السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | القدس بدون فلسطينيين

2017-07-20 06:53:53 AM
ترجمة الحدث | القدس بدون فلسطينيين
رجل مسن يجلس امام باب الاقصى المغلق

 

ترجمة - أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس التحليل التالي حول الاوضاع التي تشهدها مدينة القدس المحتلة.

 

وفيما يلي نص التحليل مترجما:

 

هل فكرة أن تكون مدينة القدس القديمة بلا فلسطين هي فكرة لا يمكن تصورها؟ لم يكن ممكناً طرح هذا السؤال إذا لم يكن من الممكن تخيله. وبالنظر إلى مدينة الأشباح في الخليل وجحيم غزة المحاصرة، فإنه ليس هناك خيارات سوى ديناميكية اتفاقات أوسلو المؤقتة بالإضافة إلى الهوس الأمني الموجود قد تؤدي إلى سيناريو مماثل في القدس.

 

في إسرائيل، الأمن هو فقط لليهود ودولتهم. والحقيقة أن الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حكم هذه الدولة يعيشون دون أي نوع من الأمن المادي والغذائي والعمل، كما يتم استثناؤهم من أي مواقع كبرى في الدولة.

 

من أجل أمن المستوطنين في الخليل، عاقب اسحق رابين الفلسطينيين بفرض حظر التجول وفصل المدينة بسبب المجزرة التي ارتكبها الدمتور باروخ غولدشتاين (مجزرة الحرم الإبراهيمي). عدد قليل من العرب في شوارع الخليل، المزيد من الأمن لليهود. وجميع الذين جاؤوا بعد رابين أخذوا تابعوا ذات النهج بحق مدينة الأشباح (الخليل).

 

تواصل إسرائيل التعامل مع محادثات السلام على أنها لعبة كرم قدم أو مباراة أو مصارعة يجب أن يكون فيها فائز وخاسر. لقد اختفى السلام كمصلحة مشتركة من المعجم الانفعالي والفكري بالنسبة للإسرائيليين. ومنذ عام 1994، أرسلت أوامر القادة والإجراءات التي قام بها الجيش والإدارة المدنية على الأرض رسالة عكسية مفادها أنه "يجب أن نهزم الفلسطينيين في المفاوضات".

 

وما الذي يشكل النصر؟ فين حين لا توجد دولة فلسطينية مستقلة بحسب اعتبارات الأمم المتحدة في قراراتها، التي وافق عليها الفسلطينيون منذ عام 1988.

 

إن الفصل بين قطاع غزة (منذ 1991) وبقية الأراضي الفلسطينية، وفصل القدس الشرقية (منذ عام 1993) عن كل من الضفة وغزة كانت تدابير أمنية مؤقتة ظاهرياً. ولكن منذ بدء تنفيذ اتفاقات أوسلو، أثبتت إسرائيل أنه بدلاً من إنهاء عمليات الفصل هذه، فإنها تجعلها أسوأ.

 

وفي المعارك المؤقتة التي شنت منذ عام 1994، هُزم الفلسطينيون، وذلك من خلال ضعفهم المزمن، حيث خلقوا نظاماً مكرراً ومرهقاً للحكم الذاتي المحدود تتداخل اهتماماته مع البقاء على قيد الحياة واهتمام إسرائيل بمواصلة المفاوضات الصورية التي لم نتتج سوى (السيادة الوهمية).

 

لمرة واحدة كانت المفاوضات وسيلة، ولكن عندما أصبح السلام أكثر بعداً وبات يشبه السراب، أصبحت المفاوضات في نهايتها. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه على الرغم من كل هذ الاستسلام المؤثت، إلا أن القيادة الفلسطينية لم تصدر بعد التوقيع على اتفاق "التسليم النهائي".

 

وهذا هو سبب الاعتقالات اليومية ونقاط التفتيش والغارات والطرق الجديدة والأحياء للمستوطنين والأشخاص الذين ألقي القبض عليهم على مواقع الفيسبوك وأحكام قضاة القدس التي أطاحت بالفلسطينيين وأخرجتهم من ديارهم حتى يتمكن اليهود من السيطرة عليها، والحروب التي تحدث كل بضع سنوات، هل هي جميعاً خطوات جديدة في المفاوضات؟

 

يجب جعل الوضع أقل سوءً، وبالتالي يصبح من الضروري عقد مفاوضات مؤقتة حول "استعادة الوضع السابق" والذي لن يتم استعادته في الواقع. ويأمل الإسرائيليون خطوة بعد الأخرى بأن يتقدموا نحو توقيع فلسطيني على الاستسلام!

 

واليوم، أجهزة الكشف عن المعادن باتت إجراء أمني وضروري في ظاهره، ومن الواضح أن هذا ليس له صلة بالخطوات الأخرى -البيروقراطية والتخطيطية والقانونية والإدارية- التي اتخذتها إسرائيل بصورة منهجية لتفكيك القدس الشرقية بوصفها مدينة فلسطينية وعاصمة دولة فلسطين.

 

وفي الواقع الحالي، تظهر إسرائيل وكأنها تدافع عن نفسها، وأن الفلسطينيين هم المهاجمون. وهذا يتيح لإسرائيل أن تجعل سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين أكثر قسوة، بشكل تدريجي ولكنه مستمر. وفي ظاهره يبدو وكأنه رداً على هجوم الفلسطينيين.

 

الأمن لليهود فقط، والمفاوضات الدائمة والفصل والحصار حتى يستسلم الفلسطينيون، وجميع العناصر التي تسببت في حصار غزة والخليل، يمكن أيضاً أن تكون موجودة في القدس في أي لحظة.