الأحد  19 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| المحامي عليان ينحني للجمهور والأخير يرد عليه بالتصفيق الحار

2016-02-07 12:39:31 AM
خاص| المحامي عليان ينحني للجمهور والأخير يرد عليه بالتصفيق الحار
المحامي محمد عليان

 

الحدث- محمد غفري

 

انحنى والد الشهيد بهاء عليان، المحامي محمد عليان للجمهور، عقب إلقائه كلمة مؤثرة في الأمسية الثقافية "رح نبنيها"، ضمن حملة اليوم الوطني لشهداء القدس، ليرد الجمهور عليه بتحية وتصفيق حار تجاوز العشر دقائق وقوفاً.

 

ونظم مركز الفن الشعبي وحملة اليوم الوطني لشهداء القدس، لية أمس السبت، في مدينة رام الله، الأمسية الفنية "رح نبنيها".

 

وتضمنت الأمسية عرضاً فنياً لفرقة نقش للفنون الشعبية، وعرض غنائي آخر بعنوان "نزلنا ع الشوارع"، قدمته كورال الثورة يهدف إلى إحياء أغاني الثورة الفلسطينية القديمة.


وتحدث المحامي عليان (أبو خليل) في كلمته، من على مسرح قصر رام الله الثقافي، عن تلك الظروف الحياتية الصعبة التي تواجهها عائلة الشهيد، بدء من انتظارها لاستعادة جثمانه حتى يواري الثرى بشرف كما يليق به، إلى مواجهة قرارات الهدم والنوم في العراء داخل خيمة، حتى دفع الغرامات المالية الباهضة وقرارات الإبعاد المجحفة.

 

وختم عليان كلمته، بالتأكيد على أهمية الحاضنة الشعبية والرسمية الدافئة لقضية الشهداء، مضيفاً: "نحن الأقوياء، نحن الصابرون، نحن الصامدون، المؤمنون بعدالة قضيتنا".


يذكر أن حملة اليوم الوطني لشهداء القدس، تستهدف جمع التبرعات المالية من أجل شراء منازل جديدة؛ لعائلات شهداء الهبة الجماهيرية الحالية (انتفاضة القدس)، بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلهم  في وقت سابق.

 

وبدأت الحملة أنشطتها الميدانية، يوم الجمعة في مساجد الضفة الغربية والمسجد الأقصى، وختمت يوم أمس السبت الأمسية الثقافية "رح نبنيها" بتنظيم من مركز الفن الشعبي، والتي يعود ريعها لصالح الحملة أيضاً.


وتتواصل جمع التبرعات لصالح الحملة، اليوم الاثنين، في 14 كنيسة في مدينة القدس المحتلة ورام الله وبيت لحم.

 
وتتوج نهاية الحملة يوم غد الاثنين، من خلال جمع التبرعات مباشرة في صناديق ستوضع في مراكز المدن الرئيسية في الضفة الغربية، وهي: رام الله ونابلس وطولكرم وسلفيت وبيت لحم والخليل وخارج جامعة القدس - أبو ديس.

 

نص كلمة محمد عليان والد الشهيد البطل بهاء عليان في اُمسية رح نبنيها في قصر رام الله الثقافي:

بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الاخوات والاخوة مع حفظ الالقاب والمناصب والامتناع عن الترحيبات الخاصة لأننا الان في حضرة الشهداء
وفي حضرة الشهداء يكون الكل سواء ،
التحية كل التحية لشهداء الوطن ،
لشهداء الخليل عاصمة انتفاضة العزة والكرامة ،
لشهداء القدس مفجرة الانتفاضة وعروسها ،
لشهداء رام الله جميلة المدن وقائدة الانتفاضات ،
لشهداء نابلس وطولكرم وجنين ومخيمات الصمود والتحدي ،
تحية الى الزهرات الشهيدات اللواتي اقتطفن من غير اوان ..
الى الشموع التي احترقت ، وما زالت تحترق، لإضاءة مساحات العتمة في هذا الوطن .
تحية اليكم ، انتم الحاضنة الشعبية الدافئة التي اذابت عن اجساد الشهداء كل صقيع
تحية الى ذوي الشهداء الصبورين المكافحين رغم كل ما يحمله الثكل من الم وحزن ووجع .
ايها الاخوة والاخوات 
بداية وباسم ذوي شهداء الوطن ، نشكر المبادرين لهذا اللقاء الدافئ ونشكر هذا الجمع الذي غمرنا نحن عائلات الشهداء بكل الحب والتضامن والمؤازرة ، ونشكر الذين التفوا ، وما زالوا حول الحملة الشعبية لاسترداد الجثامين طوال اربعة اشهر وساهموا بالفعل والكلمة في معركة استعادة جثامين الشهداء التي لم تنته بعد ، نشكر الكل الوطني ونحن نعلم ان ليس ثمة من هو بحاجة الى هذا الشكر لان الكل يؤدي واجبه الوطني .
ايها الاخوة والاخوات
قلنا نحن ذوي الشهداء ان هذه الانتفاضة هي استثنائية بكل المفاهيم السياسية والفكرية والاجتماعية ، فهي انتفاضة جيل تمرد على حالة الجمود السياسي وغطرسة الاحتلال ، وغياب الفعل الناجز من القوى السياسية التنظيمية والرسمية ، ولأنها كذلك فقد افرزت شهداء استثنائيين ، خرجوا من قطاعات اجتماعية مختلفة وتوزعوا على كل انحاء الوطن ، خرجوا من الجامعات والمدارس واماكن العمل ، من المدن والقرى ، وبأجيال مختلفة وان كانوا في غالبيتهم العظمى من الشباب الواعد الحالم بمستقبل زاهر وآمن .
ولأن شهدائنا كذلك فقد قدر الله ان يكون لهم آباء وامهات وعائلات استثنائيون ، أباء وامهات يتمتعون بكل القوة والعزة والكرامة ، آباء وامهات تعالوا على الجراح النازفة ، لم يشغلهم الحزن والبكاء ، لم يلتفتوا بعد الى حالة الغياب ، لم يجدوا الوقت حتى اللحظة لاستعادة الذكريات مع الشهيد الغالي ، لم يدخلوا غرفته الخالية ، لم يتفقدوا ملابسة ومقتنياته واشياءه وربما كتاباته ورسوماته ، تركوا كل ذلك وانشغلوا في قضية اهم واسمى من كل الوجع والالم ، قضية الشهيد للكل ، الشهيد للوطن ، قضية ثقافة الشهيد الموحِدة (بكسر الحاء ) ، قضية ان لا يصبح الشهيد رقما من الارقام لا يذكره التاريخ الا رقما وفي احسن الاحوال اسما .. هؤلاء الآباء والامهات ايها الاخوة والاخوات صنعوا بوجعهم وقوتهم وارادتهم التي لا تنكسر ولا تلين ، ما لم تنجزه القوى السياسية منذ الرسمية والحزبية منذ سنوات مضت ، لقد رسخوا ثقافة ال " نحن" في زمن "الانا " والانقسام البغيض .. وحققوا الوحدة "الوحدة الوطنية" ، فارتفع في خيام العزاء والتضامن علم الوطن الجميل البهي الشامخ ، وكذا في الجنازات المهيبة كان العلم الفلسطيني يطاول السماء ، ولا شك ان رايات الفصائل والقوى السياسية كانت فخورة جدا وهي تتنحى لصالح هذا العلم الوطني الذي لأجله قاتل الشهداء وفي سبيله ارتقوا .
