الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محلل إسرائيلي: شهوة الحكم تحرك الرئيس عباس

2016-01-10 12:08:57 AM
محلل إسرائيلي: شهوة الحكم تحرك الرئيس عباس
الرئيس محمود عباس

الحدث - مصدر الخبر

 

شن "يوني بن- مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية هجوما عنيفا على الرئيس محمود عباس، معتبرا أن "شهوته في البقاء على الكرسي بلا حدود" وأن سياسته "المتعرجة" التي يتبعها تأتي مدفوعة بمصالحه الشخصية والاقتصادية على حد قوله.

 

وفي مقال بموقع "arabexpert” اعتبر أن تراجع الرئيس الفلسطيني عن تهديداته بحل السلطة الفلسطينية يأتي في إطار شعوره أن إسرائيل بدأت في الاستعداد لهذا السيناريو وأنه وأسرته والمقربين منه سيخسرون كثيرا على المستوى الاقتصادي حال حدوث ذلك.

 

نص المقال:

 

أوقف محمود عباس تهديداته بشأن اعتزاله القريب للحياة السياسية، ويعرض السلطة الفلسطينية كإنجاز وطني هام يجب الحفاظ عليه بكل ثمن. يخشى رئيس السلطة الفلسطينية من خسارة الحكم، ويفضل العلاقة مع "إسرائيل" على المصالحة مع حماس.

 

منذ عدة سنوات يهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل والمجتمع الدولي بأنه ضاق ذرعا من المماطلة التي تتبعها حكومة إسرائيل والمفاوضات العالقة معها وأنها ينوي تفكيك السلطة الفلسطينية و"تسليم المفاتيح" "لإسرائيل" ، واعتزال الحياة السياسية الفلسطينية.

 

لم ينفذ محمود عباس حتى الآن تهديداته، لكن قبل نحو نصف عام اتخذ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بإيحاء منه سلسلة من القرارات جوهرها الانفصال عن معاهدات أوسلو وقطع أحادي الجانب للعلاقات الأمنية والاقتصادية مع "إسرائيل" .

 

ألقى رئيس السلطة الفلسطينية قبل 3 أشهر خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى خلاله "قنبلة" سياسية عندما أعلن عن نيته تنفيذ تلك القرارات، وبعد وقت قصير من خطابه اندلعت "انتفاضة السكاكين".

 

لكن الآن يبدو أن محمود عباس غير الاتجاه، مر 100 يوم منذ اندلاع "انتفاضة السكاكين" ولم يكرر ولو مرة واحدة خلال تلك الفترة تهديداته بالاستقالة من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية، هذا بخلاف توقعات الجماهير الفلسطينية أن يعلن في الخطاب الذي ألقاه هذا الأسبوع خلال احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم عن تعيين نائب لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية يكون خليفته المستقبلي حتى إجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية.


لكن محمود عباس امتنع عن ذلك وواصل بث رسالة مفادها أنه ينوي الجلوس على كرسيه لوقت أطول رغم سنه المتقدم.

 

لدى الكثير من سكان الأراضي الفلسطينية هناك خيبة أمل كبيرة من الخطاب الأخير لعباس الذي قدم فيه السلطة الفلسطينية كـ"إنجاز وطني لا يمكن التخلي عنها أو السماح بانهيارها".

 

فجأة، أصبحت السلطة الفلسطينية التي كانت حتى فترة قصيرة فقط هيئة بإمكان عباس التخلي عنها شيئا مهما وغاليا بالنسبة له ومرحلة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية، رغم كونها بالنسبة للكثير من الفلسطينيين جهاز فاسد يخدم المصالح الاقتصادية والأمنية لدولة إسرائيل.

 

لماذا غير الرئيس عباس تكتيكه؟


 يبدو أن الإجابة واضحة. الأخبار عن المباحثات في إسرائيل حول إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية والاستعداد لذلك، ولدت لدى عباس شعورا بأن الأرض بدأت تهتز من تحت قدميه، وأن تهديداته الخاوية يمكن أن تتحقق على عكس ما يريد عن طريق "إسرائيل" الأمر الذي يضر بشكل بالغ بمكانته والمصالح الشخصية والاقتصادية له، ولأبناء عائلته.

