناحية أخرى بديل عند نفاذ السجائر العادية من الأسواق.
يذكر أن السلطات المصرية كانت بدأت مؤخراً، بإغراق الأنفاق جنوب رفح بكميات كبيرة من مياه البحر المالحة، قي محاولة لوقفها عن العمل كلياً، وقد أثار هذا الإجراء سخط وغضب الفلسطينيين، لما له من آثار كارثية مدمرة على البيئة في مدينة رفح.