الحدث- علاء صبيحات
سلسلة من الأخطاء تتزاحم فوق جسدها الصغير، منهكة هي من تلك الأسلاك فوق صدرها البريء، يتزاحم في عينيّ والدَيها الدمع ويروي والدها القصة والحزن يطغى.
لمى طفلة عمرها يقاس بالأيام ، كانت في زيارة مع أمها لبيت جدها في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بان عليها المرض فنقلت لعيادة الدكتور خالد فريحات في نفس البلدة.
هكذا قال والدها إبراهيم جبارين من سكان رام الله، متابعا أشار الطبيب خالد بأن علينا نقلها للمشفى الأقرب، فنقلت للمشفى ذي السمعة العالية مستشفى الرازي الخاص.
فاستقبلوها كما يقول والدها وعلى حدّ زعمهم أول الأمر أنهم أنقذوا حياتها، ليتبين فيما بعد أن عندها حموضة بالدم وصعوبة في التنفس.
ثم يضيف والدها باكيا، أصبحت منذ ذاك الوقت تعيش على الأجهزة، أجهزة التنفس وأجهزة أخرى، وكأن جسدها يتسع لهذا.
ثم اتضح كما يقول الوالد إن المشفى غير قادر على تشخيص حالتها، فأجريت عليها تجارب عدة بين زراعة دم وفحص بول، وبقي فحص القلب.
ليتضح أن جنين مدينة خالية من أخصائيي قلب الأطفال، فتواصل الوالد مع الدكتور عمر العسالي الذي قدم بالواسطة من مدينة نابلس، وأخذ من المال ضعف ما يأخذ عادة.
وبعد فحصها تبين أن الطفلة تشتكي من فتحة بين البطينيين، و أوصى الدكتور العسالي بعملية فورية واجبة العمل للطفلة.
فأرسل تقرير للمقاصد كان الرد عليه سلبيا لأنه "لا يوجد متسع أو مجال" وهذا كان الرد الأول كما قال والد الطفلة.
ثم أرسلنا التقارير للدكتور محمود النشاشيبي، ليقول لنا أن فتحة القلب لا تسبب حموضة الدم وصعوبة التنفس، كما قال الوالد مضيفا أن الطبيب أوصى في تقريره أن تبحث مستشفى "الرازي" عن السبب الحقيقي للمرض. وأن فتحة القلب غير خطيرة ويمكننا الإنتظار.
تدهورت حالة الطفلة يوم الخميس، فأصبح عندها فشل في الكلى والكبد، وظهرت حالة استرواح في الصدر وأصبحت حالتها صعبة جداً في هذه الأثناء.
يقول الوالد أن أوراق الطفلة وصلت لقسم التحويلات يوم الخميس، فكان رد التحويلات أن المستشفى كتبت في تقريرها أن الطفلة عندها التهاب في البول.
وفي هذه الحالة يحب على المستشفى معالجة الطفلة من التهاب البول، كما قال ابراهيم والد الطفلة، مضيفا أن الدكتور الذي يتابع حالتها أطلع الأسرة بأن علاج التهاب البول يستمر لعشرة أيام.
الطفلة لا زالت على قيد الحياة بفضل الله، لكنها لا زالت في مشفى الرازي وبوضع سيء جداً حسب ما قاله الطبيب المتابع لحالتها لوالدها، ويقول الوالد إنه يتوجس خيفة في كل لحظة يعلو فيها صوت سماعات المشفى، حتى لا يكون خبر المصيبة قد حصل.