الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الحريري" لصحيفة فرنسية : الوضع الأمني في لبنان يتدهور

2014-10-13 03:16:16 PM
صورة ارشيفية

الحدث- بيروت
حذر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، من أن الوضع الامني في البلاد "يتدهور" منذ تدخل حزب الله للقتال إلى جانب قوات النظام السوري، واصفا تنظيم "داعش" بأنه "مجموعة إرهابية" لا تمثل "الغالبية الساحقة" من المسلمين.

وقال الحريري، وهو زعيم تيار "المستقبل" الأكثر تمثيلا لدى السنة في لبنان ورئيس الكتلة البرلمانية الأكبر في البلاد، في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشرتها اليوم الإثنين، إن ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية " الشهير باسم "داعش" والذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، "غير كافية"، داعيا إلى "دعم القوى المعتدلة في المنطقة".

وردا على سؤال يتعلق بالوضع الأمني في لبنان وما إذا كان سيشهد توترا؟ قال الحريري، "نعم، الوضع يتدهور. بداية، حصل تدخل من قبل حزب الله في الحرب في سوريا ابتدا من العام 2012"، لافتا إلى أن "هذا التدخل من حزب - ميليشيا لبناني على أرض أجنبية حصل من دون استشارة اللبنانيين ولا الدولة اللبنانية".

وسخر من مبرر الحزب بأنهم "ذهبوا إلى هناك لمنع المجموعات الإرهابية السورية من القدوم إلى لبنان، بيد أن هذه المجموعات نفسها تتذرع بتدخل حزب الله في سوريا لجلب المعركة إلى لبنان!".

وأشار إلى الضغوط التي يتعرض لها لبنان بسبب "تدفق 1.3 مليون لاجئ سوري. (ذلك) كما لو كان على فرنسا استضافة 20 مليون لاجئ في غضون 3 سنوات"، مستطردا "ما من بلد يمكن أن يواجه نسب كهذه".

وقال في معرض رده على سؤال حول رأيه بظهور "داعش"، إن "ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" ليس لا دولة ولا إسلامية. بل هو مجموعة إرهابية ترتكب أفعالا همجية ودنيئة باسم ديننا".

وأضاف أن "الغالبية الساحقة من المسلمين معتدلون، لكن على ممثليهم السياسيين أن يُعطوا مصداقية أكبر"، لافتا على سبيل المثال إلى أنه "عندما كانت غالبية المعارضة السورية معتدلة وديمقراطية، لم تحصل على دعم المجتمع الدولي، إلا كلاميا".

واستدرك الحريري مضيفا "المعتدلون في العالم العربي متحدون وعازمون على مكافحة التطرف، ولكن عليهم أن يواجهوا في الوقت نفسه تدخل إيران في بلدانهم".

وحذر من أن هذا "الشعور بالإحباط تستغله الدولة الإسلامية. اليوم في سوريا، الشعب محكوم بخيار مستحيل بين الدولة الإسلامية وبشار الأسد".

ورأى في هذا الإطار أن "ضربات التحالف العسكرية ضرورية لكنها غير كافية. للأمد البعيد"، واستتبع حديثه بالقول "يجب بأي ثمن دعم وتعزيز المعتدلين، أي الذين يرفضون التعصب الديني ويدعون إلى الفصل بين السياسة والدين في شؤون الدولة ويحترمون المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان".

وحذر من أن "لبنان نموذج للتسامح والعيش المشترك للمنطقة كلها، مهدد اليوم بالاهتراء المؤسساتي، نتيجة الشغور في الرئاسة الأولى (رئاسة الجمهورية)"، مضيفا "نحاول منذ أيار (مايو الماضي) انتخاب رئيس للجمهورية ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لإنهاء هذا الشغور".

وشدد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق على أن "المساعدة الدولية ضرورية لامتصاص تأثير تدفق النازحين السوريين إلى لبنان ودعم الجيش اللبناني في معركته ضد المجموعات المتطرفة"، مضيفا أن "الملك السعودي عبد الله (بن عبد العزيز) وضع في تصرف الجيش والقوى الأمنية في لبنان مبلغ مليار دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة في مجال مكافحة الإرهاب. ويشرفني أن أكون موكلا توزيع هذه الهبة".

وأكد الحريري على التزام السعودية بتمويل شراء أسلحة فرنسية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار وقال هو "اتفاق بين فرنسا والسعودية، وأنا لست طرفا فيه. وأعتقد أن هذا الاتفاق سار وأن الأمور ستتحقق قريبا".

وكان الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، أعلن في ديسمبر/كانون أولالماضي عن مساعدة بمقدار 3 مليارات دولار من السعودية مخصصة لتقوية قدرات الجيش اللبناني ولحصوله على أسلحة جديدة وحديثة، لافتا إلى أن المساعدة السعودية ستسمح بتسليح الجيش من قبل الجانب الفرنسي.

وفي 6 أغسطس/ آب الماضي، أعلن الحريري،عن هبة ملكية سعودية أخرى بقيمة مليار دولار أمريكي، دعما للجيش اللبناني في حربه على "الإرهاب"، وخصوصا بعد المعارك التي شهدتها بلدة عرسال الحدودية مع سوريا بين قوات الجيش ومجموعات مسلحة في نفس الشهر.

ووصف الحريري، الملك السعودي بأنه "على رأس النضال الثقافي والسياسي ضد التطرف الذي يدعي الانتماء إلى الإسلام، ولولا دعم الملك ومشاركته، لما كان هناك تحالف دولي ضد الدولة الإسلامية"، موضحا أن "نواة وأساس الدولة الإسلامية مكون من السجناء السابقين لتنظيم القاعدة الذين أطلق سراحهم عن قصد من سجون (رئيس الوزراء العراقي السابق) نوري المالكي في العراق و(الرئيس السوري) بشار الأسد في سوريا. كلاهما اعتقد أن خلق فزاعة إرهابية يجعله أساسيا في نظر الدول الكبرى. لكنهما خلقا وحشا خرج عن السيطرة".