الخميس  18 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث"| يد الاقتصاد الخفية تقيد الأردن في أزمة السفارة

2017-08-08 10:24:55 AM
ترجمة
المعبر الحدودي بين الأردن وإسرائيل (كلكليست)

 

الحدث- عصمت منصور

الأزمة الحالية في العلاقات بين الأردن وإسرائيل مرشحة للتطور وتعتبر من الأزمات الجدية بين الدول، إلا أن الاردن لا مصلحة لها في تطويرها، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها العلاقات الاقتصادية وارتباط الاقتصاد الأردني بإسرائيل، الذي قد يصل إلى حدود التبعية، وفق ما شرحته وألقت الضوء عليه صحيفة "كلكليست" الإقتصادية الإسرائيلية.

 

الأردن وفق الصحيفة يعتمد في اقتصاده على الخارج بشكل شبه كامل، وأدرك في السنوات الأخيرة أن الاقتصاد الأقوى والأكثر استقراراً الذي يمكنه أن يعتمد عليه هو الاقتصاد الاسرائيلي، وهو ما لا يجرؤ على الإعتراف به بسبب الرأي العام الأردني المعادي لإسرائيل، والذي يرى بها دولة عدوة يرفض لفكرة التطبيع معها.

 

ثمن أزمة قطر على الاقتصاد الأردني

الحصار الذي فرضته دول الخليج على قطر تسبب بخسائر فادحة للاقتصاد الأردني، الذي كان يصدر ما قيمته 10% من انتاجه الزراعي، والذي يقدر بـ100 مليون دولار عبر الممر البري، الذي يمر من السعودية توقف.

 

قطر أيضا تشغل ما يقدر بحوالي 40 ألف أردني اصبح مصيرهم مجهولا، لأنهم لن يجدوا بديلاً في بلدهم الأم في حال تفاقمت الأزمة وقرروا العودة إلى أرض الوطن في ظل بطالة تصل وفق إحصائيات غير رسمية إلى 30% بسبب الأزمة التي تشهدها كلاً من سوريا والعراق.

 

لجنة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أفادت أن حجم التبادل التجاري بين الأردن وإسرائيل وصل إلى 500 مليون دولار في العام 2014، وهذا يغطي بشكل جزئي فقط التعاون بين البلدين، لأن ميناء حيفا بعد إغلاق الموانيء السورية، أصبح الملاذ الوحيد للشاحنات والبضائع الإسرائيلية، حيث يوفر ميناء حيفا على التجار الأردنين ملايين الدولارات، الذي يجنب الأردن استخدام ميناء العقبة وقناة السويس مروراً بتركيا إلى أوروبا رغم أن الاعلام الأردني يتجاهل ويقلل من أهمية ميناء حيفا، واعتماد الأردن عليه إلا أن الأرقام تظهر الارتفاع الكبير في حجم الشاحنات التي تعتمد عليه حيث ارتفعت من 300 شاحنة في الشهر عام 2011 إلى 900 شاحنة شهرياً في 2013.

 

اعتراف الأردن بأهمية الاقتصاد الإسرائيلي تجسد في مشروع "بوابة الأردن" الذي يطمح لإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين يتم الربط بينهما بجسر جديد بطول 350 متر دون الحاجة إلى تأشيرات دخول  وهو مشروع لا يتم التطرق إليه في الاعلام الأردني، ولكنه مؤشر أيضاً على أن المستقبل الاقتصادي والتجاري للأردن مرتبط في إسرائيل.

 

شراكة استراتيجية

الأردن وضعت كل ثقلها في إسرائيل في مجالات الطاقة والمياه، وهي تعتمد على إسرائيل في حاجاتها الأساسية، وهو ما يتسبب في حالة رفض ويواجه بمعارضة من الشارع الأردني وهو ما ترد عليه الجهات الرسمية بعدم وجود خيارات أخرى.

 

الأردن تعتبر واحدة من الدول الخمس الأكثر فقراً في العالم في المياه، ومحاولات المملكة في التغلب على النقص الحاد في المياه من خلال تطوير الموارد الداخلية أثبت عدم جدواه مما اضطر متخذي القرار في النهاية، إلى الاشتراك في قناة البحرين أو البحار مع إسرائيل والاتحاد الاوروبي ودول غربية أخرى من تمول المشروع والذي سيستمر بناءه سبع سنوات.

 

إلى جانب المياه قررت الأردن بعد تردد إلى الاعتماد على الغاز الإسرائيلي حيث وقعت في العام 2016 اتفاق لاستيراد غاز من حقل "ليفياتان" لتزويد شركة كهرباء الأردن بـ 40% من احتياجاتها لمدة 15 عاماً مقابل 10 مليار شيقل.