ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة اسرائيل هيوم تحليلا سياسيا حول أكبر مشكلة تواجه الفلسطينيين،
وهي في نص المادة المترجمة التالية:
رام الله تشعر بالخديعة لأنَّ الولايات المتحدة تقف "كليًّا" بجانب إسرائيل. ولكن المشكلة ليست الولايات المتحدة، فالأمريكيون ببساطة يختارون العمل مع الجانب الذي يُظهر الرغبة في العطاء بدلا من الاستمرار في الأخذ.
إن رياح الحرب التي تهب من كوريا الشمالية لا تمنع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من إرسال صهره جاريد كوشنر والممثل الخاص للشؤون الدولية جيسون غرينبلات إلى إسرائيل مرة أخرى. وإذا لم يستطع ترمب إحداث سلام في الشرق الأوسط فإنه على الأقل يحاول أن يكون هناك رياح للسلام.
ولا تشعر السلطة الفلسطينية بسعادة غامرة، وذلك بالحديث على الأقل عن الجهود الدبلوماسية المكوكية الأمريكية الوشيكة. وكان مراسل صحيفة إسرائيل هايوم دانييل سيريوتي قد كتب الأسبوع حول اليأس في رام الله حيث توصل الفلسطينيون إلى أن الولايات المتحدة تقف بشكل كلي إلى جانب إسرائيل. هذا الاستنتاج غريب قليلاً بالنظر إلى أن الكثير من الناس حاولوا خلال الأشهر القليلة الماضية خلق انطباع بأنَّ واشنطن من المتوقع أن تمارس ضغوطاً هائلة على إسرائيل لتقديم تنازلات.
إنَّ أكبر مشكلة بالنسبة للفلسطينيين هي الفلسطينيون أنفسهم، لأنهم دائماً يطرحون أعذاراً أو أمور أخرى. أما واشنطن فهي مهتمة حقاً بإحراز تقدم. وقال ترمب أنه يعني ذلك، ويختار الأمريكيون الانخراط مع الجانب الذي يُظهر الرغبة في العمل بشكل مشترك، والأهم من ذلك، الجانب الذي يُظهر الرغبة في العطاء بدلاً من الأخذ.
ويميل المنظور القديم إلى وضع القضية الفلسطينية في مركزها. أما المنظور الجديد يظهر لنا طريقة مختلفة ، حيث تُبدي دول الخليج والأردن ومصر جواً من اللامبالاةة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وليس من المتوقع أن نرى أية موجة من الفرح في ساحات جدة أو الرياض أو حتى البحري إذا ما تم اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
إن حادثة إطلاق النار في السفارة الإسرائيلية بعمَّان، الشهر الماضي، أثبتت مدى استمرار الدافع وراء الشارع العربي بغريزته المعادية لإسرائيل، ولكن شيئاً إيجابياً يحدث خلف الكاميراً، ونصف الزجاجة الممتلئ هو المصالح المشتركة بين إسرائيل ومختلف الدول العربية المجاورة. أما النصف الفارغ فهو وجود مصالح "عادلة" مشتركة. وسيكون من الصعب جداً إقناع العائلة المالكة السعودية بأنها تستطيع التحدث إلى رعاياها حول السلام مع إسرائيل. ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.
ولكن القصة الحقيقية هنا هي الشكوك التي تنظر إليها واشنطن والسلطة الفلسطينية فيما بينهما. وفي واشنطن، على الرغم من الرغبة القوية في التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أنهم يفهمون أن رام الله لن تستطيع تنفيذ الصفقة و"تسليم البضاعة".
الرياح الجديدة تهب من واشنطن هذه الأيام. ويقول كاتب المقال إن "ثماني سنوات مرت خلال فترة ترمب جعلت إسرائيل في وضعية الدفاع، إلا أن ترمب يمكن له أن يعيدنا لإعادة حساب مسارنا".
ويختتم قائلاً إن "هذا هو الوقت المناسب للمضي قدماً، وإن لم يكن نحو السلام مع الفلسطينيين، فيجب أن يكون على الأقل نحو سلام مع ضمائرنا ومع أرض إسرائيل".