الخميس  15 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث: موسم حصاد الزيتون يخلق فرص عمل مؤقتة لعشرات المتعطلين

2015-10-03 03:54:09 PM
متابعة الحدث: موسم حصاد الزيتون يخلق فرص عمل مؤقتة لعشرات المتعطلين
صورة ارشيفية

 

#الحدث-محمد مصطفى-غزة

ينتظر عشرات المتعطلين عن العمل بدء موسم حصاد الزيتون في شهر تشرين أول من كل عام، على أمل أن يوفر لهم ذلك فرص عمل مؤقتة، تساعدهم في تحسين حياة أسرهم، وتوفير قوت أبنائهم.
 
فبعد طول انتظار، بدأ مزارعون بحصاد محصولهم الناضج في أماكن متفرقة من قطاع غزة، مستعينين إما بعائلاتهم، أو بعمال، خاصة لمن يمتلكون حقول كبيرة، حصادها بحاجة إلى أيدي عاملة ماهرة.
 
مهنة شاقة
الشاب أحمد الشاعر، كان يهم ومجموعة من زملائه بمغادرة بلدة الشوكة الزراعية شرق مدينة رفح، بعد أن انتهوا من يوم عملهم الثاني في إحدى حقول الزيتون في البلدة.
 
الشاعر أكد أنه يعمل في حصاد الزيتون منذ عدة سنوات، وأصبح يمتلك سرعة ومهارة، ما يجعل ملاك البساتين يتصلون عليه ليأتي ومجموعة من رفاقه لحصاد المحصول.
 
وبين الشاعر أن أجرتهم إما يتقاضونها أموال من مالك الحقل، أو حصة من الزيتون في نهاية الحصاد، وهذا يختلف من مزارع لمزارع ومن حقل لحقل، وفي النهاية إن حصل على زيتون فهو سيبيعه لتاجر، ويأخذ بدلاً منه مالا يعيل به أسرته.
 
وأوضح الشاعر أنه ورغم المشقة الكبيرة التي ينطوي عليه العمل في حصاد الزيتون، والساعات الطويلة التي يقضونها في البستان، إضافة إلى وجود مخاطر محتملة، مثل تعرضهم لإطلاق نار إسرائيلي، خاصة إذا ما كان الحقل قريب من خط التحديد، إلا أن موسم حصاد الزيتون فرصة ينتظرها طول العام، خاصة في ظل البطالة المنتشرة وانعدام فرص العمل.
 
عمل قصير
أما العامل هشام أبو سرحان، فأكد أنه يخرج في كل صباح ويتجول على حقول الزيتون، خاصة المنتشرة شرق محافظتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، ويعرض على ملاكها العمل لديهم، فتارة يكون محظوظ ويجد فرص عمل، وأخرى يعود بخفي حنين.
 
وأوضح أن مشكلة العمل في حصاد الزيتون محدودية فترته الزمنية، فهو وغيره من العمال كانوا يتمنون لو أن موسم الحصاد أطول.
 
ونوه سرحان إلى أنه يطلب من صاحب البستان منحه أجرته زيتون، وهو يظل يجمع كميات من المحصول نظير عمله، وفي نهاية الموسم يتوجه بها إلى معصرة الزيت، ليقوم بعصرها، وهذا يوفر له جالونين أو ثلاثة من الزيت النقي، يبقى واحد في منزله لحاجة عائلته، بينما يبيع اثنين لأقربائه، ويوفر بثمنهما بعض المال لحاجات أسرته.
 
وأكد أنه في كل عام يحرص على توفير الزيت في منزله، عملا بالمثل الفلسطيني القديم الذي يقول "الطحين والزيت عماد البيت".
 
محصول متذبذب
وبدا محصول الزيتون هذا العام مختلف من حقل لآخر، ففي حين أكد مزارعون أنه محصول جيد وأفضل من العام المنصرم، رأى آخرون أن إنتاج أشجارهم من الزيتون لم يكن كبيرا كما أرادوا، وأن المحصول متواضع، ولم يحقق توقعاتهم.
 
ويقول المزارع محمود مطر، إن المحصول هذا العام غريب، فبالبستان الواحد تجد فيه العجب، فمن شجرة لأخرى تختلف كثافة الثمار، فهناك أشجار ممتلئة، وأغصانها تكاد تلامس الأرض من كثرة ما عليها من زيتون، وأخرى تكاد تبدو فارغة، عدا حبات متناثرة هنا وهناك.
 
وأعرب مطر عن اعتقاده بأن موجات الحر الشديدة التي ضربت المنطقة خلال شهري تموز وآب الماضيين، هي السبب في هذا التذبذب، فقد تسببت في تساقط الكثير من الحبات، ما حرم المزارعين من جزء كبير من محصولهم قبل نضجه.
 
وفيما يخص الحصاد، أكد مطر أنه يفضل الانتظار بعض الوقع، على أمل أن تسقط الأمطار ولو بكميات قليلة، فسقوط المطر على أشجار الزيتون قبل حصادها، يزيد من كميات الزيت في الحبات، وهذا ما يريده، كونه يرغب في عصر كل إنتاجه، وبيعه زيت لا زيتون.
 
وبين أنه اتفق مع ستة من العمال المهرة، على تولي عملية حصاد المحصول، بعد أن ينتهوا من حصاد حقل يعملون فيه حالياً، على أن يبدؤوا بالحصاد عنده في العاشر من الشهر الجاري، وهي آخر فرصة ممكن أن ينتظرها لهطول الأمطار، ولن يتمكن من الانتظار أكثر من ذلك.
 
يذكر أن قطاع غزة كان خسر عشرات الآلاف من أشجار الزيتون المثمرة، بعد أن جرفتها واقتلعتها قوات الاحتلال خلال اجتياحاتها واعتداءاتها المتواصلة على القطاع.