الحدث المحلي
فتح الحادث غير المسبوق الذي شهده قطاع غزة أمس، حين فجّر انتحاري من «داعش» نفسه في مجموعة من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» عند الحدود مع مصر، ملف «داعش» في قطاع غزة الذين ازدادت قوتهم وتوسع نشاطاتهم من خلال مؤسسات تم افتتاحها وتعمل بحرية نسبية منذ سنوات عدة.
وكانت أجهزة أمن «حماس» اعتقلت مئات السلفيين عقب وقوع انفجار عرضي في مدينة خان يونس قبل نحو ستة أشهر، تم إطلاق معظمهم، وبقي عشرات في انتظار محاكمتهم بتهمة «الإرهاب». لكن التحقيقات أظهرت وجود «خلايا نائمة» لتنظيم «داعش»، كما عثر على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومواد متفجرة، من بينها مادة «تي أن تي» شديدة الانفجار.
كما قتلت الأجهزة الأمنية أحد عناصر التنظيم قبل نحو عامين بينما كان يستعد لارتكاب جرائم في القطاع، وزجت بعشرات منهم في السجن، قبل أن تفرج عن معظمهم بعد حوارات دينية مكثفة داخل السجن. إلا أن الحركة التي تحكم القطاع منفردة منذ عام 2007، لم تلجأ إلى «العنف» و «الحل الأمني» سوى في مرات نادرة.
وأشاع الحادث أجواء من الصدمة والقلق في قطاع غزة من أن تتكرر مثل هذه «العمليات الإرهابية» التي طالما تابعوها عبر وسائل الإعلام في مصر والعراق وسورية وغيرها من الدول، خصوصاً أن من المتوقع أن توجه «حماس» ضربات قوية للتنظيم في القطاع خلال الساعات والأيام المقبلة.
وبدا القلق واضحاً أيضاً في رد فعل عائلة الانتحاري كلّاب التي استنكرت في بيان «فعلته وتبرأت منه ورفضت دفنه»، وفي موقف الفصائل والقوى الوطنية التي نددت بالعمل «الجبان»، لكنها دعت إلى معالجة الفكر المتطرف بتضافر جهود الجميع وبتمتين الجبهة الداخلية. وشددت على أهمية حماية الحدود والحفاظ على الأمن والاستقرار، مطالبة الأجهزة الأمنية بـ «الضرب بيد من حديد على أصحاب الفكر المتشدد».
واعتبر الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها «حماس» في قطاع غزة إياد البُزم، التفجير الانتحاري «مرفوضاً من كل شرائح الشعب الفلسطيني وعائلاته وفصائله». وتوعد «عدم السماح بالمس بالحال الأمنية أو الاستقرار داخل القطاع أو على الحدود».
ونشرت وزارة الداخلية حواجز عسكرية وشرطية في أرجاء القطاع، خصوصاً في رفح وخان يونس المتجاورتين، كما كثفت انتشارها ودورياتها الراجلة والمحمولة على طول الحدود المصرية خشية أن يقدم السلفيون على تنفيذ عمليات أخرى.
وعبّر المجتمع الغزي عن صدمته وقلقه جراء هذا الحادث الذي أدى إلى مقتل الانتحاري وإصابة رفيقه، واستشهاد أحد عناصر الكتائب نضال الجعفري (29 سنة)، وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة.
ويأتي التفجير بعد شهرين على التفاهمات بين القاهرة و «حماس»، والتي بموجبها منعت الحركة تحرك السلفيين عبر جانبي الحدود.
وفيما نعى تنظيم «داعش- ولاية سيناء» في بيان منفذ العملية مصطفى كلّاب، معتبراً أن «حماس تحصد ثمار قتلها ومطاردتها وتدميرها المساجد في قطاع غزة»، وأن وجهة كلّاب كانت «سيناء للانضمام إلى صفوف التنظيم «للجهاد العيني»، علمت «الحياة» من مصادر موثوقة أن الأجهزة الأمنية التابعة لـ «حماس» اعتقلت الانتحاري كلّاب مرات عدة خلال السنوات الماضية.
الحياة اللندانية - الحدث