 

لا يختلف عباس وجماعته عن كل السياسيين الآخرين في العالم، فشهوتهم في الالتصاق بالكراسي والسيادة بلا حدود.

 

لا عجب أن هناك تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي العام الأخيرة بالأراضي الفلسطينية في مكانة محمود عباس وأن المرشحين المفضلين يالنسبة للجمعاهير الفلسطينية لشغل منصب رئاسة السلطة الفلسطينية هم إسماعسل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومروان البرغوثي الأمين العام لفتح بالضفة والذي يقضي 5 عقوبات بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية.

 

يتبع محمود عباس سياسة متعرجة وما تقوده هي مصالحه الشخصيه والاقتصادية.


في الطريق لاستراتيجية جديدة؟

 

يدرس عباس حاليا إمكانية تبني استراتيجية جديدة لإحياء مؤسسات منظمة التحرير كي تلعب دورا هاما في عملية اتخاذ القرارات، لتحيد بذلك السلطة الفلسطينية دون تفكيكها.


 فكرة محمود عباس، التي قوبلت بمعارضة عدد من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، هي عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني لإعادة انتخاب المجلس المركزي لمنظمة التحرير واللجنة التنفيذية كي يغرس فيهم أتباعه ويحولهم إلى "ختم مطاطي" لسياساته.

 

وفقا لاتفاق المصالحة مع حماس، يفترض أن يعقد عباس اجتماعا للإطار المؤقت للقيادة الفلسطينية بمشاركة ممثلين لحماس والجهاد الإسلامي، لكنه يحاول التهرب من ذلك، لا يريد عباس شركاء أقوياء للقيادة، ويتخوف أيضا من أن يفهم دمج حماس في منظمة التحرير كـ"إعلان حرب" على إسرائيل التي اعترفت في معاهدات أوسلو  بالسلطة الفلسطينة (بدون حماس) كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني.


يخشى عباس من تزايد قوة حركة حماس التي قررت استئناف العمليات الانتحارية في إسرائيل وتفعل خلايا نائمة بالضفة الغربية.

 

في هذه الحالة سوف يضطر عباس لتكثيف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" لأن نوايا حماس لم تتغير وهي تعمل أولا وقبل كل شئ لزعزعة نظامه بالضفة.

 

استئناف العمليات الانتحارية في "إسرائيل" سوف يؤدي إلى عملية واسعة للجيش الإسرائيلي بأراضي الضفة، على غرار عملية "الجدار الواقي" خلال الانتفاضة الثانية، ويمكنها أن تضع نهاية لحكم السلطة الفلسطينية.

 

في هذه الأيام تحاول حركة حماس نسف مبادرة الفصائل الفلسطينية لبلورة صيغة متفق عليها لتشغيل معبر رفح بقطاع غزة بدعوى أنها لا ترغب في تفكيك اتفاق المصالحة الداخلية الفلسطينية إلى عناصر، معبر رفح جزء منها، بل تريد مناقشة الاتفاق كحزمة واحدة.


حماس ليست مستعدة للتخلي أو مشاركة حكمها بقطاع غزة، بالضبط مثملا لا يريديها عباس كشريك في الحكم بالضفة.

 

بدأ عباس من جديد في تبني شعارات منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1994 التي تقول إن السلطة الفلسطينية ولدت من رحم النضال الفلسطيني وأن الحديث يدور عن "طفل ولد غير مكتمل وعليه أن يكبر وينمو"، وأنه لا يجب السماح لإسرائيل بالنيل منه.

 

كذلك تشهد معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية التي تتزايد قوتها هذه الأيام على أن لا أحدا معنيا بانهيارها، فكل المرشحين المحتملين يريدون استمرار وجودها وترأسها.

 

محمود عباس "يتكيف" للاستمرار والتحكم في أبناء شعبه والاستمتاع بملذات الحكم، بإمكان "إسرائيل" أن تهدأ، فالسلطة الفلسطينية ليست في الطريق للانهيار.