الحدث- علاء صبيحات
حاجز الجلمة المسمّى على إسم القرية التابعة للسلطة الفلسطينية، المحاذية له "الجلمة"، و الذي يعتبر بقعة ضوء في نظر البعض، والقابع في نهاية شارع الناصرة على أطراف مدينة جنين الشمالية الشرقية، تعرض مساء أمس عند ما يقارب الساعة السابعة والنصف لإطلاق نار من قبل أشخاص مجهولين كما يقول رئيس مجلس قروي الجلمة خالد أبو فرحة.
يضيف أبو فرحة أن مطلقي النار كانوا يركبون دراجة نارية، وبعد إطلاقهم بضع رشقات من الرصاص دخلوا لقرية الجلمة ثم اختفوا فيما بعد.
لا تنتهي القصة ههنا كما يقول أبو فرحة بل إن قوات الاحتلال قامت باقتحام القرية، بالإضافة لاقتحامها قرى مجاورة كقرية عرابة.
واستمر اقتحام القرية كما يقول أبو فرحة حتى الساعة الواحدة صباحا، شمله تفتيش لكمرات المحال التجارية قرب الحاجز وداخل القرية.
لا فائدة اقتصادية
يقول أبو فرحة إن القرية تعاني من تواجد الحاجز، فالمنطقة كاملة تقع ضمن نطاق "منطقة عسكرية مغلقة"، والبناء على حدود القرية ممنوع بتاتا.
مما يعني كما يقول أبو فرحة إن عدداً كبيرا من أراضي القرية أصبحت لا تصلح للبناء.
ويؤكّد أبو فرحة أن الإزعاج بسبب الحاجز كبير، والاستفادة كانت قبل عام 2000 أكثر من هذه الأيام.
في تلك الأيام كما يقول أبو فرحة كان البائعون المتجولون وأصحاب البسطات يقدمون السلع الاستهلاكية، كالبيض والخضار واللحوم ومواد كثيرة أخرى، لفلسطينيي الثمانية وأربعين وتسعمئة وألف الذين يزورون مدينة جنين عبر الحاجز ويعودون لبلداتهم من خلاله.
حجم الاستفادة
أما هذه الأيام كما يقول أبو فرحة فإن الاستفادة تقتصر على بيع بعض الخضار، بالإضافة لعشر عمّال صيانة تقريبا يعملون داخل الحاجز من سكان قرية الجلمة.
العمليات المنفذة على الحاجز
وفي تعليقه على هذه الحادثة يقول أبو فرحة إن منفذي العملية هم غالبا من خارج القرية، فلم يتبين أن لهم أثرا داخل القرية، ولم تعتقل قوات الاحتلال أحدا من الجلمة.
و قال أبو فرحة إن الحاجز تعرض لعدة عمليات مشابهة من قبل وفي كل مرة يكون رد الفعل بنفس الهمجية من قبل قوات الاحتلال.
واستذكر أبو فرحة استشهاد الشبان على الحاجز في فترات متفاوتة ما بعد شهر رمضان وقبله من العام الماضي.
ويقول أبو فرحة إن لجنة شكّلها محافظ جنين من القوى الأمنية المشتركة وتشمل عناصر من جهاز الأمن الوقائي والمخابرات العامة والشرطة الفلسطينية عملت على وضع حاجز لها قبيل حاجز الجلمة.
ويضيف أبو فرحة أن هدف هذه القوة منع محاولي تنفيذ عمليات الطعن القادمين للحاجز، حفاظا على أرواحهم وأرواح الفلسطينيين على الحاجز.
مؤكدا أن هذه القوة أعادت عددا لا يستهان به من الفتيات والأطفال القادمين لتنفيذ عملياتهم قبيل أن يبدأو بالركض قرابة ال60 مترا في العراء لتنفيذها.
مضيفا أن هذه القوة عملت من منذ العام تقريبا حتى اليوم، من الساعة الثامنة صباحة وحتى السابعة ليلا، منوها إلة أن العملية التي حدثت مساء أمس كانت بعد أن رحلت القوة عن الحاجز بنصف ساعة.
وأكد أبو فرحة أن الوجود في وجه المحتل هو بحد ذاته مقاومة، مضيفا أن الاحتلال يسعى لتقليص أعدادنا ومسح وجودنا وتعذيبنا بشتى الوسائل، وعلى هذا فإن ردات الفعل أمر بديهي الحدوث.
عدد عابري معبر الجلمة
يؤكد أبو فرحة أن عدد عمال الضفة الذين يعملون في الداخل المحتل ويحملون تصاريح العبور عبر حاجز الجلمة هم 3000 تقريبا، وعدد حاملي تصاريح التجارة 1000 تقريبا، وعدد عابري الحاجزي من أهل الضفة الغربية الذين تتجاوز أعمارهم 55 سنة (عمر السماح بالدخول بدون تصاريح) هم حوالي 400.
ويضيف أبو فرحة أن عدد السيارات الخاصة بفلسطينيي الثمانية وأربعين وتسعمئة وألف الذين يدخلون إلى الضفة في ايام الخميس والسبت والأحد يتجاوز 1000 سيارة في اليوم، و300 سيارة في الأيام العادية.
مؤكدا أن عدد طلاب الجامعة العربية الأمريكية من فلسطينيي الداخل المحتل والذين يعبرون الحاجز يوميا تقريبا هم أكثر من 3000 طالب.
وأكد أبو فرحة أن هذا الحاجز هو شريان حياة لمدينة جنين إذا ما أغلق سيعتبر ذلك كارثة على معظم السوق الفلسطيني من أطباء أسنان وأصحاب محال الخضار والحلّاقين وملّاك المطاعم.
أحداث مدينة جنين
وفي نفس السياق يقول عنان قرعاوي من سكان مخيم جنين إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين واشتعلت المواجهات على شارع الناصرة وقرية خروبة والحارة الشرقية من المدينة.
في حين تتضارب الأنباء كما يقول قرعاوي حول دخول قوات الاحتلال لدكانٍ على شارع الناصرة، ومصادرتها لأشرطة كمرات المراقبة منه.
لكنه يؤكد أن قوات الاحتلال بقيت في المدينة منذ ما بعد حدث الجلمة حتى ساعة متأخرة من الليل
اعتقالات بلدة قباطية
فيما قالّ رئيس بلدية قباطية قاسم علاونة إن قوات الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية مع ساعات الفجر البلدة وشنت حملة اعتقالات.
وأضاف علاونة أن حملة الاعتقالات شملت كلا من أحمد نافع كميل، وخالد وليد زكارنة، وأنس كميل، و وليد بلال كميل.
في حين أكّد علاونة للحدث أن أسباب الاعتقال والتهم الموجهة للشبان لم تعرف بعد، مؤكدا على أن الاعتقالات جاءت بعد ساعات من عملية إطلاق النار على الجلمة.