الأحد  25 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

واشنطن تايمز لـ أوباما: أغرقت الشرق الأوسط

2015-10-31 07:15:21 AM
واشنطن تايمز لـ أوباما: أغرقت الشرق الأوسط
صورة ارشيفية

 الحدث - وكالات

 

" على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يعي الدروس المستفادة من استراتيجيته الفاشلة في الشرق الأوسط".

رسالة تحذيرية وجهتها صحيفة " واشنطن تايمز" الأمريكية للرئيس باراك أوباما في سياق افتتاحيتها المنشورة اليوم الجمعة والتي وصفت الاستراتيجية التي ينتهجها أوباما في المنطقة بأنها طريق يقود في نهايته إلى الكوارث.

 

وإلى نص الافتتاحية:

الدرس الأكبر من حرب فيتنام هو أن شن حرب دون مبرر منطقي مسألة كارثية. فتلك الاستراتيجية لا جدوى لها لأن الجيوش لم تؤسس لشن حرب تدريجية. فأنت لا تصنع معروفا تجاه كلب إذا أقدمت على قطع ذيله جزء جزء على عدة مرات.

 

ويُعتقد أن أوباما قد استوعب الدرس وهو يعكف الآن على تغيير استراتيجية " المشاركة المحدودة" في الحرب المائعة التي يقودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميا بـ " داعش"، فالدرس الأكبر الذي يجب أن يفطن إليه أوباما هو أن الصراع الكبير سيجذب حتما إليه قوى كبيرة.

 

الفراغ الذي تركه الانسحاب الأمريكي يشجع حتما قوى أخرى على ملئه، وتلك نسخة كربونية لما يحدث في العالم وتحديدا في المناطق التي رسخت واشنطن لها هناك قوة مهيمنة منذ أكثر من نصف قرن.

 

إن ممارسات " داعش" تعكس نوعا جديدا من البربرية والهمجية التي فاقت في فظاعتها تلك التي أعقبت حرب فيتنام في كمبوديا. فعمليات قطع الرأس والصلب ودفن الأشخاص أحياء وغيرها من الأعمال الأخرى التي يشيب من هولها الولدان لم تستثني النساء أو الأطفال.

وحتما ستمتد مخاطر تلك الممارسات الوحشية، إذا لم يتم مواجهتها بصورة جدية، لتهدد ليس بلدان الشرق الأوسط فحسب ولكن العالم أجمع.

إن زعم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه يمثل الخلافة الإسلامية التي طالما انتظرها المسلمون في شتى أرجاء العالم يلقى رواجا، من الناحية الاسمية حتى الآن، في مناطق غير متوقعة من العالم.

 

ويسهم التدخل العسكري الروسي الكبير نسبيا في سوريا، والذي أعلنت موسكو في البداية أنه يجيء في إطار جهود التعاون مع واشنطن وحلفاؤها ضد " داعش"، في واقع الأمر في تقوية النظام البربري وعلى رأسه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

 

وطلب أوباما في إحدى زياراته النادرة لمقر وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون" من جنرالاته في يوليو الماضي بطرح خيارات إضافية في الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن على داعش.

واعترف أوباما في وقت سابق من الشهر الجاري أنه ليس بوسعه سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان قبل نهاية فترة رئاسته، كما وعد في السابق.

 

وبدون الحاجة إلى بيان يؤكد تلك الحقيقة، فقد اتضح جليا أنه وفي أعقاب مضي أكثر من عام على الحملة العسكرية المائعة التي يشنها على تنظيم الدولة، فإنه أوباما لم يفشل فقط في قهر داعش ولكنه أسهم أيضا في تقوية شوكتهم وسيطرتهم على المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم.

 

ويُعتقد أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد زود الرئيس الأمريكي بمجموعة من الخيارات التي أيدها بالطبع الجيش وجنرالاته الذين يدعمون كارتر في الدفع باتجاه اتخاذ إجراء عسكري أكثر ضراوة لتحقيق النصر على التنظيم الإرهابي.

لكن ما يجب أن نتخوف منه هو أن الرئيس الذي اتسمت استراتيجيته في كافة القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية طيلة وجوده في البيت الأبيض خلال الـ 7 سنوات الماضية بالجبن وتقزيم الدور الأمريكي وخفض الالتزام باستخدام القوة، ستختار الحرب التدريجية فقط مجددا.

 

ففكرة استخدام القوى وفق الضرورة فقط يتجاهل الدرس المستفاد من حرب فيتنام، وهو أن السماح للعدو الأقل قوة أن يحقق لنفسه هزيمة ضعيفة ليست حكيمة.

 

وخلاصة القول فإن الطريق التدريجي يقود في نهايته إلى ألم غير ضروري ونهاية غير حاسمة- ويمكنك أن تسأل الكلب.