متابعة "الحدث"| فرنسا تحاول ملئ الفراغ الذي تركه الغياب الأمريكي

الحدث- فرح المصري

يبدو أن المحاولة الفرنسية للعب دور في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لم يأتِ اعتباطاً، فهو ناجم عن سياسات دولية بعضها ترك المجال لآخر في أن يلعب دوراً بديلاً، وهو ما أكده محلل الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر لـ "الحدث".

وأوضح أبو عامر للحدث قائلا: "إن إعلان فرنسا عن نيتها عقد مؤتمر دولي لتحقيق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائي مبني على توازنات وأسس دولية، وجاء جراء غياب الإدارة الأمريكية بسبب انشغالها بالانتخابات الرئاسية الحالية."

وأضاف أبو عامر، إن هذا الحراك من قبل الحكومة الفرنسية يهدف لإحداث "ضجة" ليست مشروطة بعكس أي نتائج سلبية مباشرة على "إسرائيل".

ومن جهتها، كانت مواقف السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” والولايات المتحدة متفاوتة حول هذا المقترح الفرنسي.

لكن في آخر تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا المساء قال: " إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، دون شروط مسبقة.

وجاءت تصريحات نتنياهو تعقيبا على مقترح فرنسي، بعقد مؤتمر دولي، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية اليوم:" نحن على استعداد للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط تفرض علينا".

وأضاف:" لقد سمعتم بالتأكيد عن مقترح قدمته جهات فرنسية، حول عقد مؤتمر دولي، يحمل في ختامه تهديدا مفاده، أنه إذا لم ينجح هذا المؤتمر، ستتبنى فرنسا الموقف الفلسطيني".

وأضاف البيان:" يشكل هذا الموقف تشجيعا بالنسبة للفلسطينيين بحضور المؤتمر، دون أن يساوموا على شيء، بينما المفاوضات مبنية على مفهوم المساومة".

وأضاف:" موقفنا واضح جدا، إننا مستعدون للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة ودون شروط تفرض علينا".

وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قد قال الجمعة الماضي، إن بلاده ستتبنى خلال الأسابيع القادمة مبادرة لعقد مؤتمر دولي، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأضاف:" في حال عرقلة مبادراتنا بخصوص الحل، فإننا سنتحمل مسؤوليتنا في الاعتراف رسمياً بفلسطين كدولة".

وقد رحبت السلطة الفلسطينية بالدعوة الفرنسية، وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، في بيان صحفي: " نرحب بدعوة فرنسا لتدخل دولي شامل وجاد نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وأضاف:" سنقوم بالاتصال مع فرنسا، فضلا عن غيرها من الشركاء الدوليين، للمضي قدما في هذا الاتجاه".

ومنذ نهاية أبريل 2014، توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي كانت ترعاها الإدارة الأمريكية، وما زالت اللقاءات الرسمية لبحث استئناف المفاوضات متوقفة.