الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | الاقتراح السعودي لإسرائيل هي الصفقة التي يحلم بها ترامب في الشرق الأوسط

2017-05-20 10:19:02 AM
ترجمة الحدث | الاقتراح السعودي لإسرائيل هي الصفقة التي يحلم بها ترامب في الشرق الأوسط
لحظة وصول ترامب إلى السعودية (تصوير: AP)

 

ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى

 

نشرت صحيفة هآرتس تحليلا اخباريا حول عملية السلام وبوادر التطبيع الاسرائيلي العربي بقيادة السعودية.

 

وفيما يلي نص المقال المترجم:

 

وسط صمت وسائل الإعلام العربية بعد نشر تقرير عن خطة دول الخليج للتطبيع الجزئي مع إسرائيل، فإنه لم يرد أي رد رسمي من المملكة العربية السعودية أو دول الخليج أو قطر. وفضل المندوبون العاديون التعامل مع مسائل أخرى، وكأنهم لم يسمعوا ولم يشاهدوا صحيفة وول ستريت جورنال. ويبدو أن المتحدثين الحكوميين المعتادين في إسرائيل يعانون أيضا من حالة تؤثر على الحبال الصوتية.

 

وعندما ظهرت تقارير مماثلة في الماضي، فإن المتحدثين الرسميين، العرب والإسرائيليين على السواء،كان من المفترض أن يصدروا نفيا، ولكن هذه المرة لم يكن هناك نفي. وهذا يشير إلى وجود أساس متين لمبادئ الاقتراح - على الأقل بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

 

وفي يوم الثلاثاء، تم العثور على آخر التفاصيل بين ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماعهما في واشنطن بعد اجتماع ترامب السابق مع محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما نجل الملك السعودي والحكم الفعلي للمملكة.

 

وتستند المراسيم الثلاثة للاتفاق الجديد إلى منح تصاريح للشركات الإسرائيلية لفتح فروع لها في دول الخليج، والسماح للطائرات الإسرائيلية التي تطير عبر الولايات المتحدة بالتحليق في المجال الجوي، وتركيب خطوط هاتفية مباشرة بين البلدين. ولا يزال هذا ليس التطبيع الكامل الذي وعد به في مبادرة السلام العربية عام 2002 أو التي تمت المصادقة عليها في في القمة العربية في أبريل / نيسان في الأردن.

 

ولكن إذا جاء إعلان رسمي من الرياض بشأن هذه المبادرة، فإنه يستحق عنوانا تحت مسمى "تاريخي"، لأن الانسحاب الكامل من جميع الأراضي المحتلة لم يعد شرطا للتطبيع الكامل ونهاية الصراع للمرة الأولى. وبدلا من ذلك، فإن هذا الاقتراح هو خارطة طريق، تتألف من خطوات، أولها التزام بتعهد إسرائيل بتجميد البناء في الأراضي.

 

والابتكار الآخر هو أن دول الخليج سوف تترجم مشاركتها العملية إلى لغة يمكن أن يفهمها الجمهور الإسرائيلي. وقد تكون قادرة على ممارسة ضغوط محلية ودولية على الحكومة الإسرائيلية إذا قررت رفض المبادرة.

 

هل هذه هي الطريقة التي يعتزم ترامب أن يخلق صفقة التي يحلم بها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تكون دول الخليج مستعدة للتعاون الآن؟

 

إن قادة معظم الدول العربية لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع اليمين الإسرائيلي. ويرى الطرفان أن ترامب هو المنقذ بعد باراك أوباما. كلاهما له مصلحة في كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ولا إسرائيل ولا دول الخليج لديها قوة عظمى بديلة للولايات المتحدة. وقد أدى القلق بشأن تحطيم العلاقة الفريدة التي نشأت على مدى عقود بين دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية والإدارات الأمريكية، إلى الاستنتاج بأنه ليس هناك خيار سوى تقوية العلاقات مع الرئيس الأمريكي الذي قد يكره المسلمين ولكن يفهم لغة المصالح.

 

ومن ثم دعى ترامب الى عدم عقد قمة واحدة بل الى ثلاثة، واحد مع الملك السعودي والثاني مع قادة دول الخليج والثالث مع قادة الدول الاسلامية السنية حيث سيقدم خطابا الى "العالم الاسلامي". 

 

وسيكون من المثير للاهتمام مقارنة خطاب ترامب مع قادة العالم الإسلامي بخطاب أوباما في القاهرة في عام 2009، حيث تعهد بتشكيل تحالف مع الدول الإسلامية بعد فترة من البرودة تحت الرئيس جورج بوش.

 

 

وسيوقع ترامب والملك السعودي سلمان اتفاقين بقيمة مئات المليارات من الدولارات. واحد ينطوي على صفقة أسلحة ضخمة تبلغ حوالي 100 مليار بداية مع خيار أن تصل  إلى 300 مليار دولار على مدى عشر سنوات. والثاني هو صفقة استثمار سعودي في البنية التحتية في الولايات المتحدة بنحو 40 مليار دولار. هذا بالاضافة الى اتفاقية الدفاع الجديدة التى سيتم توقيعها بين واشنطن والولايات المتحدة.

 

وفي الماضي، ستنضم دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى المبادرات العربية التي جاءت أساسا من مصر. وكانت المبادرة السعودية عام 2002 غير عادية في هذا الصدد، ولكن بعد غرقها في بحر من الاعتراضات الإسرائيلية، التفتت السعودية إلى المبادرات المحلية، مثل المصالحة بين حماس وفتح أو التعامل مع السياسة الداخلية في لبنان. سلمان، وخاصة ابنه، يحاولان أن يكونا نشيطين سياسيا وإن لم يتسم الأمر بالنجاح دائما.  إن الحرب الفاشلة في اليمن هي مثال على ذلك، الضعف في التعامل مع الأزمة في سوريا هو الآخر دليل على ذلك. 

 

والآن سيحاولون توجيه تحرك سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين. إن ميزة المملكة العربية السعودية وحلفائها في الخليج هي أنه ليس مطلوبا ولا تنوي السعي للحصول على اتفاق عربي شامل للتحركات التي تتخذها بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ويعتبر العراق حليفا لإيران، وتنتشر ليبيا، واليمن في حالة حرب، والأردن ومصر تدعمها المملكة العربية السعودية، كما هي الحال في بعض دول المغرب العربي. وبالتالي، فإن التطبيع الجزئي أو الكامل بين دول الخليج وإسرائيل لن يلزم الدول العربية الأخرى. بيد انها ستقرر مسألة من هو المسؤول عن عملية السلام المتوقفة اذا لم تنطلق المبادرة من الارض. وإذا تقدمت إسرائيل والفلسطينيون نحو تجديد المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية، يمكن أن تكون بمثابة نفوذ أساسي.