ايها الاخوة والاخوات
لقد بكت السماء وحزنت النجوم واختفى القمر خجلا ، ولم يبك الآباء والامهات ولم يحزنوا بعد ، وربما يكون هذا مخالف للطبيعة الانسانية التي تحتفظ بمكان للحزن مثلما للفرح ، للبكاء مثلما للبسمة ، ولكن شاء القدر ان يحتفظ الفلسطينيون الثكلى بوجعهم الى حين ، لان عنف الاحتلال واجراءاته التعسفية تجعلنا لا نلتفت الى ما في داخلنا من وجع والم ، فما ان تصبح والد شهيد حتى تتوالى عليك المصاعب والمتاعب : عليك ان تقاتل من اجل دفن الجثمان بشرف وكرامة ، عليك ان تعيش في العراء لبعض الوقت بعد هدم بيتك ، عليك ان تواجه اجراء سحب الهوية اذا كنت مقدسيا ، وحرمانك من التصريح اذا كنت من سكان الضفة الغربية ، ناهيك عن الطرد من مكان العمل والاعتقالات والغرامات الباهظة ووضعك في نقطة الاستهداف اليومي .. ومع كل نشكر الاحتلال على هذه الاجراءات لأنها زادتنا قوة ومنحتنا الكثير من العزيمة وغذتنا بالأيمان وعززت لدينا الصبر والاهم من كل ذلك فتحت امامنا نوافذ من الامل والحلم بالتحرير ..
هكذا نحن الان ايها الاخوة والاخوات وهكذا عائلات الشهداء من اقصى شمال الوطن الى اقصى جنوبه ، ولكني اصارحكم القول ، كوالد شهيد ، لا يتقن المزايدات او الادعاءات من أي نوع كانت لا، ان هذه القوة وهذا الايمان وهذا الصبر وهذه العزيمة ، يحتاج الى حاضنة دافئة ، الى حضن سياسي وشعبي يمنحها الدفء والاستمرارية ، لا يمكن مطالبتنا بالصمود دون ان يكون للمطالبين نصيب في هذا الصمود ، دون ان نلقى من المطالبين بالدعم والمساندة الفعلية .. هناك عشرة جثامين مقدسين ما زالوا في صقيع الثلاجات ، هؤلاء من سكان العاصمة الحالية والمستقبلية للدولة الفلسطينية ، العاصمة التي تستفرد بها سلطات الاحتلال وتبدع في تعذيب اهلها ، هؤلاء يحتاجون الى وقفة على المستويات الشعبية والاعلامية والسياسية الرسمية ، لا تجعلوا الجامين ينتظرون اكثر في الثلاجات ، لقد قتلنا وقتلهم الشوق لدفء الارض .
وأما قضية هدم بيوت الشهداء التي هُدمت والتي ستهدم وفقا لتهديدات الاحتلال ، يستطيع الاهالي الصمود في العراء ولكن لبعض الوقت ، وهنا لا بد ان اوجه شكري للقائمين على اليوم الوطني لشهداء القدس والهادف الى اعمار بيوت الشهداء ولكن هذه الحملة تحتاج الى كل المساندة الشعبية والسياسية ايضا وعلى المستوى السياسي الرسمي ان يتحمل مسؤوليته في هذا الاطار ..
ومن اجل ان لا يكون الشهيد رقما نطالب نحن ذوي الشهداء المستوى الشعبي والرسمي على ترسيخ ثقافة الشهداء وتنظيم فعاليات ثقافية تتناول وصايا وقصص وحياة الشهداء ، جميع الشهداء لان وراء كل شهيد قصة ورواية تستحق الدراسة والمتابعة والاهتمام .
بعد كل ذلك ايها الاخوة والاخوات ربما نجد الوقت للحزن والبكاء واستحضار ماضي اولادنا الشهداء بكل ما في ذلك من الم ووجع ودموع .
وحتى ذلك الوقت نحن الاقوياء ، الصابرون الصامدون المؤمنون بعدالة قضيتنا .

 

 

 

كلمة والد الشهيد بهاء عليان المحامي محمد عليان خلال أمسية "رح نبنيها"

Posted by ‎الحدث سوشل‎ on Sunday, February 7, 2016